05-02-2011, 01:48
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
لوني المفضل :
#360000
|
رقم العضوية :
2
|
تاريخ التسجيل :
28 - 9 - 2007
|
فترة الأقامة :
6377 يوم
|
أخر زيارة :
18-09-2023
|
المشاركات :
22,327 [
+ ]
|
عدد النقاط :
11001 |
الدوله ~
|
الجنس ~
|
|
|
نكات وهتاف المتظاهرين في ميدان التحرير
صباح كل يوم.. نتيه بين الحشود.. وسط مئات الآلاف في ميدان التحرير.. نتنفس هواء الحرية المشبع برائحة الغاز المسيل للدموع.. ونهتف مع الهاتفين.. ونلهث وراء الأمل الكبير لهذه الأمواج البشريّة.
إرادة التحرر التي أشعلت الكرامة في شرايين الشعب.. وروح الثورة التي أوقدت كل كوامن الوجع المُتراكم عبر السنين.. هي التي ستصنع النصر.. وهي التي ستُعيد الإرادة للأمة من جديد.. وهي التي ستقتلعُ الشوك من حُقول الحُلُم.. وستزرع أزهار الزنبق في أراضي الجدب.
ما يجري الآن في ميدان التحرير.. لا يقف على أعتاب (إزالة ظالم).. بل يمتدُّ إلى ما هو أكبر وأهم.. إلى إعادة إنتاج الإرادة.. إلى تدشين صرح الحُريَّة بالعرق والدم.. إلى بناء متاريس، وحَفر خنادق، تقف دون اغتصاب القرار، ومُصادرة حق الأمة في الاختيار.
وسط الجُمُوع المُكتظّة في الميدان.. أتفرّس في الوجوه.. في الغضب المُتراكم خلف الملامح الهادئة.. في الحناجر التي ما ملّت الهُتاف.. وأقتربُ من رجلٍ خمسينيٍّ أنهكه التعب.. يجلس في وسط الميدان مع طفله ذي السبعة أعوام، ومشغولٌ بالحديث معه.
أجلسُ بقربه.. وأستلقي على ظهري.. وأستمعُ لهذا الأب وهو يقول: (يا ابني.. احنا طِلعنا هنا علشان كرامتنا.. وحنبات هنا علشان كرامتنا.. مش مهم نكون بردانين أو دفيانين.. المهم إنه مش أي واحد يُحكُمنا ويظلمنا.. إحنا لازم يكون لنا رأي.. ومنسكتشِ ع الظالم).. وأنا أستمع لهذا الكلام المُشتعل وسط لفح الصقيع.. شعرتُ بحُنجرتي تتيبَّس.. وبشيءٍ ساخنٍ يحجب الرؤية عن عينَيّ.. وعرفتُ حينها ماذا تعني التربية.. وماذا تعني القدوة.. وماذا تعني الكرامةُ حين تسري في دم الفقير والكادح فلا تزيده إلا إصراراً ويقيناً.
ليست حروب الرغيف هي التي أخرجت الحشود.. ولا وأد الجوع هو ما ألهب نار الغضب في أرواحِهم.. ولا ارتباكاتُ الجيوبِ الخاوية هي التي جعلت حناجرهم تهتفُ وتُنادي.. بل هو الأمل.. والكرامةُ التي قد تذوي لكنها لا تموت.. ووجع الظلم الذي يُشعل الثورة من تحت الرماد.
دوي الحشود يرجُّ ميدان التحرير صباح مساء.. فيتداعى ذلك الصوت إلى كُلِ العالم.. ليصل إلى تخوم المُحيط وشواطئ الخليج لحناً جميلاً وعذباً يُخبِرنا: أن مُكعّباتِ الدومينو بدأت تتهاوى.. وأن حيّ الرُؤساء في جدة بانتظار الجميع.
ومن أبرز الشعارات والهتافات التي يرددها المتظاهرون
قائد الجيش راح لحسني مبارك، وقال له: خلاص ياريّس.. انتهى كل شيء.. لازم تكتب خطاب الوداع.. هنا أجابه حسني مبارك: ألله.. هو الشعب رايح فين.
ـ وزير الزراعة قال لحسني مبارك: يا ريّس السُلحفات دي بتعيش 400 سنة. فرد عليه الريّس: هاتها.. نشوف بقى هتعيش كم؟
ـ حسني مبارك اتصل على زين العابدين بن عليّ في جدة.. وقال له: لو حتنام بدري أبقى والنبي سيبلي المفتاح تحت الباب.
حسني اتجنن .. حسني اتجنن .. حسني اتجنن
وبعد تكرار تحليق الطائرات، بدأت الحشود تُردد:
اتعودنا .. اتعودنا .. اتعودنا
وبعد بعض الوقت بدؤوا يُشيرون إلى الطائرات الحربيّة ويرددون:
الجدع جدع .. والجبان جبان .. واحنا يا مُبارك حنموت بالميدان
الي يجي ميروحشِ .. علشان نِمشّي الجحش
الشعب.. يُرِيد .. إسقاطَ النِظام
يسقط يسقط حسني مبارك
ارحل ارحل يا مُبارك.. السعوديّة بِانتِظَارك
بالجيش.. والشعب .. حنكمّل المِشوار
تغيير.. حُريّة.. عدالة اجتماعية
ارحل ارحل زي فاروق.. شعبنا منك بقى مخنوق
عَلِّ وعَلِّ وعَلِّ الصوت.. إللي حيهتف مش حيموت
يا حُريّة فينك فينك.. حسني مبارك بينّا وبينك
يا حاكمنا بالمباحث.. كل الشعب بظلمك حاسس
ارحل بقا ياعم.. وخلي عندك دم
هو مُبارك عايز إيه.. عايز الشعب يبوس رجليه
يا مُبارك مش حنبوس.. بكرا عليك بالجزمة ندوس
يا جمال قل لأبوك.. كل الشعب بيكرهوك
ثم يأتي أحدهم ويهتف بصوت عالٍ: حُسني مُبارك
فترُد الجُموع المُمتدة بكل ما أوتيت من صوت: باااطِل
حُسني مُبارك ... باااطِل
جَمَال مُبارك... باااطِل
الحِزب الواطي... باااطِل
أحمد عز... باااطِل
فتحي سرور... باااطِل
الصحافة فيين .. المليون أهُمّ .. الصحافة فيين .. المليون أهُمّ
ثم استمروا في الهُتافات الساخرة:
عايزين حكومة حرّة .. العيشة بقت مُرّة
عايزين حكومة جديدة .. بقينا ع الحديدة
|
|
|
|