من علماء المسلمين في كينيا
الشيخ عبدالله بن محمد باكثير : هو من العلماء القدامى المشهورين في شرق إفريقيا عامة وكينيا خاصة.عالم من لامو ترك أثره خارج حدود شرق إفريقيا ولد الشيخ عبدالله بن محمد باكثير عام 1860 في لامو وهو ينتمي لعشيرة باكثير الشهيرة التي تشكل فرعا من قبيلة الكندي المنتشرة في حضرموت عمان ، تخرج باكثير من مدارس مكة وحضرموت الدينية ، كان مؤلفا للعديد من المواعظ الدينية الشعرية ومولد البرزنجي السواحلي الواسع الشهرة في عام1919 وبطلب من مفتي مكة ، سافر الشيخ باكثير العالم الشاب إلي كيب تاون في جنوب إفريقيا لكي يتوسط بين الفئات الإسلامية المتنازعة هناك ، وقد بني مسلمو جنوب إفريقيا مدرسة تكريما له وأطلقوا عليها إسمه مدرسة باكثير .
كان باكثير متواضعا ومحبوب لدي الجميع في حياته ، فقد رفض تسلم منصب قاضي في عدة مناسبات وقد أصبح عالما محبوبا ومحط إعجاب العديد من المسلمين في مناطق الساحل تتمثل إسهاماته في رحلاته العديدة لخدة الإسلام ، وفي كتاباته الشعرية وفي تدريسه للعديد من الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد علماء في شرق إفريقيا، وقد إستقر باكثير أخيرا بزنجبار .
الشيخ الأمين بن علي المزروعي :
ينتمي الشيخ إلي عائلة المزروعي الشهيرة التي إستقر في ممباسا قادمة من عمان في أوائل القرن الثامن عشر ، ولد الامين في عام 1891م في ممباسا فقد والده وهو في الرابعة من عمره تربي في بيت سليمان بن علي بن خميس المزروعي وهو عالم إسلامي شهير تلقي على يديه أول ثقافته الإسلامية أرسل الأمين إلي زنجبار لكي يتلقي العلم هناك أصبح عالما بفضل مثابرته وواصل عمله التعليمي والوعظي بحماس فائق ثم غادر الأمين إلي كينيا حيث أقام مدرسة خاصة به في ممباسا أطلق عليها إسم مدرسة الغزالي الإسلامية، كانت المدرسة بمستوي مدرسة ثانوية حيث تم فيها تدريس المواد الأكاديمية والدينية باللغة العربية، إضافة إلي اللغة الإنجليزية، وقد إلتحق بهذه المدرسة طلاب من مختلف مناطق شرق إفريقيا من بين أبرز طلاب هذه المدرسة : الشيخ مامون بن سليمان بن علي المزروعي قاضي ممباسا والشيخ عبدالله صالح فارسي ( قاضي قضاة كينيا ) والشيخ محمد بن أحمد البربكي، ولعل إبن الشيخ المزروعي البروفيسورعلي مزروعي أحد مشاهير العالم في العلوم السياسية خير مثال لذلك الذي صنعه والده.
الشيخ عبد الله صالح فارسي:
هو أكبر الأبناء في عائلة مؤلفة من تسعة أفراد .. ولد في زنجبار عام 1912م دخل المدرسة الإبتدائية المركزية في زنجبار عام 1924م إلي أن التحق بكلية تدريب المعلمين في زنجبار – ثم التحق بالسلك التعليمي الحكومي ونتيجة حصوله على التعليم الإسلامي والتعليم الغربي إستطاع الشيخ فارسي أن ينهل من المصادر الإسلامية والغربية التي أهلته أن يحتل موقعا فريدا مقارنة مع العلماء الأخرين في عصره وفي عام1967 هاجر فارسي إلي كينيا بعد خدمة طويلة حافلة في زنجبار حيث عين قاضي قضاة كينيا في 1968وهو منصب ظل يشغله حتى تقاعده عام 1981م
مآثره:
معارضته للهرطقة الأحمدية ، قاوم الشيخ فارسي بشدة وثبات إنتشار الحركة الأحمدية في شرق إفريقيا ألف كتابا بعنوان ( أخطاء جسيمة في ترجمة الأحمدية للقرآن ) وأوضح في هذا الكتاب الأخطاء الجسيمة التي إرتكبوها في ترجمتهم لمعني القرآن ، واتهمهم بافكار أن نبوة محمد صلي الله عليه وسلم ليست هي نهاية النبوات وشرح باسهاب لزوم إعتبار الأحمديين غير مسلمين وكفارا لقد نجح شأنه في ذلك شأن الشيخ الأمين في تحد يد الرأي العام الإسلامي ضد الهرطقة الأحمدية .المنشورات :
كان الشيخ فارسي لامعا حاد الذكاء لايوجد حتى الآن أي عالم يستطيع منافسة فارسي في معرفته الواسعة بالتاريخ الإسلامي وكان غزير الكتابة ، أرخ لحياة الشخصيات الهامة في شرق إفريقيا والإسلام وألف إثنين وستين كتابا منها معيشة النبي محمد،الحسن الحسين، سورة الكهف ، البدع في الإسلام ، علماء الإسلام ، سلاطين زنجبار ، كذلك نشر عملا رائعا بعنون ( تاريخ الإمام الشافعي وعلماء شرق إفريقيا ) وكان هذا الكتاب على درجة من الأهمية بحيث أن مؤرخين بارزين على الأقل من شرق إفريقيا إستندا إليه إستنادا كبيرا في دراستهما لنيل شهادة دكتوراه في التاريخ إضافة إلي المنشورات الأخرى ويعتبر هذا الكتاب أساسا لكل من يهتم بالتاريخ الثقافي لشرق إفريقيا .
