شبكة ومنتديات صدى الحجاج - عرض مشاركة واحدة - شرح الترغيب والترهيب للدكتور راتب النابلسي ...
الموضوع
:
شرح الترغيب والترهيب للدكتور راتب النابلسي ...
عرض مشاركة واحدة
28-09-2010, 22:00
رقم المشاركة : (
14
)
لوني المفضل :
#360000
رقم العضوية :
2
تاريخ التسجيل :
28 - 9 - 2007
فترة الأقامة :
6433 يوم
أخر زيارة :
18-09-2023
المشاركات :
22,199 [
+
]
عدد النقاط :
11001
الدوله ~
الجنس ~
رد: شرح الترغيب والترهيب للدكتور راتب النابلسي ...
أيها الأخوة الكرام ، في كتاب العلم ، وفي الترغيب في طلب العلم وبيان فضله من كتاب الترغيب والترهيب للإمام المنذري ، عن معاوية بن أبي سفيان ، قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم :
((
مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين
))
.
[ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان] .
فقِه ، بالكسر ، بمعنى فهم ، وفقُه أي صار عالماً فقيهاً .
ورد في الحديث الشريف أن أعرابياً جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : يا رسول الله عظني ولا تطل ؟ فتلا عليه النبي الكريم قوله تعالى :
( سورة الزلزلة ) .
فقال هذا الأعرابي : كُفيت ، اكتفى بهذه الآية ، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن قال : فقُه الرجل ، أي صار فقيهاً ، آية واحدة اكتفى بها ، ورآها منهجاً في حياته.
فقِه بمعنى علم ، أو فهم ، وفقُه بمعنى صار فقيهاً عالماً ، فالإنسان كل آية من آيات الله عز وجل تكفيه منهجاً كاملاً طوال حياته ، فكيف بكتاب كريم فيه منهج تفصيلي ؟.
أيها الأخوة ، الجماد شيء يشغل حيزاً ، وله أبعاد ثلاثة ، وله وزن ، لكن النبات شيء يشغل حيزاً وله أبعاد ثلاثة ، وله وزن ، وينمو ، والحيوان شيء يشغل حيزاً وله أبعاد ثلاثة ، وينمو ، ويتحرك ، أما الإنسان شيء يشغل حيزاً وله أبعاد ثلاثة ، وينمو ، ويتحرك ، ويفكر ، فإذا ألغينا فكر الإنسان وعقله ، ألغينا وجوده الإنساني .
لذلك رتبة العلم أعلى الرتب ، هناك قيم تواضع على أنها قيم مرجحة بين بني البشر القرآن الكريم أغفلها كلها إلا قيمة العمل وقيمة العمل ، قال تعالى :
( سورة الأنعام الآية : 132 ) .
هذه قيمة العمل .
وقال :
( سورة الزمر الآية : 9 ) .
هذه قيمة العلم ، ما سوى ذلك قيم تواضع الناس على أنها قيم مرجحة لكن القرآن الكريم ما أغفلها ، فالإنسان قيمته فيما يعمل ، وفيما يعلم ، علمه وعمله .
ورد أن رجلاً من التابعين كان قصير القامة ، أحنف الرجل ، مائل الذقن ، غائر العينين ، ناتئ الوجنتين ، ليس شيء من قبح المنظر إلا وهو آخذ منه بنصيب ، وكان مع ذلك سيد قومه ، كان إذا غضب غضبَ لغضبته مئة ألف سيف ، لا يسألونه فيمَ غضب ؟ وكان إذا علم أن الماء يفسد مروءته ما شربه ، هذا الرجل هو الأحنف بن قيس ، إذا غضب غضبَ لغضبته مئة ألف سيف لا يسألونه فيم غضب ؟
معنى ذلك أن الإنسان في التقييم الصحيح يُقيّم من خلال علمه ، ومن خلال عمله، وأية أمة تحل قيماً أخرى ، وموازين أخرى غير هذا الميزان ضلت سواء السبيل .
(( من تضعضع لغني ذهب ثلثا دينه
))
.
[ البيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود] .
إذا عظّم الناس أرباب الأموال ، وعظّم الناس الأقوياء ، ولم يوقروا أهل العلم هؤلاء قد ضاعوا وضلوا سواء السبيل .
