أمامنا صحيح الإمام مسلم نقرأ منه في باب الفضائل عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال :
"قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة. فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر. ثم قال : " أما بعد ألا أيها الناس ! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين (قال العلماء سُمِّيا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما) : أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به". فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال : "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ! أذكركم الله في أهل بيتي !" الحديث.
الأخبار عن غدير خم، وعن وصية النبي صلى الله عليه وسلم بآل بيته الأطهار تشكل عند إخوتنا الشيعة النصوص الحيوية التي يبنون عليها ولاءهم المطلق لآل البيت.
آل البيت رضي الله عنهم هي العروة التي تشبثوا بها بعد فساد الحكم ونقض عروته. اشتدت عليهم قبضة حكام العض على مر القرون فاستماتت قبضتهم في التمسك بآل البيت، اعتقدوا الوصية لعلي كرم الله وجهه، وغلا غلاتهم فرفضوا الخلفاء قبله وسبوهم، قاتل الله الغلاة وأبعدهم، واعتقدوا الإمامة لبني علي وأضفوا عليهم العصمة.
تشبثٌ آلَ إلى تصلبٍ توارثته الأجيال، وعاش في ظل الاضطهاد والاستخفاء والتقية، لكنه تشبث له أصل ثابت عندنا وعندهم من إخبار الحبيب صلى الله عليه وسلم ووصيته.