ام كلثوم انت فين والحب فين ~~~~~

دقت ساعة الخطر .. معلنة انتصاف رحلتي والحياة

فأدركت بان الوقت قد عزم مواجهتي بحقيقتي..
وكم ظننتُ
وان كان إثم ..
انه يوما لن يجرؤ على مواجهتي ..
لن يحدث فيحيلني كهلة في عام أكبر ألف عام
ها انا ..
أدق نافذة القدر
نافذة أكبر من جنوني
أقف
وأوقاتي كلها ..
أمام مرآة الاعتراف :
لن أحكم على الفعل لا من النوايا ولا من النتائج
سأحكم من خلال
حبيبات الرمل ..
فضقتُ لأتسع على هيئة حبيبات رملية
منذ سنوات بلا عدد
من عصر لعصر انتقلت تتدحرج.. كخيط رفيع يسرق من الحياة
حياة ؟!
حبالا ينسج منها عمري ثوبا يحاك على ذاكرة الزمن..
لا يهم ان ارتداه او تزين به يوما ..
لا .. لا يهم ..
ما يهم ويعتصر حقيقة الألم
انه يُحاك وسيحاك مهما تغيّر الزمن ..
وهيهات أن ينسى الثوب الألم .. وينسى الزخم ..
وينسى انصياع الفراغ من العدم !
ثوب
هل متى ارتداه القدر ..
سيشعر بما أحاطني به من خيوط رملية حاكت مني قصص اساطير ؟
أساطيرخرافية
حقيقية
مرصعة بدموعي
فهل سيستفز وجه الأرض على وجهه الاكتراث ؟
هل سيخدش جلده كما فعل لجلدي ؟
لا أظن بان له جلدا كما جلدي يخدشه الهواء ..
ليس له ثورتي
ثورة الثلج على النار
ثورة البنفسج على النهار
لا لن يفعل ..
لكنه لا شك سيتضرج برائحتي ..
وسيحاول غسلي مره تلو الأخرى محاربا عطري ..
هل ينجح ..؟
لا، لن يفعل ،
فالرمل لدي ثابت .. وان ارتجفت يدي يوما .. الا ان الارتجاف منها ثابت ..
هلم ايها الزمن ..
دحرج علي ما بقي لديك من أجل ..
وألقي على عدم الثبات لدي ريح تعبق بالغضب ..
ولكن اعلم .. بأنني ثوب من الزمن الرملي خيوطه ..
عدم الثبات لديه روح الاسطورة..
وانا خلودها وطعم أجمل من ان لا يكون إلا خلودا…
خيوطي لا يُتلاعب بها
فهي اصيله
ليست من مَلك وليست من طبقات اجتماعية
خيوط أصيلة من تربة الأرض
من عثرات التاريخ
من حضارة البحر
جُبِلت على ان تقف تنظر الا للأعلى
سامية لحدود اللامحدود ..
يغيب بحضوري الكلام ..
وكما عجز العِلم عن ترجمة هاملت
ستعجز انت عن خلع ثوبي المحاك بفتات الرمل ..
وكما عجز دي بيفيه عن اقناع بيكون
سيخر كانْت امامي :
بأنني وان كنت بلا فائدة مُلاحظة
الا انني فائدة كل جميل وكل مستحيل ..
وانا من الرمل ثوب متى ارتديته ..
تبلدت بكيانك لعنة أسطورة
أسطورتي
أسطورة الرمل

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج