عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-2010, 02:45   رقم المشاركة : ( 5 )

 http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/000.gif



 
لوني المفضل : #360000
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل : 28 - 9 - 2007
فترة الأقامة : 6377 يوم
أخر زيارة : 18-09-2023
المشاركات : 22,327 [ + ]
عدد النقاط : 11001
الدوله ~
الجنس ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عفراء غير متصل

افتراضي رد: الشاعر الاردني يوسف العظم ...



جولات ومحاضرات :

ولقد كان لإنتاجه الفكري في نطاق الدعوة أثره لدى المهتمين بأمور التوجيه الإسلامي ، فامتد نشاطه إلى أبعد من الأردن وفلسطين ، إذ قام بزيارة العديد من الأقطار العربية والإسلامية بدعوة من مؤسساتها وهيئاتها الثقافية والفكرية ، حيث ألقى غير قليل من المحاضرات ثم زار الولايات المتحدة أكثر من مرة بدعوة من اتحاد الطلبة المسلمين ورابطة الشباب المسلم العربي ، وقصد إلى بعض الأقطار الأوروبية حيث اطلع على أنظمتها البرلمانية والتربوية .

وطبيعي أن يكون لهذه الزيارات مردودها الفكري إلى جانب خدمتها للدعوة . إذ تعمق من أفكار الأستاذ وتوسع تجاربه وخبراته في المجال الذي اختاره أو اختار له القدر الحكيم .


في غمار السياسة :

وغير قليل من العاملين في ميدان الدعوة الإسلامية ينأى بنفسه عن التطلع إلى الجانب السياسي من الحياة العامة ، فلا يفتأ يبرئها من أوضارها في كل مناسبة ، ليدفع عن نفسه تهم السفهاء الذين لا ينفكون ينبذون دعاة الإسلام بالسعي إلى مقاعد الحكم ، وكفى بتهم السفهاء عذراً لأولئك الدعاة في اعتزال العمل السياسي المباشر، ولاسيما بعد قيام الحكم الثوري في إيران وبروز أخطائه التي ألقيت كلها على مشجب الإسلام ، حتى أوهمت الناس أن الحكم الإسلامي لن يتجاوز هذه الدائرة التي يحبس حكام إيران الجدد أنفسهم وتصوراتهم في نطاقها ..

ولكن .. هل من حق هذه الأخطاء وتلك السفاهات أن تدفع أهل الحق إلى إغفاله حتى يقع في وهم الناس أنهم يقرؤون الفصل بين السياسة والدين ، كما يزعم بعض المغفلين ممن أخذوا بعلمانية الغرب دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن جذور الخلاف بين السياسة وقادة الفكر الغربيين وبين زعماء الكنيسة !.

والحق أن الإسلام الحق في أمس الحاجة إلى وصول أولي الوعي من أهله إلى سدة الحكم ، ليحققوا منهجه السليم في الحياة ، وليروا الجاهلين والمتجاهلين حقيقة النظام الإسلامي وفاعليته العظيمة في توجيه البشر إلى الأعلى والأسمى ، وإلى التي هي أقوم في كل شيء .. وسيظل كل كلام عن جمال الإسلام وعدالته وحضارته وسعادته ضرباً من الأحلام المثالية لا سبيل إلى وجودها خارج نطاق الكلام ، ما دام الإسلام نفسه معزولاً عن دائرة الحكم والحكام .

وقد أدرك أخونا الأستاذ العظم هذه الحقيقة فلم يتردد في خوض غمار السياسة نائباً عن محافظة معان خلال دورتين انتخابيتين ، ثم عضواً عاملاً في المجلس الذي يرسم سياسة وزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية .

وطبيعي أنه لم يدخل البرلمان الأردني عام 1963 ليزيد العدد أو ليعدد أياماً ليقبض راتباً ـ على قول الرصافي ـ بل ليمثل فكره الإسلامي في العرض والنقض ، ولذلك كان مع الذين حجبوا الثقة عن حكومة سمير الرفاعي فكان عملهم ذلك سبباً في إسقاط الحكومة وحل المجلس .. ولما عاد إلى النيابة في العام 1967 لم يجد في مناهج الحكومات الأردنية جديداً ينسجم مع تصوراته الإسلامية عن الحكم ، فاستمر على حجب الثقة عنها انسياقاً مع إيمانه الذي لا يقبل التردد أو المراوغة .. ولكن حجبه الثقة عن الحكومة لم يعزله عن الخدمة العامة في مهام المجلس فكان مقرراً للجنة التربية والتعليم ، وكان عضواً في لجنة الشئون الخارجية ، وكلا العملين مما يتفق مع أفكاره ويتسع فيه مجال العمل للتوجيه الذي يدعو إليه الإسلام .


ومما يجدر ذكره هنا موقفه بعد القرار الذي حل بموجبه مجلس النواب الأردني في العام 1974 تنفيذاً لتوجيهات قمة الرباط التي قضت بأن تكون منظمة التحرير هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني ، وبذلك انتهى عمل المجلس الذي كان نصف أعضائه من الفلسطينيين .. بيد أن مكافآت النواب لم تنقطع عنهم طوال المدة ما بين العامين 74 و 1984 ، إذ كان الواحد منهم يتلقى مائة وخمسين ديناراً بنهاية الشهر ، إلا واحداً فقط من أولئك السادة هو الأستاذ العظم ، فقد استثنى نفسه من هذا الراتب فاعتذر عن قبوله لأنه يرى أنه قد أصبح بعد حل المجلس من نوع الكسب غير المشروع ..

ثم شاء الله أن يعاد المجلس إلى مهامه مؤخراً ، فعاد الأستاذ إلى ممارسة واجبه في خدمة منطقته التي اختارته لتمثيلها ..

ولقد ألقى المترجم في مفتتح الدورة التي خصصت لدراسة منهج الوزارة الجديدة في جلسة الثقة بياناً ناقش فيه الأوضاع العامة ثم ختمه بالكلمة الصريحة التالية :


وبناء على تقدم :

ومن المنطلقات المشار إليها .. ولما يتمتع به دولة الرئيس الشاب من أخلاق عالية ونبل في الغاية ولمعرفتي الوثيقة بعدد من الأصدقاء الأعضاء في هذه الوزارة الموقرة وما يتمتعون به من سمعة حسنة ونزاهة في السلوك فإنني لا أملك إلا أن أدعو لهذه الوزارة بالتوفيق والسداد في القول والعمل .

غير أن المنهج الذي ألزمنا به والذي يقتضي تطبيق منهج الله وأحكام الشريعة الإسلامية السمحة ، تطبيقاً متكاملاً يتناول عقيدة الأمة ومنهاج حياتها ، وحرصاً منا على قيام حوار هادف بناء وتوفير جو معافى من أجواء الحرية ، وجرياً على عادتنا مع الحكومات المتعاقبة دون استثناء فإنني أحجب الثقة عن الحكومة حجباً نابعاً من الالتزام قائماً على الاحترام بعيداً كل البعد عن روح العداوة والخصام .

والله أسأل أن يهب للحسين من وعي البصيرة ووضوح الرؤية وصدق العزم ما يباعد بينه وبين العثرات ويلهمه الصواب والحق ويرزقه اتباعه ، وأن يحول بينه وبين الباطل ويرزقه اجتنابه ، وأن يوفق هذه الحكومة لمزيد من صفاء النوايا وحسن التخطيط وصالح العمل .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..).

وهكذا نرى استمراره على حجب الثقة عن كل الحكومات التي مارس مهمته النيابية في عهدها ، ونعلم أنه لم يفعل ذلك انحيازاً لعصبية عمية جاهلية ، ولا إنكاراً لكفاية في أشخاص الوزارة ، وفيهم أصدقاء له يقدرهم ويعترف بفضلهم ، ولكنه الالتزام الذي قطعه على نفسه ، وهو ألا يمنح تأييده إلا لنظام الإسلام وللحاكمين به .


  رد مع اقتباس