بعد اللعنة والاصغار إليك رسالتي ..

إبليس اللعين .. لطالما أظهرت لي عداوتك، وحاولت أن تسيطر على إرادتي وتفكيري .. وأن تزين لي الأعمال التي تفرحك وتغضب ربي .. وانا مع الأسف أعترف بأني كنت أستجيب لك أحياناً .. ولكني بعد ذلك اتوب وأستغفر متى ما هداني الله تعالى .. ومتى ما وفقني لذلك، وهكذا دامت الحربُ سجالاً بيننا، ولكن ..

ها قد أكرمني الله بقدوم الفرصة الذهبية لكي انتقم منك ولأضيّع عليك كل الجهود والمحاولات التي قمت بها خلال العام لتغويني وتضلني .. ومن المؤكد انك تملك تلك الفرصة ألا وهي (شهر رمضان) لأنه عدوك اللدود الذي سيصفدك ويبدل السيئات التي كنت سبباً فيها إلى حسنات بإذن الله، وتحل الطاعات محل المعاصي والزلات .. ومع ذلك؛ أعلم بأنك ستلف وتدور بوساوسك الشيطانية مثل ( إن الجو حار لهذه السنة وإنك لا تتحمل الصوم فيه فإياك أن تحاول الصيام)!! ، أو (لا زال هناك متسعٌ من الوقت قبل مجيء رمضان ، فلا تتحمّس لقدومه كثيراً ، وأجّل موضوع جدول المحاسبة اليومي)!! ، وما إلى ذلك من الوساوس الخبيثة الظاهرة منها والخفية ، ولكن ..

مما يخيب آمالك أيضاً هو إني أعلمك بأني سأشدُّ وأعقد النية على الصيام له تبارك وتعالى خلال هذا الشهر المبارك ، بل سأفعل أكثر من ذلك لأغيظك أكثر، نعم .. فإنني لن أنتظر حتى قدوم رمضان، بل سأبدأ من الآن بالإعداد والتهيئة وكتابة جدول المحاسبة لاستقبال رمضان، ربما يعينني على ذلك هو تذكر أفضال هذا الشهر المبارك من مغفرةٍ للذنوب لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري.

وما فيه من إجابة للدعوة وخصوصاً في ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر ومن عتق من النيران ومن كنوز الحسنات والرحمات، أبعد كل ها وتريدني أن أطيعك وأترك هذه الفرصة تضيع من يدي؟ بالطبع لا، وإن استطعت أن تفتنني مرة فسأستغفر الله وأتوب إليه مرات، وإن كنت يوماً السبب في فشلي فأعلم بأني لا أرضى غيرَ النجاح طريقاً، والأيام بيننا والتحدي مستمرٌ إلى يوم وفاتي ..