رد: المسلمين حول العالم !!!....
واقع الدعوة الاسلامية في اثيوبيا
لقد شكل إقرار الدستور الجديد في وثيقة 1994 م ، تحولا كبيرا في تاريخ إثيوبيا الذي ظل نظامها السياسي لفترة طويلة مقترنا بالديانة المسيحية الأرثوذوكسية، حيث اعترف بالمحاكم الشرعية الإسلامية القائمة، ونص على مبدأ "علمانية الدولة"، والمساواة بين معتنقي العقائد "الأديان" في البلاد، وهو ما يعني عدم تدخل السلطة المركزية في قضايا الدين، كما أقر الدستور عدم وجود دين رسمي للدولة، الأمر الذي ساعد على تحسن العمل الدعوي في إثيوبيا مؤخرا، وذلك بعد الانفتاح الديني الذي حصل في هذا البلد الإفريقي، حيث تأسست المئات من المساجد والمدارس الإسلامية، وانتشرت في المدن والقرى، وبنيت المراكز الإسلامية، والكتاتيب القرآنية لتحفيظ القرآن الكريم التي يكاد لا يخلو منها مسجد أو زاوية وكذلك بيوت العلماء والفقهاء.
التمسك بالهوية
لقد شهدت إثيوبيا نهضة دينية كبيرة، شملت كل جوانب الحياة سواء المادية منها والروحية، تمثلت في بناء المساجد والاهتمام بالتعليم الإسلامي في جميع المدن والقرى المنتشرة في الأقاليم، وتزايد اهتمام مسلمي إثيوبيا بالجوانب التعبدية من خلال الالتزام بأداء الفرائض والعبادات، ومواظبة الناس على أداء الصلاة والصوم والقيام والإنفاق والمرابطة في المساجد وقراءة القرآن الكريم والتسابق إلى فعل الخيرات. ويرى المتأمل في أوضاع المسلمين في إثيوبيا حركة دعوية نشطة في السنوات الأخيرة في هذا البلد الإفريقي، ويرجع الإثيوبيون هذا الانفتاح الديني إلى محاولة الحكومة لإزالة التمييز الديني الذي مُورس خاصة ضد المسلمين منذ سنوات طويلة، ورد الاعتبار للمسلمين من خلال الاعتراف بالحريات الدينية دستوريا، وتوسيع صلاحية المجلس الأعلى لإدارة شؤون المسلمين في البلاد. ومن مظاهر الصحوة الإسلامية التمسك بالدين، والالتزام بتعاليم الإسلام، وأحكام الشريعة الغراء، وكثرة المساجد والمدارس الإسلامية، ويعد هذا التمسك بالقيم والآداب الإسلامية أكبر شاهد على عمق التدين والتمسك بالإسلام في المجتمع الإثيوبي المسلم. ويكون هذا التعمق الديني والتمسك بالقيم والمبادئ الإسلامية أقوى في الريف، حيث تتجلى مظاهر الترابط والتكافل الاجتماعي لدى سكان الأرياف، وتقوى أواصر المحبة والإخوة الإسلامية.
