الموضوع: نلتقي لنفترق ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2010, 23:55   رقم المشاركة : ( 6 )

 http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/000.gif



 
لوني المفضل : Blue
رقم العضوية : 172
تاريخ التسجيل : 30 - 3 - 2008
فترة الأقامة : 6194 يوم
أخر زيارة : 10-02-2025
المشاركات : 9,028 [ + ]
عدد النقاط : 10
الدوله ~
الجنس ~
M M S ~
MMS ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

كامل السوالقة غير متصل

افتراضي رد: نلتقي لنفترق ...



وقفت أمامكِ كالطفل .. أبحث في عينيك عن نظرة حنان وأتمنى أن المس فيكٍ الحلم الذي طالما بحثت عنه بين قسوة الزمن ودقات الأيام المتلاحقة .. وقفت أمامكِ أرجو منكِ إراحتي .. وطلبت بإلحاح شديد أن تطلقي علىّ رصاصة الرحمة .. فيما كانت توسلاتي قد ذهبت أدراج قسوتكِ وسكنت محياها أماكن الألم.
مازالت تلك الابتسامة التي إختلطت بالدموع تسكن ذاكرتي الضعيفة .. ذاكرتي التي ترفض وبإصرار عجيب نسيان الألم والحزن .. ذاكرتي التي تلح من حين لأخر على إستعادة الماضي بشيء من الفرحة بألم يبدو أنه ممتد إلى لا نهاية .. ذاكرتي التي لا يبدو أنها قادرة على نسيان تفاصيل وجهكِ الجميل .. وجهكِ الذي دفعني في يوم ما إلى حافة الجنون .. أتذكر أن الليالي التي تلت تلك الحرب بين أمنياتي وقسوتكِ كانت بمنتهى السواد .. سواد ظننت لأيام طويلة أنه لن ينتهي عند حد .. أتذكر أني في صباح يوم غريب الملامح بكيت بعنف وطلبت من الله أن يقتلع قلبي من بين أضلعي ويرميه في اليم.
وفي مساء يوم ما جلست إلى جواركِ من جديد ... جلست أتحسس فيكِ أنا .. وعندما وصلت إلى نقطة اللا عودة .. قررت الإنتحار .. قررت أن أقتل كل شيء جميل بداخلي بيديّ .. وليس بنعومتك وتعاملك الدافئ القاسي معي .. قررت أن أغتال الحلم الذي طالما ظل في أعماقي يؤرقني ويقضي على فرحتي لأيام وشهور .. وأنتصرت .. قتلت نفسي أمامكِ .. وأنتِ تبتسمين سعيدة .. سعيدة بالخلاص مني .. من حبي الذي يعكر صفو حياتكِ ويشعركِ بالذنب.
لم أشعر في يوم ما بقسوة الألم كما شعرت به ذلك اليوم .. آه يا سيدتي كم هو صعب ذاك الإحساس وكم هي حارة الدموع .. ومالحة .. ولكني عندما كنت أنظر إلى عينيكٍ الجميلتين أسبح في بحر من اللذات اللا متناهية .. لذة رؤيتك سعيدة .. ولذة الإستمتاع بالحياة لثواني أخرى أخيرة .. كنت أعلم مدى سعادتكِ بتحرركِ مني .. كنت أعلم أني انشر بقلبك الفرح فأزيد من جراحي جرحاً .. ومن حزني حزناً .. ومن دموعي دمعةً .. ومن إبتعادي بعداً .. كنت أعلم أنه سكن بقلبك وتربع على عرشه وأني لم أك هناك أبداً .. وأني لم أتأخر كما كنتي تكرري ذلك بقوة على مسامعي .. !!!
وعندما عاد الطفل ( العنيد ) إلى ساحة المعركة .. كانت إبتسامتك قد توارت خلف قضبان حبكِ له .. ودهشتكِ به .. عندما عاد الطفل ليقف أمامكِ كان قلبه قد إستحال سراباً .. وما عاد فيه شيء ينبض .. أنهكته المعركة .. وحطمت بداخله آخر أيام الطفولة .. ببساطة سقطت مضرجاً بدماء معركة كان من الممكن الهروب منها .. سقطت في يوم ظننت لثواني أنه سيخلد في دفاتر إنتصاراتي .. سقطت سهوا أو عمدا لا يهم ولكن الطفل سقط بداخلي إلى الأبد.
سيدتي .. لا أعلم لماذا شخت بسرعة كبيرة بعد أن أعترفت بحبي لكِ .. سيدتي لا أعرف لماذا شعرت ومازلت أشعر أن عمري تضاعف يوم إقتربتكٍ محاولاً تحسس مواطن حبكِ لي .. كنت مخطئاً .. كنت متهوراً ولكني كنت فخوراً بنفسي .. أتعرفين أنت أجمل ما خلق الله على الأرض وأنا رجل قبيح ... !!!
حاولت تقليب دفاتري القديمة .. فغصت في أعماق أحزاني الممتدة منذ الأزل .. غصت في ثنايا ذكرياتي التي غطاها التراب .. التراب الذي يضيف على درج ذكرياتي مسحة حزن .. وألم .. فتحت درج ذكرياتي لأول مرة منذ أن غادرت إبتسامتك الجميلة عالمي الخاص .. فتحت درج ذكرياتي فأنبعث منه رائحة عطركِ .. ولمع من تحت الأوراق قلمكِ .. فدمعت عيناي .. ثم إنفجرت باكياً .. وكما تعودتها دائما .. كانت مالحة .. ومؤلمة .. ولكنها لم تكن بقسوة إبتسامتكِ الخلابة .. لم تكن بعنف ردودكِ المختصرة .. لا أعرف لماذا عادت كلماتكِ إلى مسامعي عندما وقع بصري على عطركِ وقلمكِ .. لماذا أحسست أني لا أقوى على الحراك.ش
شعرت بان الزمن توقف للحظات ليعيد إلى دمي ألم طالما ظننت أنه أنتهى بلا رجعة .. أنتهى منذ أن إغتلت أحلامي- يوم كذبة أبريل- أمامكٍ وأنتِ تبتسمين وتطلبين مني وبإصرار أن أرحل عن عالمكِ الذي لا يتسع لكلينا .. كنتِ عادله سيدتي .. لم تقتليني بقسوة .. بل بنعومة.


  رد مع اقتباس