عرض مشاركة واحدة
قديم 29-09-2010, 00:12   رقم المشاركة : ( 11 )

 http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/000.gif



 
لوني المفضل : #360000
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل : 28 - 9 - 2007
فترة الأقامة : 6413 يوم
أخر زيارة : 18-09-2023
المشاركات : 22,199 [ + ]
عدد النقاط : 11001
الدوله ~
الجنس ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عفراء غير متصل

افتراضي رد: سر الفتوحات الإسلامية المظفرة...



قد يقول قارئ لهذا الموضوع أن ادعاء كون النصر منحة إلهية تتحقق بعوامل غيبية فيه دعوة صريحة للتواكل وعدم الأخذ بأسباب الجهاد. وهذا ما يتناقض مع الاعتقاد الإسلامي الصحيح فضلا عن أن الأمة في حالها الراهن بحاجة إلى من يوقد عزائمها وينهض إرادتها لتنفض عنها غبار الكسل و الخمول الذي تراكم عليها منذ قرون. لذا فدرءا لكل لبس محتمل أو سوء تفاهم متوقع نذكر بجملة من الثوابت منها:


ـ أولا


إن كون النصر قدرا ربانيا وهبة رحمانية يجود بها المولى الوهاب على من يشاء من عباده الصالحين المجاهدين والقاصدين هي حقيقة يقينية أقرها القرآن الكريم في قوله جل وعلا "وما النصر إلا من عند الله العزيز الحميد" فحصر مصدر النصر في ذاته الكريمة.


ـ ثانيا



لقد أمر الله عز وجل عباده بإتيان الأسباب ومراعاة السنن التي أخضع لها كونه وخلقه، بل طالبهم بإحسان العمل ثم التوكل عليه تعالى إبان ذلك وبعده. وقد ورد هذا في قوله تعالى: "و قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
وفي قوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم".
وقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السلوك في غزوة بدر وفي سيرته كلها. وأفصحت عن هذا مجموع التدابير العسكرية والأمنية التي اتخذها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من تهيئ للجيش وتعبئة للمجاهدين ثم وضع الخطة العسكرية والمبادرة بالحرب النفسية فتوزيع الأدوار وتدبير لمراحل المعركة...



كل هذا ينبئ أن إتقان الإعداد المادي مقدمة لازمة لاستمطار نصر الله وتأييده . فالمدد الرباني لا يتنزل على قوم قاعدين خاملين. غير أن الله جلت قدرته نبه عباده إلى عدم الركون إلى الأسباب بل التوكل على رب الأرباب "وعلى الله فليتوكل المؤمنون". وقد مدح الله عباده الصالحين الواقفين ببابه المنكسرين بين يديه والطالبين مدده والمفوضين أمرهم إليه وجعل تنزل النصر استجابة لحال العبودية الكاملة التي أظهروها " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلَـٰئِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }.



يقول الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين:


"إن غالب معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعت في الغزوات والمؤمنون في جهاد وصبر ومعاناة. فكانت المعجزات خطابا إلهيا لتلك القلوب المتوكلة على ربها أنها على الحق. وكلما برز المؤمنون إلى ساحة الجهاد ولجأوا إلى الله تعالى واضطروا جاء النصر الغيبي".


  رد مع اقتباس