عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2011, 18:23   رقم المشاركة : ( 5 )

 http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/000.gif



 
لوني المفضل : #360000
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل : 28 - 9 - 2007
فترة الأقامة : 6376 يوم
أخر زيارة : 18-09-2023
المشاركات : 22,327 [ + ]
عدد النقاط : 11001
الدوله ~
الجنس ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عفراء غير متصل

افتراضي رد: استشهاد المختطف المضرب عن الطعام مهند نيروخ سريريا




الضفة المحتلة – فلسطين الآن

على أسرة الشفاء في مستشفيات الضفة الغربية، يرقد فلسطينيون كُثُر بانتظار رحمة من الله وفرج قريب، لكلٍّ منهم قصة وحكاية، لكن أقساها حكايات أولئك الفتية الذين حرموا من أهليهم ومساجدهم، وألقت بهم ميليشيات فتح إلى مسالخ التعذيب.


مهند نيروخ، 23 عاما، أحد فتية الخليل تروي حكايته قصة شبابها الجميل، شبابٌ حمل الراية وأدّى البيعة فتلقفتُه سياط أبناء جلدتنا طمعاً برضى محتلٍ لن يرضى عن مسلم قبل أن يتبّع ملّته، يرقد مهند بجسده المنهك الذي أعيته سياط الجلادين وأتعبه إضرابٌ عن الطعام طالت أيامه لكنه مصممٌ أن لا ينهيه إلا بإحدى انتصارين، حريةٌ أو شهادة.

ولد مهند محمود جميل نيروخ في مدينة خليل الرحمن بتاريخ 14/12/1987، وفيها أتمّ مراحل دراسته المختلفة حتى التحق بدراسة الأتمتة الصناعية بجامعة بوليتكنك الخليل.

عرف مهند بتربيته الدينية وأخلاقه العالية، فكان مثالا للشاب المسلم عقيدة وخلقا وورعا وتقوى والتزاما.

في قبضة المخابرات

بدأت حكاية مهند مع سجون أجهزة فتح يوم اقتحمت قوة من ما يسمى جهاز المخابرات العامة منزله في مدينة الخليل بتاريخ 8/10/2008، يومها لم يجدوه في البيت فقاموا بالعبث بمحتويات المنزل وأتلفوا كثيرا منها، وفي اليوم التالي بتاريخ 9/10/2008 تم اعتقاله لدى ذات الجهاز.

أحاط رجال عباس اعتقال مهند بسرية تامة، فلم يعرف أحد شيئا عنه حتى مضى 40 يوما على اعتقاله، يومها أبلغت عائلته أنه معتقل في سجن مخابرات الخليل وأن بإمكانها زيارته.

تعرض مهند في فترة التحقيق التي أخضع لها لجولات تعذيب قاسية بدأت من حظة وصوله إلى سجن الخليل، حيث تعرض للضرب المبرح والشبح بعدة أشكال، منها الشبح على الشباك والأيدي للخلف لفترات طويلة مما استدعى نقله للخدمات الطبية عدة مرات.

تعذيب وحشي

وأثناء اللحظات الأولى للاعتقال أصيب مهند بجراح ورضوض في جميع أنحاء جسمه جراء الضرب الشديد.

عندما تمكنت عائلته من زيارته لأول مرة، وجدت مهند في حالة لم يسبق لها أن رأته عليها من قبل، كان شاحب الوجه أحضروه غير قادرٍ على الوقوف على قدميه، كان يحاول إخفاء ما يعتري ظهره ورأسه من آلام، لكن حالة الإعياء الشديد التي كان يعاني منها كانت تشي بما يخفي.

يقول عددٌ من المختطفين الذين شهدوا عمليات التعذيب التي تعرض لها مهند في سجن المخابرات في الخليل أنّ عناصر المخابرات كانوا يكنّون ضغينة غير مفهومة تجاهه وكانوا يتسابقون لأذيته.