((
ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه
))
.
[
أحمد والطبراني والحاكم عبادة بن الصامت
] .
فالنبي عليه الصلاة والسلام حينما قال :
((
مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين
))
.
[ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان] .
أي الإنسان حينما يتعلم يؤكد إنسانيته ، يظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظنّ أنه قد علم فقد جهل ، كن عالماً ، أو متعلماً ، أو مستمعاً ، أو محباً ، ولا تكن الخامسة فتهلك، طالب العلم آثر الآخرة على الدنيا فربحهما معاً ، والجاهل آثر الدنيا على الآخرة فخسرهما معاً ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً .
الحقيقة كل علم ممتع ، هناك علوم بفروع دقيقة جداً ، لكن هناك علماً ممتعاً نافعاً، لو إنسان اختص اختصاصاً نادراً لجاءه دخل كبير جداً ، لأنه متعلم إلا أن علمه نادر ، ينفع الأمة فانتفع هو بهذا العلم ، فكل علم ممتع ، لكن هناك علماً ممتعاً نافعاً ، أما هناك علم ممتع نافع مسعد ، العلم بالله هو العلم ، الممتع ، النافع ، المسعد في الدنيا والآخرة ، لو إنسان معه اختصاص نادر جداً ، وجاءه ملك الموت انتهى اختصاصه ، وانتهى دخله ، أما إذا تعرف إلى الله عز وجل هذا علم من أرقى العلوم ، وفضل الذي يعرف الله عز وجل عمن يعرف خلقه كلكم يعلم أن هناك علماً بالله ، وأن هناك علماً بخلق الله ، وأن هناك علماً بأمر الله ، العلم بخلق الله هذه العلوم الكونية ، الفيزياء ، والكيمياء ، والرياضيات ، والتاريخ ، والجغرافيا ، وعلم النفس ، وعلم الاجتماع ، وعلم الذرة ، وعلم الفلك ، هذا علم بخلق الله ، وأن تعرف الحلال ، والحرام ، والخير ، والشر ، وأحكام الطلاق ، وأحكام البيوع ، وأحكام التجويد ، ...إلخ هذا علم بأمر الله ، العلم بخلق الله وأمر الله يقتضي المدارسة ، ما لم تجلس على ركبتيك ، وتقرأ الكتاب ، تمحص ، تراجع ، تسأل ، تذاكر ، تكتب ، تلخص ، تقرأ ملياً، لن تتعلم ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقال :
(( إنما العلم بالتعلم ))
.
[أخرجه الطبراني عن معاوية ] .
إلا أن العلم بالله شيء آخر ، يقول بعض العلماء : جاهد تشاهد ، العلم بالله يقتضي المجاهدة ، أما العلم بخلقه وبأمره يقتضي المدارسة ، بخلقه وبأمره يجب أن تقرأ ، يجب أن تذاكر ، أن تراجع ، أن تلخص ، أن تؤدي امتحاناً ، هذا علم بخلق الله وبأمر الله ، إلا أن العلم بالله يقتضي أن تجاهد نفسك وهواك ، العلم بخلق الله وأمر الله يحتاج كما قلت إلى مدارسة ، ولكن هذه المعلومات تبقى بالدماغ ، ولا علاقة لها بالنفس ، قد تجد إنساناً متخصصاً بأعلى اختصاص ولا يصلي ، أو يرتكب بعض الفواحش ، أو يشرب الخمر ، وأنت إذا أتيت طبيباً رفيع المستوى في اختصاصه ، لا تطالبه أن يكون مستقيماً ، لك منه علمه ، أما إذا أردت أن تصل إلى الله مع عالم لا تقبل منه إلا أن يكون مطبقاً لعلمه ، فقط عالم الدين لا تقبله أنت إلا إذا كان مطبقاً لما يقول :
وعالم بعلمه لم يعملن معذب من قبل عباد الوثن
***
أما العالم بالله هذا العلم لا يبقى في ذهنه يسري إلى نفسه ، فلابدّ من أن ينعكس على نفسه تواضعاً ، وأدباً ، ورحمة ، العلم بالله يسمو بالإنسان ، وثمنه باهظ إلا أن نتائجه باهرة .
