اسق فؤادك من معين القرآن .. فإنه ضمآن .. ولن يروي ضمأه إلا تلك الأنهار التي منبعها من بساتين القرآن .. كيف لا وهو كلام الرحيم الرحمن { فبأي آلاء ربكما تكذبان }
إن بستاننا اليوم له مزية وأي مزية .. بل أنك لن تجد مثله في سائر البساتين
وما ذاك إلا لأن بستاننا اليوم يجري ماؤه في أنهار رمضان
شهر مبارك .. أوجب الله صيامه على هذه الأمة المحمدية كما كان واجبا على غيرها من الأمم
{ كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }
إن الذي يتعبد الله بالصيام مخلصا لله فيه.. ينصب في قلبه ماء التقوى بإذن الله .. إذا هي الحكمة من الصيام { لعلكم تتقون }
لابد للقلب السليم أن يغتنم هذا الموسم إذ أنه { أيام معدودات }
فيه يجد لذة الطاعة .. وراحة البال .. وطمأنينة الفؤاد .. واستقامة الحال
هو شهر مبارك .. فيه نزل كلام ملك الملوك { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }
هذا كلام الله يهدي قلبك الحائر .. هو آيات بينات يهديك إلى طريق قويم .. وبه تتعرف على الفرق بين الحق والباطل..
تأمل إلى رحمة الله في تشريعه .. يتبين لك أنه رحيم بخلقه ..
فرض الصيام لتحصيل التقوى .. ولا يوجب الصيام إلا على من عليه قوى { فمن شهد منكم الشهر فليصمه }
ومن كان فيه علة مانعة عذره الله { ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر }
فالله رحيم بعباده .. لطيف بهم جل جلاله
{ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر }
والمتأمل في آيات الصيام يرى عجبا
اطلق لقلبك العنان ليتدبر
دعه يتذوق حلاوة القرآن
لما فرض الله الصيام بقوله { كتب عليكم الصيام } , كانت النفوس قريبة عهد بالصيام فكان للتخيير لا الإجبار { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون }
فلما اعتادته النفوس .. جاء الأمر بالصيام تكليفا { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } ليتحقق بذلك التقوى { لعلكم تتقون }
ثم تأمل الآيات وسياقها وانظر كيف لما فرض الصيام أتبعها بقوله
{ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب }
ليبين لك أن للصائم دعوة لا ترد
هي بشرى لك أيها الصائم
وللصائم فرحتان
فرحة عند فطره , وفرحة عند لقاء ربه
فيا أيها الصائم
اشكر الله على ماهداك
فغيرك في غيهم يترددون
وعن الصراط لناكبون
وأنت أنعم عليك ربك
وأنزل عليك كتابه
{ ذلك الكتاب لا ريب فيه }