عدس وفول
في منزلهم المؤلف من غرفتين ذات الجدران المتشققة والبلاط المتفسخ في مخيم عين الحلوة،
زرنا أسرة "نظمي"،
وهي أسرة مؤلفة من 10 أفراد، الأب والأم وثمانية أطفال،
أكبرهم "صباح" في الرابعة عشرة من عمرها وأصغرهم توأمان عمرهما سنتان.
تتحدث الابنة البكر "صباح"، وهي طالبة في الصف التاسع في مدرسة الأنروا عن وضع الأسرة،
فتقول: "رمضان بالنسبة لنا يعني المزيد من الألم والحزن،
حيث أرى الدموع تسيل من عينيّ والدتي خلال تحضيرها لمائدة الإفطار.
غالباً ما تقتصر افطاراتنا على العدس والفول والخبز.
يتذمّر اخوتي الصغار كثيرا ً،
إذ انهم أصغر من أن يتفهّموا أوضاعنا.
لا أذكر يوماً شبعنا فيه.
وعندما يرسل الجيران لنا صحناً من الطبيخ في بعض الأحيان،
يتشاجر اخوتي فيما بينهم لأنه لا يكفينا".
وتتابع قائلةً :"والدي مريض يعاني من حساسية بالصدر وترقق عظام،
ورغم ان الطبيب طلب منه عدم بذل أيّ جهد،
إلا أنه يعمل حدّاد سيارات بيومية لا تتخطى 10 $،
وهذا المبلغ لا يكفي إطعامنا جميعا ً.
كما ترين المنزل صغير، وخلال النوم نتكدّس أمام بعضنا البعض،
عمري 14 سنة، وليس لديّ أية خصوصية".
وتذكر لنا "صباح" حادثة مؤثرة خلال رمضان الماضي فتقول:
"بعد الإفطار يخرج اخوتي للتجول في أزقة المخيم،
إذ أنّ الجوّ حار جدا ً، والمنزل ضيق. قبل العيد بيومين
وجدتُ أختي الصغيرة "ربى" تركض لاهثة ً
وتقول: بنت الجيران تأكل تفاحة حمراء.. هل تعرفين أن هناك تفاحاً أحمر؟".
تبتسم "صباح" بمرارة وتقول: "كانت تتكلم وهي متحمسة كأنها اكتشفت شيئاً عظيماً!
وفي العيد اشتريتُ نصف كيلو تفاح أحمر من عيديات الأقرباء،
لكي لا يظل في نفسها.
لكن المشكلة أنها أحبته وتطلبه بشكل دائم!"