كلكم يعلم أن الله أعطى المال لمن لا يحب ، وأعطاه لمن يحب ، أعطاه لقارون وهو لا يحبه ، أعطاه لبعض الصحابة الكرام وهو يحبهم ، سيدنا ابن عوف ، وسيدنا عثمان ، وابن عوف كما تعلمون سمع السيدة عائشة تقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
رأيت عبد الرحمن بن عوف
يدخل الجنة حبواً ، فقال رضي الله عنه : والله لأدخلنها خبباً ، وما عليّ إذا كنت أُنفق مئة في الصباح فيؤتيه الله ألفاً في المساء .
فلذلك أعطى المال لمن يحب ، وأعطاه لمن لا يحب ، أعطى القوة والسلطان لمن يحب ولمن لا يحب ، أعطاها لسيدنا سليمان وهو نبي كريم .
( سورة ص الآية : 35 ) .
وأعطى الملك لمن يحب ، إلا أن العلم والحكمة يعطيهما لمن يحب فقط .
( سورة القصص ) .
الإنسان لينظر هل حظوظه في الدنيا من جنس حظوظ الذين لا يحبهم الله عز وجل أم من جنس الذين يحبهم ؟ فإذا سمح الله لك أن تعرفه ، وسمح الله لك أن تدعو إليه ، فهذا شرف عظيم ، ورتبة العلم أعلى الرتب .
والحقيقة أن الأقوياء في العالم كيف يحكمون ؟ يحكمون برأي العلماء والخبراء ، وفي النهاية تبقى مرتبة العلم أعلى مرتبة في الأرض .
لذلك طلب العلم فريضة على كل مسلم ، أي على كل شخص مسلم .
((
مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين
))
.
[ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان] .
كلمة يفقهه في الدين في الأصل لها معنى عميق جداً ، ثم اصطلح على أن هذه الكلمة تعني معرفة أحكام الدين الفرعية ، هناك للدين أصول وله فروعه ، نحن الآن نتفق أو نحن الآن نفهم أن فلاناً فقيه ، أي يعرف تفاصيل الأحكام المستنبطة من كليات الدين ، إلا أن كلمة فقُه الرجل ، وفلان فقيه ، ويفقه في الدين ، تعني عند رسول الله المعنى اللغوي الأصلي هو الفهم ، أو التعمق في الفهم ، فالإنسان إذا فهم حقيقة الدين سعد في الدنيا والآخرة ، والشيء الثابت أن هناك عابد ، وهنالك عالم .
(( ولفقيه واحدٌ أشد على الشيطان من ألف عابد )) .
[أخرجه أحمد عن أبي هريرة ] .
والنبي عليه الصلاة والسلام ـ وفيما تعرفون ـ عندما رأى رجلاً يصلي في المسجد في غير أوقات الصلاة سأله من يطعمك ؟ قال : أخي ، فقال : أخوك أعبد منك ، وحينما أمسك يد صاحبي جليل وقد كانت خشنة رفعها وقال : هذه اليد يحبها الله ورسوله ، فالنبي الكريم يؤكد قيم العمل .
لكن حينما شكا رجل شريكه الذي لا يعمل كثيراً معه ، وكان طالب علم قال عليه الصلاة والسلام : "لعلك ترزق به" ، اختلف الوضع ، لأن العابد لنفسه لكن طالب العلم لغيره ، فالذي يتعلم ليعلم و لينقذ الناس .
الحقيقة الدقيقة : أن الإنسان حينما تستقر حقيقة الإيمان في قلبه لا يمكن إلا أن تعبر عن ذاتها بحركة نحو خدمة الخلق ، وتعريفهم بالله ، لا يوجد إنسان يستقر في قلبه الإيمان ويبقى ساكتاً ، بل إن الناس يغفلون عن أن الدعوة إلى الله فرض عين ، ولكن في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف ، هناك دعوة إلى الله فرض كفاية ، إذا قام بها البعض سقطت عن الكل ، مأخوذ هذا من قوله تعالى :
( سورة آل عمران الآية : 104 ) .
وهناك دعوة إلى الله دعوة عين :
( سورة العصر ) .
التواصي بالحق أحد أركان النجاة ، بل إن إتباعك للنبي يعني أن تدعو إلى الله والدليل :
( سورة يوسف ) .
