عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-2010, 02:46   رقم المشاركة : ( 6 )

 http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/000.gif



 
لوني المفضل : #360000
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل : 28 - 9 - 2007
فترة الأقامة : 6377 يوم
أخر زيارة : 18-09-2023
المشاركات : 22,327 [ + ]
عدد النقاط : 11001
الدوله ~
الجنس ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عفراء غير متصل

افتراضي رد: الشاعر الاردني يوسف العظم ...




في ميدان الدعوة والتأليف :

والذين يعرفون الأستاذ العظم من قريب أو من بعيد لا يستطيعون التفريق بين جانبي شخصيته داعية وأديباً ، فهو ربيب الإسلام وقد ظهر ذلك جلياً في أعماله وأقواله جميعاً ، وقد رأينا في ما تقدم بعض إنتاجه في نطاق التربية والتوجيه ، ونستكمل الآن صورته الفكرية والأدبية من خلال آثاره الأخرى . ونبدأ بالشعر فهو في هذا الجانب المرهف الحس الذواقة الذي يستهويك بتصوراته وانفعالاته ، وبأسلوبه الذي يجمع في جرسه المنغوم بين الرقة والفخامة .. وقد استولت على قلبه مآسي أمته فكاد يقف شعره كله على تصويرها في زفرات لاذعة لا تستسلم لليأس بل تستثير الإيمان وتشحذ الهمم وتجسم الأمل ..


وقد أخرج حتى الآن ثلاث مجموعات من هذا الشعر هي في رحاب الأقصى) ويصفه بأنه ديوان من شعر الجهاد والاستشهاد ، و(رباعيات من فلسطين) و(السلام الهزيل) و(عرائس الضياء).

وهي جميعاً كسائر ما نشر وما ينشر له من الشعر، حمم يقذف بها القلب المؤمن ليحيل الضعف قوة واليأس رجاء ، فلا يتمالك القارئ المؤمن إلا أن يتفاعل معه في كل ما يدعو إليه ..

وبهذه الخصائص المنطلقة من الأعماق المصورة لأصدق المشاعر يقف الأستاذ العظم مع إخوانه شعراء الدعوة في الصف المميز بإزاء أولئك الضائعين ، الذين يتخذون من أدونيس ودنقل وأضرابهما من دعاة الإلحاد والتهديم ، مثلهم الأعلى في (الحداثة) و(المعاصرة) !.

ونمضي مع الأستاذ في استعراض آثاره الأخرى التي تمثل اتجاهاته الفكرية فيذكر من مؤلفاته هذه :

1 ـ الإيمان وأثره في نهضة الشعوب .

2 ـ الشهيد سيد قطب رائد الفكر الإسلامي المعاصر.

3 ـ رحلة الضياع للإعلام العربي المعاصر .

4 ـ المنهزمون .

5 ـ نحو منهاج إسلامي أمثل .

6 ـ الشعر والشعراء في الكتاب والسنة .

ويلاحظ من خلال هذه العناوين مدى الأبعاد التي تعالجها . فالناس على الرغم من ادعائهم الإيمان في أمس الحاجة إلى إعادة النظر في تقييمه ورصد آثاره في تغيير الواقع وتصحيح المسيرة البشرية ، والانفعال به في كل صغيرة وكبيرة ، والكلام عن شهيد الإسلام سيد قطب دخول في تاريخ الحركة الإسلامية وتجليتها ، ومواطن الاحتكاك بينها وبين التيارات المناوئة لها ، وما تتطلبه من تخطيط بصير وجهد مصمم على مواجهة العقبات ومصابرة الأحداث .

وكذلك الأمر بالنسبة إلى تخبط الإعلام العربي المعاصر، فهو كالقاطرة التي غفل سائقها فهي تضطرب في اندفاعها الضرير، منذرة بأوخم العواقب ، ما لم تثب قيادتها إلى الوعي الحكيم السليم .

وأما المنهزمون وما أكثرهم في مواجهة النكبات وفي أعقاب المصائب الكبيرة ، فهم دعاة الهزائم المتجددة تحت ستار الغيرة وباسم التصحيح ، وهم هم الذين يقول الله في أمثالهم [هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا] (الكهف 103 ـ 104).

وفي خامس هذه الكتب يلخص الأستاذ خبراته العلمية في موضوع التربية والتعليم بما يقارب الثمانين من الصفحات المتوسطة ، فلا يكاد يغفل جانباً من مقررات الدراسة في مختلف المراحل السابقة للمستوى الثانوي ، وهي المراحل الأكثر حساسية وتفاعلاً في حياة الإنسان .. ويقول في وصفه هذا العمل (إنه جاء متكاملاً نابعاً من روح الإسلام) ويقول كذلك (إن هذا المنهاج قد صادف قبولاً في عدد من ديار الإسلام الناطقة بالعربية كالكويت وقطر والمملكة العربية السعودية ومصر ولبنان ، وطالبت بتطبيقه عدة مدارس خاصة بالجاليات الإسلامية في الولايات المتحدة وكندا وألمانيا والدانمارك وغيرها ، وقامت بعض الجمعيات الإسلامية بترجمة أجزاء منه إلى لغات أخرى ، وتعمل بعض دور النشر الآن على ترجمة كتب السلسلة التربوية إلى الإنجليزية والفرنسية)..

وهو يرى أن تبني مثل هذا المنهاج في ديار العرب والإسلام أفضل منطلق لتثبيت معاني الوحدة التي (لا تزرع في ردهات وزارات الخارجية وقاعات المؤتمرات ، ولكن في حقول وزارات التربية والتعليم ومحاضنها).

ونظرة متكاملة إلى عنوان الكتاب السادس تكشف للقارئ رؤية المؤلف إلى الشعر الحق على أنه ـ بالنسبة للمسلم ـ رسالة يتشربها من منابع الكتاب والسنة ثم يؤديها روحاً نورانياً يحمل للقارئ المتعة والجمال والتفاعل المحلق بطاقاته نحو الأعلى .. فهو فن علوي متميز بصوره وأساليبه المنطبعة بروح البيان القرآني المتفرد .. وهكذا نرى في كل من هذه المؤلفات شخصية الأستاذ الثابتة أبداًَ على منهجه الذي لا يملك له تغييراً .. فهو المجاهد في غمرة الزحف لا يصرفه شيء عن هدفه الأعلى الذي هو إعلاء كلمة الله ، حتى في القصة الوحيدة التي ذكرها بين مؤلفاته لم يخرج عن المذهب الذي سلكه في سائر منشوراته . وفي عنوانها (أيها الإنسان) ما ينبئك بمضمونها الهادف للتذكير والتوجيه إلى أفضل ما خلق لأجله هذا الإنسان . وما أسرع ما تذكرنا هذه الصور بكلمة يحيى بن زكريا ـ عليه السلام ـ حين مر وهو حدث صغير بأتراب له يلعبون فدعوه لمشاركتهم فاعتذر وهو يقول : ما جئنا لنلهو ..

أجل إن المسلم في أتون الأحداث المعاصرة لا يجد متسعاً لغير العمل الجاد في خدمة الحق ، فلا تنتظر منه شاعراً أو كاتباً إلا ما نتوقعه من المؤمن الذي يحاسب نفسه قبل أن يحاسب ويزن عمله قبل أن يوزن عليه ..





  رد مع اقتباس