رد: الشهيد وصفي التل في ذكراه الاربعين
من جهته اعتبر العين حمدي الطباع، أن الشهيد وصفي التل "كان من الشخصيات المميزة التي تحملت مسؤولية الحكم في الأردن في أصعب الظروف وأعقدها ولكنه تمكن بحنكته السياسية وشجاعته في اتخاذ القرارات من تجاوز أصعب الأزمات التي تعرض لها الأردن في حقبة الستينيات حيث كان رحمه الله في مواجهة تلك الصعاب الفارس المقدام الذي لا يهاب الصعاب ولا ترهبه الصعاب، حتى شاءت إرادة الله أن يقدم روحه فداءً للوطن، ليخلد في ذاكرة شعبه وأمته العربية رمزا للتضحية والشهادة وبذل النفس في أداء الواجب".
واستذكر الطباع "وصفي الفتى الأردني العربي، المتقد حماسا لقضايا أمته، وفي مقدمتها قضية فلسطين، فلم يكتف بالتنظير وسفسطة الكلام كما فعل الكثيرون، بل سارع من دون تردد لينخرط في صفوف المتطوعين العرب في جيش الإنقاذ في حرب عام 1948، وتولى قيادة فوج اليرموك الرابع في جيش الإنقاذ، ليشارك في الدفاع عن أرض فلسطين، وبقي حتى آخر حياته يؤمن أن المقاومة هي السبيل الوحيد لاسترجاع فلسطين".
وأشار الى أنه وبعد استشهاد وصفي التل قرر المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال أن يسدد كافة الديون المترتبة على ذمة الشهيد "فأوكل القيام بذلك الى صديق وصفي الوفي المرحوم بإذن الله الأستاذ محمد عودة القرعان مدير الإقراض الزراعي حينها، وتبين أن مجموع الدين على ما أذكر بحدود ثلاثة وتسعين ألف دينار، وشاءت الأقدار أن أكون موجودا في مكتب الأستاذ القرعان عندما التقى بجميع الدائنين وأخبرهم بأن جلالة المغفور له الملك الحسين سيتكفل بالدين وكانت المفاجأة التي أذهلتني أن الديون كانت عبارة عن أثمان إطارات تراكتور وبكب بدفورد وطرمبة ماء ومحراث وثمن بذور وديزل".
|