﴿
أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ ،
لابد من أن تدعو إلى الله ولكن دعوة بشكل مبسط .
(( بلِّغُوا عني ولو آية )) .
[أخرجه البخاري والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ] .
في حدود ما تعلم ، حضرت خطبة جمعة سمعت تفسير آية ، أعجبك هذا التفسير نقلت هذا للناس ، سمعت تفسير حديث نقلته للناس ، سمعت حكماً فقهياً نقلته للناس ، سمعت موقفاً لصحابي جليل نقلته للناس ، هذه الدعوة التي هي فرض عين ، في حدود ما تعلم وفي حدود من تعلم ، تعلم حقيقة ، وحولك أناس يلوذون بك هم كما وصفهم النبي خاصة نفسك .
وهذا الحديث متفق عليه ، وكما تعلمون أن الحديث المتفق عليه هو أعلى أنواع الأحاديث على الإطلاق ، لأن كتاب البخاري ومسلم هما أصح كتابين بعد كتاب الله ، فإذا اجتمعا على حديث واحد فهذا من أرقى الأحاديث .
لذلك أنتم حينما تطلبون العلم ، وتفهمون حقيقة الدين ، هذا خير كبير ، بل إن الإنسان يتحرك وفق تصور ، الذي يقدم على سرقة لماذا سرق ؟ لأنه رأى رؤيا شيطانية أن السرقة فيها دخل كبير وجهد كبير ، فإذ وقع في العدالة وسيق إلى السجن يدرك خطأه الكبير، لكن العلم حارس لك .
سيدنا علي يقول : "العلم خير من المال ، لأن العلم يحرسك وأنت تحرس المال " الإنسان إذا كان طلب العلم أي يطبق تعليمات الصانع ، و يعيش حياة هادئة وادعة سليمة ، يهديهم :
( سورة المائدة الآية : 16 ) .
الإنسان إذا طلب العلم ، وطبقه ، اهتدى إلى طريق سلامته في الدنيا والآخرة ، وإلى طريق سعادته ، وكلكم يعلم أن السلامة والسعادة مطلبان أساسيان لكل إنسان ، السلامة في تطبيق منهج الله ، والسعادة في القرب من الله ، وليس هناك طريق آخر ، لا تسلم إلا إذا طبقت أحكام الشريعة ، ولا تسعد إلا إذا اقتربت من الله عز وجل بشكل أو بآخر .
الله عز وجل أرادنا أن نقبل عليه ، لذلك جعل لنا طرقاً إليه ، الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، أي العمل الصالح طريق ، وتلاوة القرآن طريق ، وإنفاق المال طريق ، وطلب العلم طريق ، فكل شيء يقربك من الله عز وجل مغطى بكلمة الوسيلة :
( سورة المائدة الآية : 35 ) .
وطلب العلم أحد أسرع الطرق إلى الله .
(( فضلُ العَالِم على العَابِدِ كَفَضْلِي على أدْناكم ـ كفضلة القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ـ )) .
[ أخرجه الدرامي عن الحسن البصري ] .
لابد من أن تكون على صلة بشكل أو بآخر بالعلم ، كن عالماً ، أو متعلماً ، أو مستمعاً ، أو محباً ، وهذا الذي يأتي إلى بيت من بيوت الله ليطلب العلم .
((
وَإِنَّ الملائكةَ لَتَضع أجنحَتَها لطالبِ العلم رضا بما يصنع
))
.
[أخرجه أبو داود والترمذي عن أبي الدرداء ] .
(( وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَبْتَغِي بِهِ الْعِلْمَ ))
.
[أخرجه الدرامي عن عبد الله بن عباس ] .
أحياناً الإنسان يرتدي ثيابه ويخرج من بيته ليتاجر ، ليعقد صفقه ، ليحضر حفلة، ليلبي دعوة ، أما حينما ترتدي ثيابك وتخرج من بيتك لتعرف الله ، لتعرف كتابه ، لتعرف سنة نبيه ، لتعرف أحكام دينه ، أنت بهذا الخروج من البيت تسلك طريقاً ينتهي بك إلى الجنة، فهذا الحديث من أمهات الأحاديث :
((
مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين
))
.
[ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان] .
