21-02-2011, 18:15
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
لوني المفضل :
#360000
|
رقم العضوية :
2
|
تاريخ التسجيل :
28 - 9 - 2007
|
فترة الأقامة :
6376 يوم
|
أخر زيارة :
18-09-2023
|
المشاركات :
22,327 [
+ ]
|
عدد النقاط :
11001 |
الدوله ~
|
الجنس ~
|
|
|
تحليل سيكولوجي لخطاب سيف الإسلام قذافي
يقوم خطاب سيف الإسلام الأخير على أسس سيكولوجية محضة يمكن تلخيصها في البحث عن حاجات الشعب الملحة في هذه المرحلة ومعرفة بواعث قلهم، وهي الخوف من الآتي: 1- القلق من غموض المرحلة المقبلة وعدم معرفة الشارع بالبديل للنظام السياسي الحالي.
2- خوف الناس على حياتهم وممتلكاتهم وأعراضهم.
3- قلقهم على وحدة ترابهم.
4- مصير الوضع الاقتصادي لليبيا إذا ما سقط النظام الحالي.
5- تعرض الدول لمخاطر الغزو الأجنبي.
وقد اعتمد خطابه على
1- استراتيجية التهويل والتضخيم لهذه المخاوف بحيث يصبح كل شيء هيّن بما في ذلك القبول بالدكتاتورية إذا ما كانت قادرة على إبعاد تلك المخاوف.
2- استراتيجية الإغراء بحياة أفضل من الوضع السابق والوضع الحالي، وقد تضمن هذا الإغراء الوعد بتحسين الوضع المعيشي للناس بنسبة معقولة جدا وإجراء إصلاحات إصلاحية سياسية ودستورية.3- استراتيجية الحث على العودة إلى الهدوء والاستقرار.
4- استراتيجية التهديد بمستقبل مظلم ومفزع ومخيف إذا لم تركن المعارضة إلى الحوار، ومن ذلك غلاء كبير جدا في الأسعار وفقر مدقع، واقتتال طويل الأجل، وتفكك البلاد.5- استراتيجية التخويف من مغبة عدم الجلوس للحوار، وقد اشتملت هذه الاستراتيجية نشر أخبار مفزعة وهي وجود مرتزقة أجانب تونسيين ومصريين وأفارقة، وهو بذلك أراد بقصد أن يؤكد الإشاعات والأخبار المتواترة عن هذا الأمر، دون أن يذكر أن النظام هو من جنّدهم، وإن كان قد لمّح إلى أن عشرات الآلاف من هؤلاء قد اتصلوا بالعقيد القذافي للوقوف معه في هذه المنحة، وكأنه بذلك أراد أن يسرّب هذه المعلومة دون أن تحسب عليه.
6- استراتيجية التهديد بإحراق النفط، دون أن يذكر من سيحرقه.
7- استراتيجية تخويف الغرب من البعبع الإسلامي، ومن الآثار السلبية المترتبة على إحراق النفط.وقد كان الخطاب مليئا بكثير من الرسائل المبطنة التي تستهدف إحباط جهود المتظاهرين اعتماد على الاستراتيجيات السابقة، ومن ضمن هذه الرسائل المبطنة الظهور بمظهر المدعوم من أغلبية الشعب والجيش، والبريطانيين والأمريكان، وكان ذكره للمحادثة التي جرت بينه وبين وزير الخارجية البريطانية مقصودا للبرهنة على المساندة الخارجية.ولا شك أن هذا الخطاب على ما يبدو فيه من سطحية وارتجال إنما هو خطاب معد له إعدادا جيّدا، ويبدو أنه قد اشترك في إعداده عدد من الخبراء الملمين بسيكولوجية الشعوب مع دعم كبير من خبرات القذافي الأب في التعامل مع الشعب الليبي.ولا بد من الاعتراف أن هذا الخطاب سيكون له مفعول إيجابي على مناصري النظام، كما أنه سيسبب بعض الإحباط للمنتفضين وخاصة أنه جاء في ظروف ظنوا فيه أنهم قد حققوا أهدافهم بنسبة 80 % على الأقل، ولكن هذا المفعول سيكون محدود الأجل، وسرعان ما سيعود الموقف إلى ما كان عليه الأمر قبل الخطاب، ولكن هذا سيتوقف على الآتي:
1- قدرة معارضي النظام والمتظاهرين على فهم مقاصد الخطاب.
2- قدرة المعارضين على تبديد كل المخاوف التي ذكرناها سابقا.
3- قدرة المتظاهرين على الصبر والاحتفاظ بالمعنويات العالية.
|
|
|
|