10-05-2010, 20:45
|
رقم المشاركة : ( 11 )
|
لوني المفضل :
#360000
|
رقم العضوية :
2
|
تاريخ التسجيل :
28 - 9 - 2007
|
فترة الأقامة :
6413 يوم
|
أخر زيارة :
18-09-2023
|
المشاركات :
22,199 [
+ ]
|
عدد النقاط :
11001 |
الدوله ~
|
الجنس ~
|
|
|
رد: المنطق واللا منطق
المنطق واللامنطق!
إذا سُئِل أيّ عاقل: هل تعتقد أنّ تدخين السجائر ضارّ أم مفيد؟
فلا شكّ أنّه سيُجيب، ودون تأنّ بأنّه «ضارّ».
بل وإذا طُرح نفس السؤال على أيّ عاقل (مدخّن)، فلا ريب أنّه سيُجيب بنفس الإجابة، وهو أنّ التدخين ضارّ، دون شكّ.
لكن المشكلة هي أنّه عندما يُسئَل ذلك العاقل (المدخّن): إذن، فلمَ تدخّن؟ فإنّه لن يرى في جعبته ما يفيد أن يكون جواباً على هذا السؤال. فهو إمّا أن يحرّك كتفيه إشارة إلى عدم وجود أيّ جواب لديه على السؤال، أو أن يُجيب بإجابات لا تشفي غليل السائل، ولا هي تعبّر عن واقع المدخّن في نفس الوقت؛ كأن يقول مثلاً: إنّها عادة، تعوّدتُ عليها ولا أستطيع مفارقتها. أو أن يقول: لا أستطيع تركها فهي من لوازم أفعالي وأعمالي وتصرّفاتي. وتجد آخر يقول منتفضاً ومُدافعاً، يروم إسكات السائل، والإنتقام منه لأنّه يرى في سؤاله ما يخدش حياءه ويمتهن كرامته، ويقصد بسؤاله ذاك إحراجه – خصوصاً إذا ما كان السؤال مطروحاً أمام جمع من الناس، مهما كانت درجة قرابتهم أو صلتهم بالمدخّن؛ فيقول: بل إنّ التدخين مفيد، وأنا شخصياً لم أجد فيه ما يضرّ، كما قد يشتبه البعض فيعتقدون بضرره. ثم سيحاول تغيير مجرى الحديث وتحويله إلى نوع أو نمط آخر غير الخوض في التدخين ومساوئه ومنافعه، وذلك إمّا بأن يأتي بدعابة تسخر من السائل أو من السؤال، أو أن يكون التغيير والتحويل صارماً وشديداً، كأن ينبّه المدخنُ السائلَ إلى أنّ سؤاله لم يكن في محله، ثم يحذره من تكرار ذلك – هذا إذا كان المدخن يمتلك وضعاً اجتماعياً مرموقاً، أو يملك زمام أمور السائل بشكل أو بآخر!
لكن في غير هذه الأحوال، فلا مفرّ للمدخّن المسؤول إلا أن يبتلع «الموسى» كما يقولون، ويسكت مُعلناً فشله في الجواب، أو تجنّبه لتداعيات الموقف، وأوّلها الإحراج الذي قد يصبح مرضاً أو علّة مزمنة في داخله!
ومهما يكن من أمر، فإنّ سكوته هذا لن يكون مقبولاً لدى أبناء عادته من المدخّنين الآخرين.
شيمـــــــــــــــاء
|
|
|
|