أنت حينما تطلب العلم كي تتفقه في الدين تحقق وجودك الإنساني ، هناك وجود حيواني ، الإنسان يأكل ويشرب ، هذا وجود حيواني ، ينام وجود حيواني ، يعمل وجود حيواني ، يستريح حيواني ، أما حينما يطلب العلم حقق وجوده الإنساني ، ورتبة العلم أعلى الرتب ، وما من شيء تسمو إليه كأن تطلب العلم الصحيح ، لكن النبي عليه الصلاة والسلام قال :
(( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، وقلب لا يخشع ، ونفس لا تشبع ، ودعاء لا يسمع ))
.
[أخرجه ابن ماجه وابن حبان عن أنس بن مالك ] .
وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم مرة إلى مسجد فرأى أناساً تحلقوا حول رجل، قال : من هذا ؟ قالوا : نسابة ، والنبي عليه الصلاة والسلام حكيم في تصرفاته ، قال : وما نسابة ؟ هو يعرف من هو ، ولكن هذا السؤال كما يقول بعض العلماء : سؤال العارف ، قالوا : هو رجل يعرف أنساب العرب ، فقال عليه الصلاة والسلام : "ذلك علم لا ينفع من تعلمه ، ولا يضر من جهل به ".
وما أكثر العلوم التي نتعلمها ولا تنفعنا ، فالنبي استعاذ من علم لا ينفع ، أنت لك عمر محدود ، والآخرة مديدة ، يجب أن تقرأ الكتاب الذي ينفعك في آخرتك ، تصور إنساناً عنده مكتبة أربعة جدران ، من الأرض إلى السقف كلها كتب ، وعنده بعد يومين امتحان أي كتاب ينبغي أن يقرأه ؟ الكتاب المقرر ، الذي سيؤدي به الامتحان ، والذي سيكون مصير نجاحه في هذا الامتحان ، يجب أن تعلم أنت أي كتاب ينبغي أن تقرأه في الدنيا ، إنه كلام الله وفضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه .
لذلك طلب العلم شيء أساسي جداً ، وأنا أتألم أشد الألم حينما يقول أحدهم : والله لا يوجد عندي وقت ، نقول لك : لماذا لا يوجد عندك وقت ؟ أي شيء أعظم في الحياة الدنيا من أن تعرف الله ، لا يوجد عندي وقت ، عندك وقت كي تخوض مع الخائضين ؟ عندك وقت تبدده في توافه الأعمال ؟ عندك وقت تبدده بشيء ينقضي عند الموت ؟ .
كنت أقول لكم : الموت ينهي كل شيء ، ينهي غنى الغني ، وفقر الفقير ، وقوة القوي ، وضعف الضعيف ، وصحة الصحيح ، ومرض المريض ، ينهي كل شيء ، إلا أنك إذا طلبت العلم وعملت به نفعك هذا في قبرك ، فالقبر صندوق العمل .
((
مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين
))
.
[ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان] .
إذا إنسان طلب العلم ، وتفقه في الدين ، معنى ذلك عرض نفسه للخير ، كأنه قال : يا رب أنا أريد الخير منك ، أنا أريد فضلك ، والعلم ثمين جداً ، وأثمن منه أن تطبقه .
(( اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ بَعْدَ أَنْ تَعْلَمُوا فَلَنْ يَأْجُرَكُمْ اللَّهُ بِالْعِلْمِ حَتَّى تَعْمَلُوا ))
.
[أخرجه الدرامي عن معاذ بن جبل ] .
وكل علم وبال على صاحبه ما لم يعمل به .
والحمد لله رب العالمين
بينات الاتصال لـ »
لا توجد بينات للاتصال
مواضيع »
•
تربية الاولاد في الاسلام..التربية الدينيه ...
•
جنرال اسرائيلي يجب احتلال غزة
•
المرأة التي وراء القذافي
•
مستوطنون يدنسون الأقصى الآن
•
إبداعات" أعضاء منتدى صدى الحجاج"
الأوسمة والجوائز لـ
»
لا توجد أوسمة
إحصائية مشاركات »
عرض المواضيـع :
[
+
]
عرض
الـــــــردود
:
[
+
]
بمـــعــدل
3.45 يوميا
عفراء
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها عفراء