اليك انت..
يا انت..
ماذا ابقيت من حروف الهجاء لاكتب لك
وماذا ابقيت من اعذب الكلمات
لعلي اخطها لك
انت ومن غيرك انت ..
ايها الصديق الغالي
ابو قنوة
أمام نافذةِ غرفتي الكئيبة!
يتسللُ شعاعُ القمرِ بكلِ خجلٍ..
يرسمُ الظلُ خيالكَ بأشكالٍ غريبة!
أرقبكَ دوماً..
على أملِ بريء باللقاء
ارقبكَ كُلَ مساء!
انتظرك كل صباح
اسمعك بتغريد البلبل
اراك بتحليق النسر
انت يا انت
ايها البدر
اذا ظهر سر كل ناظر اليه
واذا تصور كان اية وابداع
واذا سطع انار كل ما حواليه
ظهوره قليل
لكنه لا ينتسي ابدا
نترقبه بعيون مشتاقه
القمرُ يغني على عزفِ نايكَ
فترقصُ النجوم..
لو تدري بأنكَ موجودٌ
في كل اكسجينةٍ بالصدى
في كلِ ذراتِ الهواءِ
في ظلمةِ الليل العميقْ.
وصمتِ السماءِ!
وفي كلِ أحرُفِ الكتابِ العتيق!
جسدُكَ هنا..!
و روحكَ تحلقُ كغمامة..
تسكُنُ معطفاً..
ذلك المعطف !
أبيضٌ!
كالسكرِ , كالقطنِ , كبياض حمامة!
يا صاحِ هون عليك!
غداً سيعودُ إليك!
غداً سيعودُ ومعطفهُ الأبيضُ عليك!
سيحدثكَ _كما اعتدتْ_بلا حروف
سـتـلـتحـِمَان مٌجدداً
روحان تنصهرُ في جسد!
تتجولانِ و تلعبان!
تقتحمانِ السياج..
في الطريق لقلعةِ الصدى
لا تخفْ ياصديق!
لاتخشَ فهذهِ _صدقني _ بدايةُ الطريق
الطريقُ واحدٌ لايزال..
لكنهُ الآن قليلاً يضيق
قليلاً فقط!
وغداً
كغمامةٍ سوداء
أو كعاصفةٍ تدور وتدور..
تنكشفُ الغمامةُ وتزول العاصفة!
وتختفي رياحُها الهَوجاء..
وتنتشرُ رائحة الأرضِ الرطبة
تتعطر الاجواء!
تخضّر الأرضُ
تتفتحُ الزهور..
تغردُ الطيورُ بسلام..
يُحَلقُ مُجدداً طيرُ الحَمَام..
ستعود اناث الصدى
وستظل اساسه الذي نستريح عنده كلنا
ليس فقط اناثه
بل كلنا
انت ...
وانا ...
وهم ...
وهن...
ان كنت انا سيف المكان
فانت فارسه الؤجج
الذي
تأسرُ بروعة أقلامه قلوبنا
تسحرُ الحروف بكل روعة واحتراف
لتصنع من الحرف ترياقاً لقلوبٍ عليلة
كذلك أنت يا صديقي
بالنسبة لي لطالما كنتَ مغروراً
بل واثق النفس
ثابت الخطى
لكن غروركَ ووثوقك إن صح القول
(من ثوابت الطبيعة)
فأنت وبكل بساطة
(نـــــــــــــادر)