الأساس الثالث:
التواضع
لقد دخل الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى مكة يوم الفتح محنيا رأسه كأنه في حالة سجود على ظهر ناقته.
فهو عليه الصلاة والسلام يعطينا بهذا دروسا في التواضع والتمسكن بين يدي الله والناس عند ظهور الحق وانتصار أهله.
هذه الدروس طبقها الجيل الأول من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وآل البيت عليهم السلام.
فهذا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يرفض إنكار أبي عبيدة بن الجراح، رضي الله عنه، عليه لباسه الرث ومشيه راجلا وهو في طريقه إلى تسلم مفاتيح القدس، فيجيبه بقولته الشهيرة:
"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله".
فالنصر ليس فرصة للتكبر وإظهار الأبهة في اللباس أو الكلام وغيره، ولكنه مناسبة للتواضع تأليفا للقلوب، وتثبيتا للمهج التي تكاد تصاب بعمى الفرح فتنسى ما ينتظرها من مهمات في الطريق.