حدث فريد هذا العام - 2 مليون مسلم يؤدون الصلاة في استاد العاصمة وفي ساحة الحرية وسط العاصمة والتلفزيون المحلي ينقل الصلاة
لقد بدأت السنوات الأخيرة تشهد تزايد اهتمام وسائل الإعلام الرسمية بالمناسبات الدينية الإسلامية، حيث سجل لأول مرة قيام الإذاعتين المسموعة والمرئية والقناة الفضائية الإثيوبية بنقل وقائع صلاة العيد من إستاد أديس أبابا نقلا مباشرا، ومما يعكس هذه الإيجابيات التي بدأت تتحقق، الاهتمام الكبير هذا العام في إثيوبيا باحتفالات عيد الفطر، حيث أدى صلاة العيد قرابة المليوني مسلم في إستاد العاصمة وساحة الحرية في وسط المدينة، كونه جاء مع الانفتاح الديني وحلول ألفية ثالثة حسب التقويم الإثيوبي، حيث شكل الاحتفال بعيد الفطر هذا العام حدثا فريدا من نوعه، فلأول مرة في إثيوبيا، يكون الاحتفال بمناسبة دينية بهذا الحجم الذي يظهر هيبة الإسلام والمسلمين، حتى إن البعض رأى فيه دليلا قويا يؤكد قدرة المسلمين على تجاوز عقبات الحزبية والعرقية التي يحاول البعض الترويج لها
تحديات تواجه المسلمين
وبقدر ما يدعو ذلك إلى التفاؤل إلا أنه لا يلغي حقيقة التحديات التي تواجه مسلمي إثيوبيا مثل غيرهم من المسلمين، والتي تنقسم في طبيعتها إلى تحديات خارجية وأخرى داخلية، حيث لازال يواجه المسلمين بعض التحديات، منها الأُمّية وما يرتبط بها من جهل وفقر، وحتى انتشار العديد من الأمراض الوبائية التي تشكّل أكبر تحد يواجه المجتمع الإثيوبي
التحديات الداخلية
رغم التدين الكبير والالتزام بتعاليم الإسلام وأحكام الشريعة الغراء الذي يتصف بها المجتمع الإثيوبي المسلم، إلا انه مازال بحاجة إلى التعليم الديني لحماية الأجيال القادمة وبالتالي تحصين المستقبل، حيث تشكل الأمية والمعاناة الاقتصادية وانتشار الأوبئة والكوارث الطبيعية مثل الجفاف والتصحر والفيضانات أكبر التحديات الداخلية التي يواجهها المجتمع الإثيوبي المسلم. ومن التحديات التي تواجه المجتمع الإثيوبي المسلم قلة الكتب المدرسية وضعف الإمكانيات المادية، حيث تعتمد المدارس الإسلامية والمساجد على تبرعات المحسنين من الأثرياء المسلمين في إثيوبيا، وعلى المساعدات التي تقدمها بعض المؤسسات والمنظمات والجمعيات الإسلامية المحلية والعالمية، مثل جمعية الدعوة الإسلامية العالمية وغيرها.
التحديات الخارجية
كما يواجه المجتمع الإثيوبي المسلم الكثير من التحديات الخارجية مثل غيره من المجتمعات المسلمة، ومن بين هذه التحديات، الأفكار والتقاليد الغربية الوافدة إلى البلاد عبر القنوات الفضائية، والاستخدام السيئ لشبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" مثل قيام بعض الفرق المتأثرة بأفكار جماعات وفرق اسلامية ضالة ومنحرفة العقيدة غريبة عن الإسلام بمحاولة إيجاد موضع قدم لها في البلاد.
كما يعد العمل التنصيري الذي نشط في الفترة الأخيرة، من التحديات التي تواجهها الدعوة الإسلامية في إثيوبيا، خاصة في مجال التعليم حيث أسست مئات المدارس وعشرات الجامعات والكليات التنصيرية في البلاج.
حيث تقوم المراكز المسيحية والكنائس، بتنظيم حملات تنصيرية واسعة النطاق في إثيوبيا، مستغلة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف التي تحدث بين فينة واخرى وقد شكلت الكنائس الثلاث "لأرثوذكسية والبروتستانينية والكاثوليكية" الموجودة في إثيوبيا اتحادا كنسيا للعمل في حقل الإغاثة، مما ساهم في ظهور حركة تنصيرية قوية في إثيوبيا وخاصة في مناطق تواجد المسلمين، مثل اقاليم أورومو والعفر وهرر واوجادين وبني شنقول وجمبيلا،بالاضافة للمناطق الاسلامية في ضواحي واحياء العاصمة والمناطق القريبة منها وتجد المنظمات التنصيرية المحلية دعما كبيرا من الحكومات والمؤسسات المسيحية الغربية وعلى رأسها ألمانيا وإيطاليا وأمريكا
يتبـــــــــــــــــــع
|