عرض مشاركة واحدة
قديم 29-11-2010, 12:12   رقم المشاركة : ( 5 )

 http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/000.gif



 
لوني المفضل : #360000
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل : 28 - 9 - 2007
فترة الأقامة : 6378 يوم
أخر زيارة : 18-09-2023
المشاركات : 22,327 [ + ]
عدد النقاط : 11001
الدوله ~
الجنس ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عفراء غير متصل

افتراضي رد: الشهيد وصفي التل في ذكراه الاربعين



قال المصري

"أجزم أن جل من قضوا وضمنهم الشهيد وصفي التل هم أشد الناس حرصا على سلامة ووحدة المجتمع الأردني العزيز، وليس بين صفوفهم أبدا من كان يدعو لعصبية أو ظلم حظه ومارس الفتنة أو دعا لها أو هادن في الحرص على وحدة الصف وسلامة المنهج ونقاء المسيرة والسريرة على حد سواء".
وأكد أن ذكرى استشهاد وصفي التل تشكل مناسبة لقراءة فكره وطبيعة المرحلة التي عاشها ونمط التفكير الإنساني الذي كان سائدا آنذاك، وبصورة تمنحنا فرصة لاكتساب دروس مفيدة لواقعنا الراهن المحاط بطوفان من التحديات والمصاعب ذات الأبعاد الإقليمية والدولية وعلى نحو يتطلب منا جميعا الإخلاص في توحيد صفوفنا وحشد طاقاتنا في مواجهة تلك المصاعب والتحديات.
وقال إن الشهيد وصفي قضى في حقبة اتسمت بالطابع القومي العروبي الذي لم يكن للقطرية بمفاهيمها السائدة اليوم مكانا فيه، فقد فهم وصفي القطرية الحقيقية وفسرها باعتبارها الخطوة الأولى والأساسية لبناء دولة الوحدة، مثلما هي الطريق السلمي والصحيح لتكون وحدة ثابتة تتقدم تباعا برؤى ومفاهيم إنسانية روحانية قومية محببة وترتكز على أسس قومية وشعبية واضحة.
وأكد أن "الدولة القطرية بمفهومها الصحيح هي الطريق المنطقي لبناء دولة الوحدة الكبرى، ومن هنا فقد كانت الوطنية الأردنية، ويجب أن نحرص على أن تبقى، بعيدة عن التقوقع والتزمت، وهي لم تكن أبدا نقيضا للفكر القومي الشامل، وإنما هي حالة رائعة استندت الى حقيقة أن الهوية الوطنية الأردنية، هوية سامية تجمع ولا تفرق، تحت لوائها أردنيون منتمون مخلصون ومتفانون من أجل حاضر الأردن ومستقبله، وهم جميعا كذلك داعمون للهوية الوطنية الفلسطينية على الأرض الفلسطينية، ومتفقون على أن قيام دولة فلسطينية حرة مستقلة على الأرض الفلسطينية بخيار الأشقاء وقرارهم، يشكل بالضرورة مصلحة وطنية أردنية كبرى، ولا تناقض أو تصادم بين الهويتين الشقيقتين أبدا".
وتابع "ومن هذا المنطلق فإننا نرفض رفضا مطلقا مقولة الوطن البديل، ونقر بأنها اصطلاح وخيار اسرائيلي لم يولد من رحم أردني أو فلسطيني. واسرائيل ترى فيه حلا لجزء من مشكلتها على حساب الآخرين.
وأكد المصري أن الهوية الوطنية الأردنية في فكر وصفي التل لا تقبل التشظي أو الانقسام أبدا.
بدوره، دعا العين عبدالهادي المجالي الى تأسيس فريق بحثي متنوع ومحايد يجمع سيرة الشهيد وصفي التل ويقرأ تفاصيلها بدقة وعمق وبأسلوب علمي، والى البحث كذلك في كل مكان وزمان عن كل وثيقة ومعلومة تحسم الجدل وتقدم وصفي رحمه الله لكل الأجيال كما يجب، "لعلنا في المحصلة نبدع طريقة مختلفة نقيم فيها رجال الوطن نقول فيهم ما لهم وما عليهم إنصافا للتاريخ كي لا يبقوا نهبا للمتقولين والحاقدين ممن لا يريدون رمزا وطنيا ويسعون في تشويه كل وطني بالافتراء والاختلاق والكذب".

وقال العين المجالي اقرأ الشهيد وصفي كأي أردني وكأي عربي وكلما قرأته أكثر أيقنت أنه حالة فريدة لم تتكرر، وأيقنت أنه مثل أنموذجا راقيا للمسؤول، وكيف يجب أن يكون هذا المسؤول، كما أنه مثل وعيا نادرا وإدراكا دقيقا للظروف والمعطيات التي أحاطت تجربته في المسؤولية، "تلك التجربة التي نهضت في ظروف وطنية وإقليمية سياسية وعسكرية دقيقة فيها الكثير من الحروب والفتن كلها، استوجبت من الدولة ووصفي، جزءا منها قرارات صعبة، كان لا بد منها للحفاظ على تماسك الوطن".
وتابع العين المجالي "بظني، فإن وصفي انشغل في كل شيء، لكنه كان اكثر تركيزا على ثلاثة جوانب، تطوير الجيش، وتقوية قدراته للإسهام في تحرير المغتصب، وعلى بناء منظومة إعلامية فعالة ومؤثرة، وإنجاز قطاع زراعي يغري أهله بالبقاء فيه ويشد البعيدين عنه بوصفه قطاعا مهما في الاقتصاد الوطني.
وقال "وأنا إذ عرفته بحكم علاقته بشقيقي عبدالسلام المجالي وعبدالوهاب رحمه الله، فإن لي تجربة شخصية معه عندما كنت قائدا لسلاح الهندسة، حينما استدعاني الى اجتماع حكومي، وطلب إلي أن أنشئ سوقا في العقبة، فسألني كم من الوقت تحتاج لبناء السوق فأجبت ثلاثة أشهر، فنظر الى أحد وزراء حكومته وقال ألم تقل إنك تحتاج الى سنة ونصف السنة، فعاد بنظره وطلب إلي أن نبدأ من فورنا في العمل، فنفذنا المشروع وعدة مشاريع أخرى".
وقال "إن تلك التجربة على بساطتها منحتني فرصة ألقيت فيها نظرة على شخصية الرجل ومن بين ما شدني فيه أنه دائم المتابعة المباشرة مع المسؤول في الميدان، يكسر الروتين ويتجاوز البيروقراطية والتراتبية وكان يعتقد أن ذلك أفضل الطرق وأنجعها لتحقيق منجزات ذات وزن وقيمة".
وأكد أنه يجب أن نستلهم من تجربة الشهيد وصفي التل ما نعيد به بناء حالة من الوعي الوطني ونزرع في أجيالنا ما يجب أن يزرع من قيم وأخلاقيات وصفات.


  رد مع اقتباس