عرض مشاركة واحدة
قديم 29-09-2010, 00:13   رقم المشاركة : ( 1 )

 http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/000.gif



 
لوني المفضل : #360000
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل : 28 - 9 - 2007
فترة الأقامة : 6412 يوم
أخر زيارة : 18-09-2023
المشاركات : 22,199 [ + ]
عدد النقاط : 11001
الدوله ~
الجنس ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عفراء غير متصل

افتراضي رد: سر الفتوحات الإسلامية المظفرة...



الأساس الرابع:

المداومة على أعمال الخير.


بالخصوص تلك التي كانت سببا من أسباب تحقيق النصر في هذه المحطة. لأن الجهاد محطات متتالية، الواحدة تلو الأخرى، لا تنتهي إلا بلقاء الله عز وجل وبالانتصار الكبير على النفس والشيطان، بعد أن يكون العبد قد حقق بإذن الله الثبات على الحق حتى فاضت الروح طاهرة مطمئنة.



ولهذا لما قال الأنصار بعد ظهور الدعوة أنه آن الأوان ليتفرغوا لأمور دنياهم ليصلحوها بعد أن كانوا مشتغلين بكليتهم بنصرة الدين الجديد، أنزل الله تعالى فيهم: " وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ ".


قال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه:


إنـما نزلت هذه الآية فـينا معشر الأنصار. إنا لـما نصر الله نبـيه، وأظهر الإسلام، قلنا بـيننا معشر الأنصار خفـيًّا من رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا قد كنا تركنا أهلنا وأموالنا أن نقـيـم فـيها ونصلـحها حتـى نصر الله نبـيه، هلـم نقـيـم فـي أموالنا ونصلـحها، فأنزل الله الـخبر من السماء: ( وأنْفِقُوا فِـي سَبِـيـلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بأيْدِيكُمْ إلـى التَّهْلُكَة ) الآية، فـالإلقاء بـالأيدي إلـى التهلكة: أن نقـيـم فـي أموالنا ونصلـحها، وندع الـجهاد. قال أبو عمران: فلـم يزل أبو أيوب يجاهد فـي سبـيـل الله حتـى دفن بـالقسطنطينـية.



نسأل الله أن يقدرنا على المداومة على الخير كما قدر أبا أيوب على ذلك! هكذا إذن! فبعد النصر تكون المداومة على الأعمال التي ترضي الحق سبحانه، ومعالجة أمراض النفس وإصلاحها، ومصاحبة المؤمنين والعمل بعملهم، لا أن نظن أن الوقت قد آن لنعود إلى أمورنا الشخصية ومصالحنا الضيقة.


فهو شكر عند صدمة النصر، وعفو وتواضع بُعيْده، ومداومة على القربات بعد كل ذلك.




  رد مع اقتباس