عرض مشاركة واحدة
قديم 28-09-2010, 21:57   رقم المشاركة : ( 11 )

 http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/000.gif



 
لوني المفضل : #360000
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل : 28 - 9 - 2007
فترة الأقامة : 6413 يوم
أخر زيارة : 18-09-2023
المشاركات : 22,199 [ + ]
عدد النقاط : 11001
الدوله ~
الجنس ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عفراء غير متصل

افتراضي رد: شرح الترغيب والترهيب للدكتور راتب النابلسي ...



العمل الصالح أثمن شيء في الحياة الدنيا :



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( الدَّال على الخير كفاعله )) .

[ أخرجه البزار وصحح ابن حبان ، بلفظ من دل على خير فله مثل أجر فاعله عن ابن مسعود ] .

أيها الأخوة ، الإنسان في علاقته مع الله أمام نشاطين ، يستقيم على أمره ويعمل الأعمال الصالحة ، باستقامته على أمر الله يسلم ، وبالأعمال الصالحة يسعد ، من ترك الكذب، والغش ، والخيانة ، والكبر ، والاستعلاء ، وأكل أموال الناس بالباطل ، من استقام على أمره يسلم من كل عطب ، لأنه طبق تعليمات الصانع ، ومن عمل صالحاً يسعد ، فإن كنت في ضيق اقرأ قوله تعالى :


﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً ﴾ .


( سورة الكهف الآية : 110 ) .

اقرأ قوله تعالى ، الإنسان حينما يأتيه ملك الموت يندم على أثمن شيء في الحياة الدنيا .


﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾ .


( سورة المؤمنون ) .


علة وجودنا بعد طاعة الله العمل الصالح :


مخلوق أنت في الدنيا من أجل أن تعمل صالحاً ، فالمؤمن لا يشغله إلا شيئان ، إلا أن تأتي حركته وفق منهج الله ، مستقيم ، وأن يتقرب إلى الله بإنفاق ما أعطاه الله .


﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ ﴾ .


( سورة القصص الآية : 77 ) .

ابتغِ ، أنفق من علمك ، وأنفق من مالك ، وأنفق من خبرتك ، وأنفق من جهدك ، وأنفق من وقتك ، فلذلك ربنا سبحانه وتعالى ، لأننا مخلوقون للعمل الصالح ، لأن علة وجودنا بعد طاعة الله العمل الصالح ، حتى إن بعض العلماء فسر قوله تعالى الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، العمل الصالح إن جاء مفرداً يشمل الاستقامة والعمل الصالح ، أما حينما تأتي مفسرة :


﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا﴾ .


( سورة فصلت الآية : 30 ) .

ثم يقول الله عز وجل :


﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً ﴾ .


( سورة فصلت الآية : 33 ) .

إن جاء العمل الصالح مفرداً أي أنك استقمت على أمر الله وعملت الصالحات ، فلذلك لأن الإنسان مخلوق لعمل صالح يصلح للعرض على الله .
تصور إنساناً خلقه الله عز وجل ، منحه نعمة الوجود ، منحه نعمة الإمداد ، منحه الهدى والرشاد ، أعطاه مالاً ، أعطاه صحة ، أعطاه أولاداً ، سخر له كل ما في الكون ، فجاء يوم القيامة صفر اليدين ، أنفق ماله كله من أجل أن يعلو في الأرض ، أنفق ماله على المتع الحسية ولم يعمل صالحاً ، قال عليه الصلاة والسلام :

(( يا بشير ! لا صدقة ولا جهاد فبمَ تدخل الجنة ؟ )) .

[رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط عن بشير بن الخصاصية ] .

حجم كل إنسان عند ربه بحجم عمله الصالح :



هناك سؤال كبير : ماذا فعلت من أجلي يا عبدي ؟ أقول لكم : لو أنك استقمت على طاعة الله أنت بهذا ضمنت سلامتك ، ضمنت راحة بالك ، ضمنت راحة قلبك ، ولكن ماذا فعلت من أجلي يا عبدي ؟ كنت صادقاً ارتقيت عند الناس ، كنت أميناً وثق الناس بك ، تركت الحرام سلمت من تدمير المال ، تركت النظر إلى النساء سلمت من تشويش القلب ، ولكن ماذا فعلت من أجلي ؟ استقامتك لك ، استقامتك ضمنت سلامتك ، ولكن ماذا فعلت من أجلي ؟ ماذا بذلت ؟ هل بذلك من مالك ؟ هل بذلت من علمك ؟ هل بذلت من وقتك ؟ هل بذلت من خبرتك ؟ هل مشيت مع إنسان لتحل له مشكلة ؟ .
(( مَن نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة من كُرَب الدنيا نَفَّسَ اللهُ عنه كُربة من كُرَب يوم القيامة )) .

[أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة ] .

ماذا فعلت من أجلي ؟ لأنك مخلوق في الدنيا من أجل أن تعمل صالحاً يصلح سبباً لدخول الجنة وليس ثمناً لها ، وفرق كبير بين السبب والثمن ، أنت بإمكانك أنت تشتري مفتاحاً بعشر ليرات تفتح به بيتاً ، ثمنه خمسون مليوناً ، فكل أعمالك الصالحة في الدنيا مثل مفتاح البيت سبب لدخول الجنة وليس ثمناً لها ، الجنة فضل من الله ، بفضل الله ورحمته ، أما عملك الصالح كله واستقامتك كلها هي مفتاح .
فيا أيها الأخ الكريم ، لأن الإنسان مخلوق في الدنيا للعمل الصالح ، بل إن حجمه عند الله بحجم عمله الصالح ، قال تعالى :


﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾ .


( سورة الأنعام الآية : 132 ) .



كل معصية عقبة في الطريق إلى الله عز وجل :



دائماً اسأل نفسك ماذا قدمت لله عز وجل ؟ بأول الطريق يا رب أنا غضضت بصري ، جيد ، يا رب أنا ضبطت لساني ، ضبطت جوارحي ، ضبطت دخلي ، الاستقامة كلها سلبية ، والأصح من ذلك أن الطريق إلى الله فيه عقبات ، وكل معصية عقبة .
الآن إنسان يركب سيارة ، وجد على عرض الطريق مكعباً من الإسمنت ارتفاعه ثلاثة أمتار على عرض الطريق ، الطريق مسدود ، مغلق .

كل معصية عقبة في طريقك إلى الله ، فلو أزلت كل العقبات ، واستقمت على أمر الله كله ماذا زدت أنت ؟ ما زدت عن أن زلت العقبات من الطريق ، بقي أن تتحرك الحركة وهي العمل الصالح ، فكل إنسان يستيقظ صباحاً ، ويهتم بأمر دنياه فقط خاسر خسارة كبيرة .

(( من أصبح وأكبر همه الآخرة جعل الله غناه في قلبه ، وجمع عليه شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح وأكبر همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه وشتت عليه شمله ، و لم يؤته من الدنيا إلا ما قدر له )) .

[الترمذي عن أنس]

أي أنت في اليوم هل عدت مريضاً ؟ هل شيعت جنازة ؟ هل أنفقت من مالك ؟ هل أطعمت جائعاً ؟ هل واسيت بائساً ؟ هل حللت مشكلة ؟ هل وفقت بين زوجين ؟ هل وفقت بين أخوين ؟ هل علمت الناس آية ؟ هل علمتهم حديثاً ؟ ماذا فعلت ؟.
لذلك الإنسان إذا جمع المال الكثير في الوقت القليل ولم يكن له عمل صالح يرقى به فهو أكبر خاسر ، من هذه المقدمة ، يقول عليه الصلاة والسلام :

(( مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ ))

[مسلم عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ ] .

أو :
((الدَّال على الخير كفاعله )) .

[ أخرجه البزار وصحح ابن حبان ، بلفظ من دل على خير فله مثل أجر فاعله عن ابن مسعود ] .


فاعل الخير خير من الخير وفاعل الشر شرّ من الشر :



هذا ينقلنا إلى موضوع آخر ، هذا الموضوع ذكره سيدنا علي بكلام بليغ قال : "فاعل الخير ـ دققوا ـ فاعل الخير خير من الخير ، وفاعل الشر شر من الشر" .
نبدأ من الشر ، هذا الذي ألقى على اليابان قنبلة ذرية ، في نهاية الحرب العالمية الثانية ، وفي ثوانٍ معدودات أزهق أرواح ثلاثمئة ألف إنسان ، ولا تزال آثار هذه القنبلة على الأرض والبيئة والحيوانات إلى وقت قريب...إلخ .

