رد: شطحات ... وغصة !!!....
في زمن ندر فيه صوت العقل و التعقل في أرض العرب و المسلمين، في زمن تقلص فيه الإبداع الفكري و إستبدلت فيه قيم الإسلام الحق بأخرى جاهلية وقبلية بالية، في زمن تفشى فيه التدين الظاهري و الطائفية النتنة في أوصال مجتمع مسخ أقرب ما يكون إلى الضياع و التخلخل و الإفلاس الفكري، منه إلى الإسلام الذي يدعيه.
هي هذه العوامل، هذا التخبط في وسط ثورية تكنلوجية عالمية في مشارق الأرض و مغاربها. حتى أصبحنا بين ليلة و ضحاها أكثر الشعوب تخلفاً على أرض المعمورة، و لم تتوقف الأمور عندئذ، لم يتوقف تخلفنا بتحولنا إلى أمم تساق بدكتاتورية ملوكنا و رؤسائنا و عنجهيتهم كالنعاج، لم تتوقف عند الجمود الفكري و الحضاري و الإفلاس الأخلاقي لمجتمعاتنا، التي لا تزال تضم بين ثنياها ديناً حوّل قبائل متناثرة من رحالة الأعراب إلى قوة عظمى أقلقت مضاجع ملوك الفرس و الروم.
حولنا هذا الدين العظيم إلى سبب آخر أضفناه إلى أسباب تخلفنا، أصبحت عقولنا اليوم مرتعاً خصباً للفتاوى القراقوشية التي يفتي بها كل من هب و دب، أصبح إسلامنا اليوم كجراب الحاوي يخرج منه شيء جديد كل يوم، يلحق به بإسم الجنس، بإسم الكبت الذي نعيشه، بإسم تخلفنا و جاهلية فرضناها على أنفسنا طوعاً.
أمة لا تقرأ، أمة لا تعي، أمة قليلاً ما تفكر خلف ملذات الحياة، لتصطدم بعدها بحاجز الإسلام و التدين و التشدد. أمة بلغ عندها الكسل الفكري والجمود أوجه حتى إعتمدت على رجل الدين و أصبح هو الآمر الناهي لنا. نتكلم بإسمه، نفكر بإسمه، نعيش بإسمه، أعطيناه صكاً ابيضاً بإسم الرب ليحلل ويحرم بحسب هواه.
أي عقل يقبل بفتوى مثل إرضاع الكبير، أي شرع أي دين هذا الذي يحلل رضاع الموظف من الموظفة التي تشاركه العمل، حتى تصبح أمه!!! ثم له أن يتزوجها إن أراد!
|