عرض مشاركة واحدة
قديم 15-01-2011, 07:49   رقم المشاركة : ( 1 )
مؤسس الشبكة

http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/8.gif




 
لوني المفضل : darkslateblue
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 1 - 8 - 2007
فترة الأقامة : 6435 يوم
أخر زيارة : يوم أمس
المشاركات : 11,964 [ + ]
عدد النقاط : 10437
الدوله ~
الجنس ~
S M S ~
مؤسس شبكة ومنتديات الصدى الحجاج ...عام 2007
M M S ~
MMS ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

م.محمود الحجاج متصل الآن

Q (14) عفيفةٌ تونس الخضرا ستمضي



s120119163337.jpg


قد يسطو لص على الدار... لكنه لا يستطيع تملُّكها أبدًا.... فهو لص، وسيظل لصًّا وإن طال الزمن. وقد يتسيَّد الضبع على الغابة لكنه لا يصير ملكها.... فهو ضبع وإن تحلى بزي السباع.
الأحداث لا تغيّر ماهية الأشياء.... لكنها تكشفها وتُبرز ملامحها فقط... وقديمًا قالوا: تستطيع أن تخدع بعض الناس لبعض الوقت, لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت. حكايتنا اليوم تروي هذا المعنى وعلى قدر مرارتها على قدر سخريتها من الطغاة. تونس خضراء الإسلام.. مسجد الزيتونة.. والقيروان، وابن خلدون.. وعبد الله ياسين والمرابطون. هاهي محاطة بأسلاك العبودية، وقد تُرِكَت نهبًا لذئاب العلمانية الشرسة، يفعلون بأهلها أكثر مما يفعل الصليبيون في بلادهم بالمسلمين.
لأول مرة منذ سنوات طويلة تتغير لغة خطاب رئيس الدولة لشعبه... خاطبهم بلهجتهم فتلقوا الرسالة دون حاجة لتفكيك الشفرات والقراءة بين السطور وهبوا للشوارع ليلة أمس يهتفــون "تحيا تونس". تحيا تونس قالها بن علي ذات صباح سبت صادف أن كان يوم السابع من نوفمبر 1987... قالها عندما كان يهم بمغادرة قصر الحكومة بالقصبة وفاجأه صوت رجل بريء أو ربما صوت ببغاء حزبي مرددا "يحيا بن علي"..زمنها ملت الآذان هتافات تخرجها الحناجر خوفا مرددة "يحيا بورقيبة"... في تشخيص بلغ حد التأليه صنعته ماكينة الدعاية الحزبية التي أدارتها بميكيافلية على امتداد سنوات طويلة مسامير صدئة ظنناها اقتلعت بعد التحول... فإذا بها بعد سنوات قليلة من التغيير تعيد الماكينة للدوران ويلتف أخطبوطها حول الاعلام وحول الرئيس فيختنق حق التعبير ويُعطّل التغيير.
هل كان لزاما أن تراق الدماء وتحترق المنشآت والقلوب لكي تخترق الأصوات المكبوتة جدار القصر الرئاسي ويتفطن الرئيس إلى أن بعض من كانوا يحيطون به غالطوه.. فيخرج للناس معلنا أنه فهم الشعب... أن كل برقيات التأييد والمساندة ومظاهر الزينة والاستقبالات الشعبية هي صناعة ماكينة الدعاية وأن الشعب غاضب. لم يغضب الشعب لأن ما تحقق من انجازات وما بلغته تونس من مراتب مشرفة لم يكن بالقدر الكافي.. بل غضب لأنه لم يجن ثمار هذه الانجازات بنفس القدر الذي جنته فئة قليلة... لم يغضب من طول فترة البطالة بل غضب لقصرها لدى كل من دفع رشوة أو كان له ولي نافذ أو من تحزّب وحمل صفة "مناضل"...
واليوم يعيش التغيير تغييرا جديدا ولد من رحم أيام دامية موشحة بالسواد... اليوم فقط يتحمل اركان الحكم الظالم جميعا وزر البلاد بعد أن اعتبر العديد ولسنوات طويلة أنفسهم "كرّاية" بها...

فهم النظام التونسي حقيقة الرسالة الشعبية الصامتة. وحقيقة الرفض العام له ولسياسته ولمشروعة اللقيط . فأخذ يبطش وينكِّل ويضرب بكل قوته في الرموز والشعائر الإسلامية. في محاولة يائسة لتغير اتجاه الريح وتحويل مسار النهر. لكن هيهات له ذلك.. وقد أفلس من كل شيء ولم يبقَ في جعبته سوى الهراوة والقيد. لكن التاريخ يشهد أنهما لم يستطيعا أبدًا أن يغيِّرا اتجاه الريح.

عفيفةٌ تونس الخضرا ستمضي *** بنهج الحقِّ ينصرهـا الكرام




  رد مع اقتباس