رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
رئيس الوزراء يشارك في تكريم المبعدين العائدين من مرج الزهور، ويؤكد على أن المستقبل للإسلام والمشروع الإسلامي
حيّا دولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية المبعدين العائدين إلى أرضهم من مرج الزهور، مشيراً إلى أن الإبعاد إلى مرج الزهور يعطي درساً واضحاً مفاده أن الأهداف السامية والغايات لا تدرك إلى من خلال التضحية والعطاء والصبر وغاية العودة إلى الوطن وتحرير المقدسات من أسمى الغايات التي تستحق ذلك.
وقال رئيس الوزراء خلال حفل تكريم المبعدين العائدين من مرج الزهور والذي نظمته حركة حماس بعنوان "لقاء مرج الزهور .. حديث الذكريات" :"بعد هذه الأعوام ينظر كل واحد منا إلى أخيه ويحدثه بلغة العيون عن الذكريات ففي 17/12/1992 تبدأ ذكريات البرد القارس وقلة الطعام والظروف الصعبة".
وأضاف وهو أحد المبعدين العائدين " لكننا اليوم نجلس في غزة العزة هذا الجزء المحرر من فلسطين وقد أدركنا أن الأهداف السامية تتطلب العطاء، ولكن كل ما لاقيناه يهون في سبيل الله ثم سبيل وطننا وأرضنا وكرامة شعبنا وأمتنا"، مؤكداً على أن العودة ما كانت لتكون لولا فضل الله وكرمه أولاً الذي أنزل السكينة على قلوب المبعدين حيث تحولت الأرض الجرداء بذلك إلى أرض مثمرة فيها خير.
وأشار إلى دور الشعب اللبناني الشقيق والذي شكل الحضن الدافئ لكل المبعدين وساعدهم بكل ما أمكنه، مشدداً على ضرورة استقاء العبر والدروس من هذه التجربة لاسيما وأن الشعب الفلسطيني لا يزال على احتكاك مع الاحتلال ويعيش المحن يومياً فالمحتل يعبث بالأرض والمقدسات ويحرم ستة ملايين من العودة لديارهم، "لذا لا بد أن نعزز صلتنا بالله ".
وقال دولته :"وكان أيضاً من الأمور التي ساهمت بالعودة بعد الصلة بالله هو الصمود الذي تحلى به المبعدون فكانوا على قلب رجل واحد ومهما تعددت الآراء كانوا يسلمون برأي القيادة التي وثقوا بها، لذلك الصمود والثبات والوحدة في الموقف والرأي والإطمئنان لقدر الله عز وجل والاستسلام للشورى ورأي القيادة أدى لتحقيق الأهداف".
وأضاف "تجلى موقف الوحدة بين الأخوة المبعدين من حركتي حماس والجهاد وكأنه إشارة إلى أن المد الإسلامي سيقود المشروع في فلسطين، لذا من الضروري ترسيخ العمل الإسلامي في فلسطين بين الحركات الإسلامية لاسيما وانها تتفق في كثير من الأمور فتوحدها هنا أمر وطني واجب".
وأشار رئيس الوزراء أن الحاضنة العربية والإسلامية وحتى الإنسانية تجلت في مرج الزهور في مخيم القدس للعودة الذي أنشأه المبعدون هناك لتكون عنصراً فعالاً في الصمود وبالتالي العودة، لافتاً إلى العون المادي والمعنوي الذي لاقاه المبعدون من كل الوفود والزائرين.
وأكد على ضرورة استحضار هذه الحاضنة –العربية والإسلامية والإنسانية- دوماً، "فالعمق العربي والإسلامي ضروري لتحرير فلسطين وتحقيق الغايات لاسيما ونحن في بداية الطريق للتحرير، وأن الاحتلال يعمل لتحقيق غايات ووفق عدوان مبرمج .
وقال :" تلك العناصر من رعاية من الله وصمود ووحدة الموقف ووجود الحاضنة لا بد أن تكون مجتمعة فيما بينها لتحقق الغايات، فالرجال في مرج الزهور وقفوا كالطود الشامخ وسجلوا التاريخ بالألم والدموع والتضحيات"، مستذكراً على وجه الخصوص الشهداء وعلى رأسهم د. عبد العزيز الرنتيسي، وجمال منصور، وجمال أبو الهيجا، وسعيد صيام، وفتحي الشقاقي، والأخوة أبو هين الثلاثة وغيرهم.
وأوضح رئيس الوزراء أن ضريبة حمل الأمانة غالية والثبات على الموقف ليس بالأمر الهين فكثير من المبعدين عندما عادوا إلى وطنهم هم يدركون أنهم سيعودون للسجن، ولكنهم صمموا على العودة وسجنوا زمناً ثم خرجوا ليكونوا بين أهلهم وأبنائهم، وهذه أعطت رسالة أن صمود القادة يعني صمود الشعب ورسوخهم رسوخ شعب.
وأكد على أن المستقبل للإسلام والمشروع الإسلامي وهذا شرف عظيم، "فنحن نرى الانهيارات والصراعات من حولنا، لكننا نرى في الوقت نفسه جسماً إسلاميا ينموا ويكبر".
وفي ختام الاحتفال الذي ضم كلمات لعدد من المبعدين العائدين مثل النائب د.محمود الزهار، والشيخ أبو حسن شمعة، و الشيخ أبو أيمن طه، والشيخ عبد الفتاح دخان، والشيخ أبو خالد الحسنات، والشيخ عبد الله الشامي، ود.فضل الزهار، والنائب د. سالم سلامة وآخرون حيث تناولوا أهم الذكريات والمواقف التي مروا بها أثناء الإبعاد.
|