ويضيف أحدهم:" من لحظة وصوله للسجن بادروا بضربه بكوابل الكهرباء وهاجموه بالعصي والقضبان الحديدية، كان يغيب عن الوعي من شدة التعذيب وعندما يفيق كانوا يعودون لتعذيبه حتى يغمى عليه مرة أخرى".

عزلوه عن أهله

كان تعذيب مهند يتخذ في سجون المخابرات طابعاً نفسياً يضاف للتعذيب الجسدي العنيف، لقد استمروا في التكتم على مكان اعتقاله ومصيره ولم يسمحوا لعائلته بالزيارة إلا بعد مرور شهر ونصف الشهر.

ويقول أحد عناصر جهاز المخابرات لأحد أصدقاء مهند المختطفين إنّ التعليمات كانت لديه مشددة بضرورة أن يلازم مهندا كظله خلال زيارة العائلة، وفعلاً كان عناصر فتح يتواجدون بكثرة فيحولون بينه وبين لأهله خلال الزيارة.

عانى مهند في سجنه بالخليل الأمرين، لقد منعوا عائلته من إدخال أي طعام له وحتى الفاكهة أو الحلويات كانوا يمنعونها عنه، لكنهم سمحوا بدخول زجاجة عصير له.

إلى أريحا

بقي مهند في هذا العذاب أربعة أشهر حتى جاء موعد جديد مع رحلة أخرى كانت أيضا تحمل كل نذر الشر والتنكيل له، لقد قاموا بنقله إلى سجن أريحا ليخضع مجددا للتحقيق لدى دائرة التحقيقات المركزية التابعة لجهاز المخابرات وكان ذلك 19/2/2009.

عانى مهند هناك من ويلات البعد عن الأهل والأحبة وذاق مرارة العيش في سجن أريحا الذي يستحق أن يدخل "كتاب غينيس" كأقسى سجون العالم وأكثرها تنكرا للحقوق الانسانية للمعتقلين.

وبتاريخ 19/1/2010 صدر بحقه قرار بالإفراج من محكمة العدل العليا وكالعادة ضربت أجهزة فتح في هذا الكتاب بعرض الحائط، ولم يتم تنفيذ ما جاء فيه من قرارات، كما لم يتم عرض مهند على أي جهة قانونية أو قضائية حتى هذه اللحظة.

الجوع طريق الحرية

كان اعتقال مهند فاجعة لعائلته، ويضاف للأذى النفسي الذي لحق بها أذى قوات الاحتلال التي داهمت منزله ونسفت المحلات التجارية الخاصة بعائلته بعد مداهمتها من قبل مخابرات حركة فتح، وتم أيضاً اعتقال عدد كبير من أقاربه خاصة والده وأشقائه.

وجد مهند في سجنه ظلما يفوق قدرة البشر على الاحتمال، صبر وتحمل وتجلّد، ولما لم يبد أبناء وطنه الذين صاروا جلاديه أي مؤشر على استعدادهم للتخفيف عنه قرر خوض معركة الأمعاء الخاوية، وكان الباديء بالإضراب عن الطعام قبل أن ينضم له رفاق قيده الخمسة في سجن أريحا بعد خمسة أيام من الإضراب.

وأخيرا لما وجد السجان لدى مهند صلابة وإصرارا على مواصلة الإضراب، قام بقمعه كما نقل بقية إخوانه المختطفين فاستقر به المقام في سجن المخابرات في جنين حتى تمّ نقله من هناك لمستشفى جنين الحكومي في حالة صحية صعبة.

قرر مهند أن ينتزع حريته بجوعه، فصارت معدته الخاوية طريقا يدوس عليه للوصل إلى مبتغاه وإلى أن يحين ذلك تبقى أنات مهند ورفاقه على أسرة الشفاء عنوانا لمرحلة "جاوز الظالمون فيها المدى


  رد مع اقتباس