هذا الشر استمر مئة عام ، استمر خمسين عاماً تقريباً ، بعد خمسين عاماً من لم يمت مات الآن ، لو أن هذه القنبلة لم تلقَ الآن الكل يموتون ، الشر مهما كان كبيراً ينتهي مع الزمن ، أما الذي أراد أن يزهق هذه الأرواح ، سيخلد في النار إلى أبد الآبدين ، الشر ينتهي وفاعل الشر لا ينفذ عذابه ، فاعل الشر شرّ من الشر ، الآن أكبر جريمة ارتكبت قتل إنسان مئة شخص ، بعد مئة سنة لو لم يقتلهم لماتوا حتف أنفهم ، أكبر شر ينتهي ، الحرب العالمية الثانية ذهب ضحيتها خمسين مليون إنسان ، بعد مئة سنة بالضبط لو لم تقم هؤلاء الناس الذين ماتوا بالحرب سيموتون حتف أنوفهم ، إذاً أكبر شر بالأرض ينتهي ، ما الذي يبقى ؟ فاعل الشر ، هذا يتعذب بشره الذي أراده إلى أبد الآبدين ، بالمقابل فاعل الخير ، أنت أسست ميتماً ضمّ ألف يتيم ، بعد مئة سنة ، بعد مئتي عام ، هؤلاء الأيتام أصبحوا كباراً وعملوا وتزوجوا وانتهى يتمهم ، لأن النبي الكريم يقول :

(( لا يُتْمَ بَعْدَ احتِلام )) .

[أخرجه أبو داود عن علي بن أبي طالب ] .

ماذا الذي بقي ؟ بقي هذا الذي أراد خدمتهم ، ورعايتهم ، هذا يسعد في عمله إلى أبد الآبدين .

حينما تقوم القيامة كل شيء ينتهي إن كان خيراً و إن كان شراً :



الأنبياء جاؤوا بالهدى ، وأكفر كفار الأرض عند الموت يهتدي ، لكن يهتدي بعد فوات الأوان .



﴿ الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾ .


( سورة يونس الآية : 90 ) .

الشر ينتهي والخير ينتهي ، أو الأصح من ذلك حينما تقوم القيامة كل شيء ينتهي، الأعمال الجليلة التي جاء بها الأنبياء تنتهي ، الحقيقة انكشفت ، تصور نبياً كريماً يدعو قومه ألف عام ، سيدنا نوح :


﴿ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً ﴾ .


( سورة العنكبوت الآية : 14 ) .

انتهى ، حتى الهدى ينتهي ، الهدى ينتهي عند الموت ، لأنه لو لم تكن مهتدياً لعرفت الحقيقة .


﴿ فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ .


( سورة ق الآية : 22 ) .

الهداية تنتهي ، وإطعام الطعام ينتهي ، ومعالجة المرضى تنتهي ، ورعاية الأيتام تنتهي ، أجل الأعمال الصالحة تنتهي يوم القيامة ، والأعمال الشريرة تنتهي ، ماذا يبقى ؟ يبقى فاعل الخير يسعد بخيره إلى أبد الآبدين ، وفاعل الشر يشقى بشره إلى أبد الآبدين، فاعل الخير خير من الخير ، وفاعل الشر شرّ من الشر .

التجارة الرابحة هي التجارة مع الله عز وجل :



الموضوع الأخير : إذا كان دللت إنساناً على صفقة يعطيك بالمئة واحد ، هذه عمولته ، الآن مندوب المبيعات بالمئة واحد ، والدلال بالمئة اثنان ، كل الوسطاء بالعرف التجاري من واحد لاثنين بالمئة ، أحياناً يستكثروها يقول : غير معقول أعطيك مئتي ألف على دلالة بيت ، إذا كان ثمن البيت ثلاثين مليوناً أخي تأخذ خمسة آلاف وتمشي لا يقبل بالمئة واحد ، أما ربنا عز وجل أعطك بالمئة مئة ، فأنت إذا عملت عملاً صالحاً هذا العمل لك مثل أجره فاعله ، إذا دللت على خير ، طبعاً إذا فعلت الخير موضوع ثان ، إذا دللت على خير .
قال له إنسان : أين أصلي ؟ قلت له : صلِّ بهذا المكان ، والإنسان استفاد من هذا المكان ، واستقام ، وسعد ، كل إنسان بصحيفة من دله على خير ، تشجيعاً للعمل الصالح .

لذلك النتيجة يجب أن نتاجر مع الله ، الأرباح مذهلة ، إذا إنسان أراد أن يعطي ثلاثين بالمئة فتأتيه أموال بشكل مخيف ، إذا كانت النسبة سبعين بالمئة يبيعون بيوتهم ويعطونه ، وإذا كان مئة بالمئة ، وإذا كان ألف بالمئة ، وإذا مليون بالمئة ، وإذا مليار بالمئة، الله عز وجل كريم .

على الإنسان ألا يجعل الدنيا أكبر همه و لا مبلغ علمه :



لذلك :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ .

( سورة الصف ) .

