سجن المخابرات في جنين نموذجاً
التحقيق والتعذيب حرب تتجاوز الأجساد لتخترق العقول لمسح عقائدها (تقرير)

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام
تعمل مليشيا فتح الأمنية في الضفة المحتلة منذ طردها من قطاع غزة، على محاربة كل ما له علاقة بحركة "حماس"، وفكرها وثوابتها ورموزها، ولم تتوقف هذه الحرب على حماس كحركة فحسب، بل امتدت لتطال حلقات القرآن وجلسات العلم في المساجد، لاعتبارها نواة "لتفريخ" أبناء ومحبي الحركة بحسبهم، ولتتجاوز الحرب والقمع للأجساد، وصولاً للعقول.
فقد أفصح لـ" المركز الفلسطيني للإعلام" أحد المختطفين المحررين من سجن ما يسمى بـ"جهاز المخابرات العامة" في جنين، عن تصرفات تندرج بعملية حرب الثوابت ومسح الأدمغة، عايشها خلال وجوده في أقبيتها ومقراتها بـ"حي الجابريات" جنوب المدينة.
حرب نفسية موازية
فبداية ً يُستقبل المختطف في هذه الأقبية بجولات طويلة من التعذيب والشبح، بعد ربط يديه للخلف، ووضع كيس على رأسه، لمنعه من رؤية أي شيء حوله، وهنا تكون "عَصبة ُ الرأس" التي يضعها أبناء حماس على جباههم خلال فعالياتهم والموشحة بلفظ الجلالة، وسيلة لربط أيدي وأرجل المختطف!!، كما يصبح القناع الذي يلبسه أبناء القسَّام في جولات الرباط على الثغور، كيساً لتغطية وجوه أبناء حماس خلال التعذيب والتحقيق.
أما زبانية ُ السجن الذين يُوكل لهم ربط المختطف ورفعه عن الأرض وشبحه وتعذيبه، فهؤلاء الزبانية يتجردون من اسمهم الحقيقي لحظة وصولهم إلى السجن، ليحملوا جميعهم اسم "أبو العبد" وينادوا به، ليرتبط في وعي المختطف أن معذبه هو "أبو العبد"، وهي كنية رئيس الوزراء الفلسطيني الأستاذ إسماعيل هنية، أبرز رمز لحركة حماس في فلسطين.
الكذب وسيلة أساسية
أما خلال جولات التحقيق: فيعمل المحققون على محاولة نزع ثقة المختطف بقادته ومسئوليه داخل الحركة، وزرع الشك في قلبه تجاههم، من قبيل أن قادتك يُنهون ملفاتهم عند مدير الجهاز بساعات قليلة وهم يحتسون القهوة، وعليه لا يتطلب هذا نزولهم إلى هنا، وتلقي العذاب لإفشاء المعلومات التي بحوزتهم، في حين يطلبون منكم الصبر تحت التعذيب!، والسير على خطى بلال بن رباح وخباب بن والأرت والثبات على الحق؟!!
إمعان العصيان في شهر العبادة
وفي شهر رمضان الفضيل، لايوجد داخل هذه الأقبية أي شيء يدل على حلوله، إلا مواعيد تقديم الطعام للمختطف، فالكثير من المحققين والزبانية يجاهرون بإفطارهم دون خجل أو وجل، ويؤكد المختطف المفرج عنه أن بعضهم يتناول فطوره بعد أذان الفجر الثاني - الذي يوعز ببداية الإمساك عن الطعام والشراب وبداية الصيام- مباشرة، إمعاناً منهم بالإفطار، ولا يخجل أي منهم في أي وقت من أوقات الإمساك المناداة على زميلة بصوت مرتفع، طالباً منه القدوم لتناول الطعام، وإحضار ملعقته ووعائه معه!!.
أما التلفاز في هذا الشهر وكل شهر، فهو وعلى مدار الساعة ليلاً ونهاراً مُشرعٌ لنضح الأفلام العربية بأعلى صوته، بما فيها من رقص وميوعة وغناء وفحش، حتى في "ليلة القدر" أقدس ساعات رمضان وأجزلها أجراً ؟!، وبالمقابل يتم حرمان المختطف من الحصول على مصحف لقراءة القرءان والتعبد به، حتى لو أنهى جولات التحقيق.
ومن هنا يظهر أن هؤلاء الذين انسلخوا عن نسيج الشعب الفلسطيني، يعملون على محاربة كل ما يرمز للتدين ولحركة حماس، تنفيذاً لسياسات الجنرالات الأمريكي بعد خضوعهم لدورات في علم النفس، ليخرج المختطف حسب أوهامهم، وقد خضع لعملية غسيل دماغ، يحمل في جنباته كل السخط على ما يمُت للإلتزام ولحماس بأية صلة.