رد: المسلمين حول العالم !!!....
الكشميريون... الغائب الحاضر
يبدو للوهلة الأولى أن (الهند) نجحت في تغييب الكشميريين عن القمة، ولكن إذا ما نظرنا إلى تاريخ النزاع الهندي الباكستاني فإننا نرى (باكستان) تتصرف دائما على أنها وكيل الدفاع عن الكشميريين في جميع المنتديات الدولية وتتحدث باسمهم، ولكن في هذه المرة ظهر أن التنسيق الباكستاني مع الكشميرين تجاوز القيام بدور الوكيل إلى العمل على الزج بالكشميريين أنفسهم في حلبة الصراع السياسي عندما أعلنت إسلام آباد دعوتها للجنة التنفيذية لمؤتمر الحرية لزيارة إسلام آباد والتشاور معها في ديسمبر الماضي، إلا أن الفيتو الهندي حال دون ذلك، وعرضت (باكستان) فكرة الحوار الثلاثي الأطراف الذي يضم (الهند) و(باكستان) والكشميريين، وتناغمت المواقف الباكستانية والكشميرية على هذا المحور؛ سواء من خلال تصريحات الأحزاب السياسية الممثّلة في مؤتمر الحرية الذي تعتبره (باكستان) ممثلاً حقيقيًّا عن الشعب الكشميري، أو المنظمات الجهادية، خاصة المجلس الجهادي الموحد الذي يضم (14) منظمة مسلحة.
وبرزت قضية التمثيل الكشميري على أنها أساس الخلاف في القمة عندما أعلن الرئيس الباكستاني عن عزمه لقاء القادة الكشميريين في (نيودلهي) بعد أن رفضت (الهند) دخولهم طرفًا محاورًا على قدم وساق مع (الهند) و(باكستان)، وبلغت التهديدات باحتمال إلغاء الجنرال (مشرف) بعض اجتماعاته المبرمجة في القمة بشكل مفاجئ؛ احتجاجًا على الحيلولة دون لقائه بالقيادات الكشميرية، وأخيرًا أعلنت (باكستان) أنها دعت جميع أعضاء اللجنة التنفيذية إلى لقاء مشرف في حفل الشاي الذي تقيمه السفارة الباكستانية على شرف الرئيس الزائر لنيودلهي؛ حيث إن الحكومة الهندية لن يكون بإمكانها منعهم من دخول السفارة، إلا أن الأحزاب الهندية الشريكة في الائتلاف الحاكم أعلنت في المقابل مقاطعتها حفل الاستقبال، ومن الواضح أن (إسلام آباد) لن تضحي بحلفائها الكشميريين من أجل الأحزاب الهندية المتطرفة في الحكم؛ حيث يمثل لقاء (مشرف) للقيادة الكشميرية استمرار الولاء بينهما، رغم أن بعض الأحزاب الكشميرية يتبنى سياسة الاستقلال التام، أي الانفصال عن (الهند) و(باكستان) وإقامة دولة كشميرية مستقلة، وهو الاحتمال الأضعف في أساليب حل النزاع الكشميري.
تاريخ المباحثات الهندية الباكستانية وضحاياها
بتقسيم شبه قارة جنوب آسيا إلى دولتين مستقلتين (الهند) و(باكستان) دخل البلدان في صراع مستمر تركّز أساسًا حول إقليم (كشمير)، ويتمثل الموقف الباكستاني بشكل رئيسي على منح الشعب الكشميري حق تقرير المصير، وفقًا لقرار التقسيم والتزامًا بالقرارات الدولية، خاصة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي التي اعترفت بها (الهند)، في حين تعتبر (الهند) ولاية (جامو وكشمير) جزءًا لا يتجزّأ من أراضيها، وخلال (54) عامًا من الصراع - تخللها ثلاثة حروب خسرت فيها (باكستان) بنغلادش ولم تتمكن من استرجاع (كشمير) - تم عقد العديد من جولات المباحثات بين قادة البلدين بهدف إنهاء حالة التوتر بينهما، وأبرز هذه اللقاءات:
1- في عام (1964م) التقى رئيس وزراء الجزء الذي تسيطر عليه (الهند) من إقليم (كشمير) بالرئيس الباكستاني الجنرال (أيوب خان)، وتم الاتفاق على أن يقوم الرئيس (أيوب خان) بزيارة (الهند)، لعقد جولة مفاوضات مع رئيس الوزراء الهندي الأول (جواهر لال نهرو)، غير أن (نهرو) مات في اليوم التالي لإعلان (إسلام آباد) استعداد الرئيس (أيوب خان) لزيارة (الهند) ولقائه.
2- في أكتوبر (1965م) في العاصمة الأوزبكية (طشقند) جرت أول مفاوضات على مستوى القمة بين (الهند) و(باكستان)؛ حيث التقى رئيس الوزراء الهندي (لال بهادور شاستري) والرئيس الباكستاني (أيوب خان)، واتفقا على ضرورة إيجاد حل عادل ونهائي للقضية الكشميرية، بالطرق السلمية، ووقّع الطرفان اتفاقًا بهذا الخصوص، غير أن رئيس الوزراء الهندي (شاستري) تُوفي في مدينة (طشقند) بعد ساعات من توقيع الاتفاق، الأمر الذي أعاد مجريات الأحداث بين (الهند) و(باكستان) إلى سابق عهدها من التوتر.
3- ومن مفاجآت المفاوضات بين (إسلام آباد) و(نيودلهي) أيضاً ارتفاع حدة التصعيد والتوتر بين قوات البلدين عام (1984م)، تبعها محاولات من الجانبين لتهدئة الأجواء، وكاد الرئيس الباكستاني (ضياء الحق) أن يوافق على لقاء رئيسة الوزراء الهندية (أنديرا غاندي)، غير أن مجموعة من حرس غاندي الشخصيين سبقوه إليها واغتالوها في منزلها لتتحطم آمال السلام والاستقرار في جنوب آسيا.
4- ومن الوقائع الهامة في تاريخ العلاقات الهندية الباكستانية، ما حدث في صيف عام (1999م) حين اقترب البلدان من دخول حرب شاملة (أزمة كارجيل) - وهي مقاطعة جبلية وعرة مقسمة بين شقي (كشمير) - التي جاءت بعد شهرين فقط من إعلان لاهور الموقّع بين رئيسي وزراء البلدين (نواز شريف) و(أتال بهاري فاجباي)؛ حيث تعهّد الطرفان ببذل جهدهما لتطبيع العلاقات، غير أن ارتفاع حدة التوتر في (كارجيل) حوّلت أجواء السلام إلى أجواء حرب، وما إن انتهت الأزمة بين (الهند) و(باكستان) حتى أصبحت أزمة باكستانية داخلية انتهت بالانقلاب على نواز شريف
يتبــــــــــــــع
|