تاجر مع الله عز وجل ، أنا مرة كنت في تعزية ، صاحب البيت الذي كنت أعزيه بأمه ، مجدد بيته ، لكن هذا التجديد كلفه مبالغ فلكية ، كأنه شعر بمشكلة ، فسألني : ما حكم الشرع في هذا ؟ قلت له : دعك من حكم الشرع ، وخذ الأمر بعقلية تجارية ، أنت معك كتلة نقدية ، لو استهلكتها كلها في الدنيا لن تكون عاقلاً ، لو استهلكت حاجتك والباقي وظفته عند الله ، وكل قرش بمليار تكون أعقل بكثير ، لو استهلكتها كلها ، على رفاهك ، وبيتك ، ومركبتك ، وأكلك ، وولائمك ، وسفرياتك ، ونزهاتك ، كلها استهلكتها ، ثم جئت الله عز وجل يوم القيامة صفر اليدين لا تملك عملاً صالحاً ، أما لو استهلكت يعضها على أمور دنياك، والباقي وظفته عند الله بربح خيالي تكون أعقل الناس .
فالإنسان لا ينبغي أن يجعل الدنيا أكبر همه ، ولا مبلغ علمه ، والدنيا لها سقف ، إذا كنت تملك مبلغاً ضخماً ، وأردت أن تأكل ، هل تأكل بحجم مبلغك أم بحجم معدتك ؟ بقدر ما تملك من المال ، وجبتك محدودة ، بقدر ما تملك من المال نومك على سرير واحد بقدر ما تملك من المال ترتدي ثياباً واحدة ، البذلة الغالية بثلاثة أكمام أم بكمين ؟ بكمين ، فالفوارق تكون كلها فوارق شكلية ، لا تقدم ولا تؤخر .

كل إنسان يحتسب عملاً لله عز وجل له أجر لا يعلمه إلا الله :



يقولون أن كل الحضارة عملت أطراً جميلة ، والمضمون واحد ، أي طعمة الفول والحمص من ألف سنة للآن واحدة ، استمتع بها الفقير ، الطعوم التي أودعها الله فيها ، الغذاء والفائدة ، طعمها واحد ، تقريباً الأمور متشابهة جداً .
يقولون : إن والي دمشق كان مركز ولايته بالمنزل بالمرجة ، دخل عليه موظف كبير عنده ، وجده يقف على نافذة ومستغرق في التفكير ، فلما انتبه لوجوده التفت ووجد على خده دمعة ، قال له : خير إن شاء الله ؟ قال له : تعال وانظر ، جاء إنسان من الريف ينتظر سجيناً كان المبنى الأرضي هناك سجن ، يبدو أنه لم يسمح لهذا الإنسان أن يلقى السجين ، و قد جاع من الانتظار ، فجلس على الأرض لا يملك إلا بصل وخبز ، ضرب رأس البصل بيده وكسره وأكل ، قال : أتمنى أن أكون مثل هذا الفقير وآكل بهذه الشهية .

مثلاً شركة ضخمة ، الحاجب المستخدم فيها أعطاه الله صحة مثل الحصان ، وكبار الموظفين يوجد بجسمهم خمسون علة ، فالله عنده مجموع ثابت ، حظك من الصحة ، مع الأولاد ، مع الزوجة ، مع المكانة يصبحون مئة ، لكن الحظوظ موزعة توزيع تفاوت بين الناس والمجموع ثابت .

فلذلك يجب أن نتاجر مع الله ، لأن الربح غير معقول إطلاقاً ، أنا كنت أضرب مثلاً بشكل مبسط :

ملك قال لمعلم : علم ابني دروساً و إياك أن تأخذ منه شيئاً ، فهذا المعلم ضيق الأفق ، ألقى الدرس على الابن ، وطلب منه الأجرة ، والأجرة مئتا ليرة ، خمسمئة ، ألف ، الأب كان مهيئاً له بيتاً وسيارة ، مقابل عدد من الدروس ، و لكن عندما أخذ مئتي ليرة على كل درس وانتهى لم يعد له شيء .

فالإنسان عندما يطلب من إنسان أجره يكون أحمقاً ، يكون ضيق الأفق ، وعندما يطلب أجره من الله يحتسب هذا العمل لوجه من الله .

أنا أذكر أن هناك أشخاصاً كثيرين إذا قلت له ما يلزم ؟ يقول : دعني وربي ، فكل إنسان يحتسب عملاً لله عز وجل له أجر لا يعلمه إلا الله .

إذاً ملخص هذا الدرس تاجر مع الله ، لا إذا فعلت الخير إذا دللت عليه لك مثل أجر فاعله ، فكيف إذا فعلته هذا شيء ثان .

والحمد لله رب العالمين


  رد مع اقتباس