08-11-2010, 07:00
|
رقم المشاركة : ( 4 )
|
لوني المفضل :
#360000
|
رقم العضوية :
2943
|
تاريخ التسجيل :
7 - 11 - 2010
|
فترة الأقامة :
5277 يوم
|
أخر زيارة :
09-11-2010
|
المشاركات :
54 [
+ ]
|
عدد النقاط :
10 |
|
|
رد: حملة الدفاع عن السيده عائشة بنت ابي بكر رضي الله عنها
إن الله تعالى جعل هذه الدنيا دار بلاء وفتنة يُبتلى فيها الناس بأنواع الفتن والبلايا وتمسهم المحن والرزايا فيجازى المؤمن الصابر بعلو الدرجات وتحل بالفاجر أنواع العقوبات وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين قال تعالى( أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) وأشد الناس عرضةً للابتلاء في هذه الدنيا الأنبياء ثم الصالحون وكلما كان المؤمن أكمل إيماناً وأمثل حالاً كلما كان بلاؤه أشد قال صلى الله عليه وسلم أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقةٌ ابتلى على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة وإن من أعظم الابتلاءات التي دوَّنها التاريخ بمرارة وسطرتها الكتب بأقلام تنزف ألماً ما حدث من الابتلاء العظيم لأم المؤمنين الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم المطهرة من فوق سبع سماوات عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما من حادثة الإفك المبين التي نالت من عرضها وقد تولى كبرها رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول وتوارثها عنه المنافقون جيلاً بعد جيل حتى أزماننا هذه
الرجـاء الضغط على الصـورة

فاستمعوا إليها بعقولٍ واعية وقلوبٍ حاضرة حتى تعلموا عظم البلاء الذي وقع بها وبرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ما كان بعد ذلك من حسن العاقبة لها
قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه فأيّتهن خرج سهمها خرج بها معه فلما كانت غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه كما كان يصنع فخرج سهمي عليهن معه فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ صلى الله عليه وسلم من سفره ذلك وجّه قافلاً حتى إذا كان قريباً من المدينة نزل منزلاً فبات فيه بعض الليل ثم أذن في الناس بالرحيل فارتحل الناس وخرجت لبعض حاجتي وفي عنقي عقد لي فلما فرغت انسل من عنقي ولا أدري فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده وقد أخذ الناس بالرحيل وجاء الناس الذين يرحلون لي البعير وقد حملوا الهودج وهم يظنون أني فيه لأنها كانت جارية صغيرة السن خفيفة الوزن فلم يفطنوا لها فاحتملوه فشدوه على البعير وانطلقوا به فرجعْت إلى المكان وما فيه من داعٍ ولا مجيب وقد انطلق الناس فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني فوالله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي وكان قد تخلف عن الجيش لبعض حاجته فلم يبت مع الناس فلما رآني أقبل علي وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب فلما رآني قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ظعينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا متلففة في ثيابي قال: ما خلّفك يرحمك الله؟ فما كلمته
ثم قرب البعير فقال: اركبي واستأخر عني رضي الله عنه فركبْتُ وأخذ برأس البعير فانطلق سريعاً يطلب الناس وما افتُقدت حتى أصبحْتُ ونزل الناس فلما نزلوا طلع الرجل يقود بي فقال أهل الإفك ما قالوا :" أي: نسجوا حولها قصة الإفك واتهموها بصفوان رضي الله عنه"

