عرض مشاركة واحدة
قديم 23-08-2010, 06:23   رقم المشاركة : ( 2 )

 http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/000.gif



 
لوني المفضل : #360000
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل : 28 - 9 - 2007
فترة الأقامة : 6410 يوم
أخر زيارة : 18-09-2023
المشاركات : 22,199 [ + ]
عدد النقاط : 11001
الدوله ~
الجنس ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عفراء غير متصل

افتراضي رد: حياة القلوب ...رمضانيات .



أخي الحبيب: هناك أمور يتم بها صلاح القلب، وهي كثيرة جداً ومن أعظم الأمور التي تصلح القلب وتحييه:

المجاهدة: يحتاج الإنسان إلى مجاهدة دائمة ومستمرة وإلى مكابدة، يقول ابن المنكدر - رحمه الله - وهو من علماء التابعين: "كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت لي".
يقول أبو حفص النيسابوري - رحمه الله - : "حرست قلبي عشرين سنة - كان في مجاهدة ومكابدة مع هذا القلب يحرسه من كل كافر - ثم حرسني عشرين سنة". إذا استقام قلب العبد؛ استقامت أعماله وجوارحه، فإذا جاءه الشيطان بخاطرة من الخواطر قبل أن يستقيم قلبه ويثبت على الطاعة؛ فإن القلب يحتاج إلى مدافعة عظيمة لهذه الخواطر، فإذا صار في القلب قوة وصلابة في الإيمان، واستقام القلب لصاحبه وروّضه على طاعة الله - عز وجل - والإقبال عليه؛ فإنه يحرس صاحبه، فإذا رأى شيئاً تلتفت إليه كثير من النفوس الضعيفة، ويتطلع إليه أصحاب القلوب المريضة، فيطمع الذي في قلبه مرض؛ فإن هذا الإنسان ينصرف قلبه عن هذه الأمور المشينة، ولا يلتفت إليها، ويتذكر مباشرة عظمة الله وجلال الله ورقابة الله، فلا تتحرك نفسه للمعصية، أو الوقوع في الريبة والدخول في أمور وطرائق ليس له أن يدخل فيها "حرست قلبي عشرين سنة فحرسني عشرين سنة، ثم وردت عليّ وعليه حالة صرنا محروسين جميعاً"
ومما يصلح القلب: كثرة ذكر الموت وزيارة القبور ورؤية المحتضرين: فإنها اللحظات التي يخرج الإنسان فيها من الدنيا ويفارق سائر الشهوات واللذات، ويفارق الأهل والمال الذي أتعب نفسه في جمعه في لحظة ينكسر فيها الجبارون ويخضع فيها الكبراء ولا يحصل فيها للعبد تعلق بالدنيا، ولهذا يكثر من الناس التصدق في تلك الأحوال ولربما كتب الواحد منهم في حال صحته وعافيته وصية يوصي بها أنه إذا مات وانقطعت علائقه من الدنيا أن يخرج من ماله كذا وكذا.
ومما يحيي القلب: مجالسة الصالحين الذين يذكرون الله - عز وجل - ويذكرون بالله بالنظر إلى وجوههم: من الناس من إذا نظرت إلى وجهه انشرح صدرك وذهبت عنك كثير من الأوهام والهموم والغموم والمخاوف.
قال ابن القيم - رحمه الله - : "كنا إذا حدق بنا الخصوم وأرجفوا بنا وألبوا علينا، واعترتنا المخاوف من كل جانب؛ أتينا شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : فو الله ما إن نرى وجهه حتى يذهب ذلك عنا جميعاً لما يرون في وجهه من الإنارة، وما يرون فيه من المعاني الدالة على انشراح الصدر وثبات القلب ومن المعاني الدالة على الخوف من الله - عز وجل - والتقى والرجاء وما إلى ذلك من الأمور التي تنعكس في وجه العبد، فإن الوجه مرآة لهذا لقلب ولهذا قيل: "ما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله على صفحة وجهه وفلتات لسانه".
ودخل رجل على عثمان - رضي الله عنه - ، فقال: "أيعصي أحدكم ربه ثم يدخل علي؟ فقال الرجل: أَوَحْيٌ بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! يعني كيف علمت؟ فأخبره أنها فراسة المؤمن، فالوجه تنعكس فيه أحوال القلب فيكون الوجه مظلماً لما في القلب من الظلمة، ويكون الوجه مشرقاً لما في القلب من الإشراق.
وأمرٌ رابع يصلح به القلب: وهو أن يكون تعلقه بربه ومعبوده وخالقه جل جلاله: إذا تعلق القلب بالمخلوق عذب بهذا المخلوق أياً كان سواء كان رجلاً أو امرأة أو سيارة أو عقاراً أو مالاً أو غير ذلك.
ولهذا كان ابن القيم - رحمه الله - يقول: "إن في القلب وحشة لا يذهبها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته، وفيه فاقه - يعني: فقر - لا يذهبه إلا صدق اللجوء إليه، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تذهب تلك الفاقة أبداً "


  رد مع اقتباس