أحمد منصور: يعني الإخوان المسلمين بتعتبرها هدف أساسي من وراء هذه التحقيقات؟
يوسف ندا: قطعاً ما.. ما فهمته من هذا، هم كانوا يتحسسوا قبل ما يسألوا الأسئلة، ثم عندما شعرت أن الأسئلة تدور حول هذا الموضوع فطرقت هذا الموضوع مباشرة، قلت لهم إن كان يعني تبحثوا عن موضوع علاقتي بالإخوان المسلمين، فأنا على علاقة بالإخوان المسلمين منذ.. منذ أكثر من نصف قرن، يعني ما هو الموضوع لا سر ولا موضوع جديد ولا إن أنا أتبرأ منه، بل بالعكس هذا يشرفني وأعتقد إن هذا إن أكبر شرف ليَّ في حياتي، ومازلت أدعو ليل نهار لمن كانوا سبباً في علاقتي بالإخوان المسلمين.
أحمد منصور: رغم أن الإخوان المسلمين جماعة محظورة في مصر على سبيل المثال وأصبحت الآن في دائرة الاتهام إلى حد ما أو التلميحات بالاتهام إلى حد ما من الأجهزة التي تكافح الإرهاب في العالم؟
يوسف ندا: جماعة الإخوان المسلمين لها أكثر من سبعين سنة موجودة، وموضوع إنه يحظروها، لا يستطيعوا أن يحظروا فكر، الجماعة أصبحت فكر والفكر ينتشر في كل مكان لا يمكن وقفه إلا إذا كانوا هم بيصادروا الأفكار أو يحاولوا يصادروا الأفكار، يستطيعوا أن يحاولوا، لكن قطعاً هذه المحاولات تصاب بالفشل الفكر لا يحظر عليه، الفكر في الرؤوس.
أحمد منصور: يعني الآن استهداف يوسف ندا ليس استهداف يوسف ندا وبنك التقوى بالدرجة الأولى بقدر ما هو استهداف أو بداية لاستهداف الإخوان المسلمين واتهامها في قضية التورط أو العلاقة بالإرهاب والإرهابيين؟
يوسف ندا: لا هو.. هو اتهام لكل الحركات الإسلامية، الإخوان المسلمين صحيح هي كبرى الحركات الإسلامية وكبرى الحركات الإسلامية المعتدلة أقول لأنه هناك كثير مما يدعو أنهم حركات إسلامية، لكن كبرى الحركات الإسلامية المعتدلة وهي الأم، هذا لا شك فيه، 70 سنة من الكفاح يعني قُتل من قُتل بسببها وسُجن من سُجن وتشرد من تشرد، وحُطِّمت عائلات، وشُرِّدت أولاد، ويتِّمت بنات، وثُكلت نساء، كل هذا حصل، والجماعة مازالت تسير، لا يستطيع أحد..
أحمد منصور: رغم أنك تحمل الجنسية الإيطالية إلى جوار الجنسية المصرية والتونسية أيضاً، وسآتي لموضوع التونسية فيما بعد، لكن وأنك تعيش على أرض إيطالية داخل سويسرا، ما هي الأجهزة التي تقوم بالتحقيق معك؟
يوسف ندا: الأجهزة في عدة بلاد، ما هياش في بلد واحدة، عندي تحقيق في إيطاليا، عندي تحقيق في سويسرا، عندي تحقيق في أميركا، عندي تحقيق.. مصر للأسف الشديد إن من ضمن الحاجات.. الأشياء اللي قيلت لي..
أحمد منصور: من الذي قالها لك؟
يوسف ندا: في التحقيقات من عدة دول، إنه جالهم تقرير مثلاً من الأردن يقال إنه واحد
أحمد منصور: عنك أنت؟
يوسف ندا: أيوة عني، يُقال إنه واحد ممن مسكوه من القاعدة ضربوه وعذبوه، ومن التعذيب قال إنه يوسف ندا يمِّول القاعدة، وأنا أستطيع أن أفهم إن أي واحد يُعذَّب، ممكن يقول أي شيء حتى يرفع التعذيب عنه، وهذا أشياء لمستها أنا وشفتها لما كنت موجود أنا في المعتقل في السجن الحربي، يعني كان الإنسان يشر.. يُشرَّح حتى يقول ما يُراد له أن يقول، مش يقول الحقيقة، ودي عملية يعني التاريخ كلها كتب عنها، ما هياش عملية مستخبية، لكن أنا أتحدى إن كان الكلام اللي قيل ده هو ممكن أن يثبت صحته.
أحمد منصور: كان ردك إيه على هذا الاتهام؟
يوسف ندا: قلت لهم أنا أتحدى أي شيء، وبعدين تقرير ثاني جه من تونس ومن ضمن الكلام اللي جه من تونس إن الجنسية التي يحملها مشكوك فيها، والحمد لله أنا منذ أخذت الجنسية قرار وزارة العدل موجود عندي..