اصلاحات الامام الفارسي
لم يخل الإسلام الشائع في شرق إفريقيا من إختلاط التعاليم الإسلامية مع التقاليد المحلية الأصلية والمستوردة، لذلك كان هناك حاجة ملحة لتطهيره، فقد إمتلك الشيخ فارسي شخصية إسلامية أصولية ، وآمن بضرورة إتباع الإسلام في شكله النقي المطهر من الشوائب وجد في ممباسا ذلك الجو الثقافي الذي خلفه وراءه الشيخ الأمين والذين تبعبوه، هنا واصل حملته المريرة ضد البدع ، نجح الشيخ فارسي في جذب أتباع كثيرين وخاصة بين جيل الشباب من المسلمين الذين أخذوا باصلاحاته واقتنعوا بها. يسجل اسم الشيخ فارسي في التاريخ كأحد الرواد الذين دعوا إلي إصلاح الإسلام في شرق إفريقيا .
الشيخ عبدالله صالح فارسي لم يكن مجرد أبرز عالم إسلامي في عصره في شرق ووسط إفريقيا بل كان عمادا ،، وقدم للعالم الإسلامي اول ترجمة صادقة للقرآن الكريم بالسواحيلية – قرأنا تاكاتيفوQuran Takatifu القرآن العظيم وبسبب خدماته الجلية لرسالة الإسلام ومآثره الكبيرة في مجال الأدبيات الإسلامية باللغة السواحيلية ونجاح مهمته في إصلاح الإسلام فقد تم منحه جائزة ملك فيصل في عام 1980م([13])
هكذا كان لعلماء كينيا القدامى دور في نشر هذا الدين الحنيف والتجرد في سبيل تبليغه واليوم العلماء الموجودين في كينيا ينقسمون إلى علماء تقليديين وعلماء حديثون، العلماء تقليديون :هم الذين تلقوا تعليما إسلاميا تقليديا في المدارس والكتاب والحلقات في المساجد علي أيدي علماء آخرين وانحصر تعليمهم في تعليم مباديء اللغة العربية وحفظ متون الفقه الشافعي إلي جانب حفظ ودراسة الحديث الشريف .
أماالعلماء الحديثون ( المحدثون ) وهم الذين تلقوا تعليما تقليديا في مراحل دراستهم الأولي ثم انتقلوا عن طريق بعثات دراسية للدراسة في جامعات بلدان الشرق الأوسط الإسلامية – تخرج هؤلاء من جامعات المملكة العربية السعودية ودول الخليج وجامعة الأزهر وجامعة الزيتونة بتوس وجامعة إفريقيا الاسلامية بام درمان بالسودان .
الشيخ محمد عثمان : يعد اليوم الشيخ محمد عثمان من كبار علماء كينيا واكثرهم تأثيرا في الساحة الاسلامية خاصة وفي الساحة الكينية عامة وهو من خريجي الازهر الشريف ويشغل اليوم منصب رئيس جامعة الأندلس الإسلامية في نيروبي وعضو الهيئة التنفيذية لمجلس علماء المسلمين ..
الشيخ محمد عثمان يتوسط في الصورة في اجتماع للهيئة التنفيذية لمجلس العلماء المسلمين..