ثم قدمنا المدينة فلم ألبث أن اشتكيت شكوى شديدة "أي: مرضت رضي الله عنها ولا يبلغني من ذلك شيء وقد انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أبويّ فلا يذكرون لي منه قليلاً ولا كثيراً إلا أني أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضَ لطفِه بي فقد كنت إذا اشتكيت رحمني ولطف بي فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك فأنكرت ذلك منه
كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني قال : كيف تيكم ؟ لا يزيد على ذلك حتى حزنت في نفسي فقلت حين رأيت ما رأيت من جفائه: يا رسول الله : لو أذنت لي فانتقلت إلى أمي فتمرضني قال : لا عليك
قالت : فانتقلت إلى أمي ولا علم لي بشيء مما كان حتى نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة
فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مِسْطَح بنت أبي رهم فوالله إنها لتمشي معي إذ عثرت في كسائها فقالت : تعس مسطح قلت : بئس ما قلت لرجل من المهاجرين قد شهد بدراً قالت : أو ما بلغك الخبر يا بنت أبي بكر ؟ قلت : وما الخبر فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الإفك
قالت فوالله ما قدرت على أن أقضي حاجتي ورجعت فوالله ما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي وقلت لأمي: يغفر الله لك تحدث الناس بما تحدثوا به ولا تذكرين لي من ذلك شيئا!
قالت : أي بنية! هوني عليك الأمر فوالله لقلما كانت امرأةٌ حسناء عند رجلٍ يحبهالها ضرائر إلا كثرن عليها وكثّر الناس عليها وتجلى ذلك الموقف الرائع للمؤمنين الذين وثقوا ببيت النبوة وفراش النبي صلى الله عليه وسلم وعفته
فقد جاءت أم أيوب إلى زوجها أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه فأخبرته بالخبر وقالت : يا أبا أيوب ألم تسمع بما تحدث الناس؟
قال : وما يتحدثون ؟ فأخبرته بقول أهل الإفك فقال : ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم يا أم أيوب لو كنت أنتِ أكنت فاعلة ؟ قالت : والله ما كنت لأفعله قال : فعائشة والله خيرٌ منك
فقال الله سبحانه وتعالى مادحاً لهم: ( ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم).
قالت عائشة رضي الله عنها : وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس يخطبهم ولا أعلم بذلك فقال: أيها الناس: ما بال رجالٍ يؤذوني في أهلي يقولون عليهم غير الحق والله ما علمت منهم إلا خيراً ويقولون ذلك لرجلٍ والله ما علمت منه إلا خيراً وما يدخل بيتاً من بيوتي إلا وهو معي
قالت : وكان تولى كبر ذلك عبد الله بن أبي بن سلول
وجاء النبي صلى الله عليه وسلم يسأل زينب بنت جحش وقد كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تكن امرأة من نسائه تساويني في المنزلة عنده غيرها فعصمها الله بدينها وورعها فلم تقل إلا خيراً
" رضي الله عنها ما دفعتها الغيرة من جارتها للظلم والافتراء وتلفيق التهم الكاذبة "
الرجـاء الضغط على الصـورة

أنزل الله سبحانه وتعالى : ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرئٍ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب أليم) وقد أنزل الله تعالى عشر آيات في سورة النور فيها براءة عائشةرضي الله عنها من الإفك المبين وبيان طهارة فراش النبي صلى الله عليه وسلم مما رماه به المنافقون وورثتهم
إن هذه الحادثة المؤلمة لتمثل عظم الابتلاء الذي وقع بالنبي صلى الله عليه وسلم وزوجه الطاهرة المطهرة وذلك أن الطعن في العرض من أشد الأمور
والفائدة العظيمة التي لابد من معرفتها وهي الأصل الذي لا بدّ من اعتقاده والتيقن به هو اعتقاد طهارة عائشة رضي الله عنها وبراءتها مما قاله أهل الإفك والزور وأنها عفيفة نقية تقية ومن طعن بها في ذلك أو رضي به فهو كافر بإجماع المسلمين لأنه مكذب للقرآن طاعنٌ في فراش النبي صلى الله عليه وسلم
فإن ابتلاك الله بمخالطة المنافقين الذين ورثوا رأسهم عبد الله بن أبيّ بن سلول فيما قال فابغضهم بقلبك وأعلن البراءة منهم بقولك وفعلك واهجرهم ببدنك وقدم رضا الله تعالى على القرابات والصلات التي لا تسرّ مؤمناً ولا تدحر عدواً قال تعالى (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إنّ الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً) وقال بعض السلف:" لا تجلس إلى مبتدع فتحل عليك اللعنة "
فلا تجعل مسألة القرابة أو القبلية وسيلة تتنزل فيها عن دينك مجاملة لبعض أهل الضلال الذين يطعنون في فراش النبي صلى الله عليه وسلم
|
|
|
|