أحمد منصور: التونسية.
يوسف ندا: التونسية، أنا قلت أيه؟
أحمد منصور: التونسية، نعم.
يوسف ندا: آه، قرار وزارة العدل موجود عندي، شهادات من القنصليات إن أنا كنت مسجَّل فيها باستمرار موجودة عندي، لا يستطيع واحد أبداً إنه.. إنه يتهمني وما.. ما.. ما أردش بمستندات تصبح عكس.. تثبت عكس هذا الاتهام، جاء تقرير ثاني من.. مما يقال، وقيل ليَّ إنه من مصر للأسف الشديد، يعني لو الواحد يستطيع يقارن لابد يقارن إن الحكومة الأميركية لما مسكت واحد أميركي في مزار الشريف
أحمد منصور: طالبان الأميركي كما يقال.
يوسف ندا: أيوه، اللي هو (جون ووكر) مسكوه باعتبار إن هو مواطن أميركي أخذوه عاملوه معاملة مختلفة، حموه أكثر من غيره، غيره ودوه جوانتانامو، هو أخذوه على أميركا، اتعالج عاملوه.. حطوه تبعاً القانون الأميركي، أما للأسف الشديد بلادنا إحنا تبعت مواطنيها ومعلومات عن مواطنيها ومعلومات مزيَّفة عن مواطنيها، ودي يعني يجيب لنا سؤال: أين الأهلية؟ أهلية السلطة لما تُعطى للدولة، الدولة..
أحمد منصور: هم تحت ضغوط.
يوسف ندا: الدولة، معلش يظل.. يظل خلينا نعرف..
أحمد منصور: بوش قال من ليس معنا فهو ضدنا، ووضع الكل تحت الضغط الأميركي.
يوسف ندا: يظل خلينا نعرف، الأمة تعطي للدولة سلطة، هذه السلطة ليس لاستعمالها لحماية هذه.. هذه الدولة، لأ، لازدهار الشعب، لحماية حدود الدولة، لحماية الشعب، لاقتصاده، لتعليمه، للصحة، لكل هذه الأشياء..
أحمد منصور: ده جزء من الحماية.
يوسف ندا: إذا.. إذا.. إذا لم تقم بهذا تفقد الأهلية.
أحمد منصور: هم يعتبرون هذا جزء من الحماية في ظل الضغوط الأميركية التي تمارس على الحكومات المختلفة، وإن أي دولة لا تقدم معلومات..
يوسف ندا: إذاً جزء لحماية هذه الحكومات.
أحمد منصور: هي متهمة بالتواطؤ مع الإرهابيين والإرهاب.
يوسف ندا: إذاً جزء لحماية هذه الحكومات حتى تستطيع أن تستمر في موقعها، وليس جزء لحماية إنجازات الشعب ومستقبل الشعب ومستقبل هذه الأمة.
أحمد منصور: في ظل الواقع الحالي الحكومات لا تعتبر هذا عيباً.
يوسف ندا: لا، يتوقف نظرتهم إن همَّ يعني لما نجد إنه تبادل المعلومات أن تُعطي بلادنا إحنا تعطي المعلومات لمن يريدها، أما من يريدها لا يعطيهم معلومات، همَّ لا يأخذوا معلومات من الدول الأخرى، ولكن يعطوا معلومات.
أحمد منصور: هم مش عايزين، يعني الأمر يرجع إليهم في هذا الجانب.
يوسف ندا: إذاً همَّ يثبتوا القاعدة إن إحنا اللي عندنا بلادنا هي اللي فيها إرهاب.. إرهابيين، أما البلاد الثانية ما فيهاش إرهابيين.
أحمد منصور: الشائع الآن إن الإرهاب كله مصدره العالم الإسلامي والدول الإسلامية والمسلمين.
يوسف ندا: والله إحنا..
أحمد منصور: لم بعد هناك حديث عن أي إرهابيين في العالم الآن.
يوسف ندا: أيوه، ما هو نفس الموضوع إذا قلنا عن الفلسطيني اللي بيدافع عن أرضه واللي بيدافع عن بيته، واللي بيدافع عن زوجته، واللي بيدافع عن بنته، واللي بيدافع عن مستقبله، واللي طُرد من مكانه يعتبر إرهابي.
أحمد منصور: لا يدافع أحد عن هذه.. وجهة النظر هذه الآن، لأنه أصبح حتى من يدافع عنها ممكن أن يُتهم بالإرهاب.
يوسف ندا: إذاً إحنا علينا إن إحنا ننسى كل مُثُلنا وننسى كل حقوقنا، وما يُقال لنا أو يُقال علينا يجب إن إحنا نعترف به.