رد: يانفسي صبرا ....
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين .
ما إن تجلس مجموعة مع بعضها ويتطرقون للحديث عن الروحانيات , حتى يبدأ كل واحد يشكوا من الجفاف الروحي وقساوة القلب .
لكن ياترى ماهي الأسباب ؟
كيف نعرف أن الواحد منا إيمانه ضعيف ؟
هذا ما سنتطرق له في هذه السلسلة عبر النقاط التالية :
أولا - مقدمة .
ثانيا - قواعد ومنطلقات قبل الحديث عن ضعف الإيمان .
ثالثا - المظاهر التي تدل على ضعف الإيمان والفتور .
رابعا - أسباب ضعف الإيمان والتي تتعلق بالتقصير بالعلاقة مع الله تعالى .
خامسا - أسباب ضعف الإيمان والتي تتعلق بالقلب والذات .
سادسا - تجديد الإيمان .
سابعا - خطوات عملية لصناعة وإنتاج الإيمان .
-------------------------
أولا - مقدمة :
ظاهرة الجفاف الروحي يشكوا منها الجميع , فواحد يشكوا من عدم الشعور بلذة العبادة , وثاني يقول لا أتفاعل عند تلاوة كتاب الله تعالى , وثالث يقول أنا ضعيف أمام وساوس الشيطان , إلى غير ذلك مما يشكوا منه كثير من المؤمنين .
ومما لاشك فيه أن ذلك ثغرة ينفذ من خلالها الشيطان لينفث سمومه , حيث لايجد أمامه حصون منيعة وقوية فيطلق أسلحته , فيستخدم مع كل شخص سلاح يتناسب مع مدى ونوع الضعف الذي يعاني منه هذا الشخص .
لكن شعور الإنسان بهذا الضعف إنما هو صحوة ورغبة في البحث عن العلاج , لإعادة بناء الحصون لمواجهة كل ما يضعف الإيمان .
وهذا ما سنتناوله في هذه السلسلة بإذن الله تعالى .
ثانيا - قواعد ومنطلقات قبل الحديث عن ضعف الإيمان :
1-كل العباد باستثناء المعصومين معرضين لضعف الإيمان والفتور.
ويؤكد ذلك الحديث ( روى الترمذي وابن ماجة والدارمي والحاكم وصححه . قال صلى الله عليه وسلم : كل ابن آدم خطأء , وخير الخطائين التوابون ).
فكل إنسان معرض للوقوع في المعاصي وبقدرها يكون الفتور وضعف الإيمان , ولكن في المقابل أرشدنا الله تعالى لطريق الخلاص فقال تعالى ( إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ).
ومهما بلغت ذنوب العبد فالله تعالى ترك باب التوبة مفتوحا , بل من يستنكف عن التوبة فيأتي الله بمن يذنب فيستغفر .
( روى مسلم . قال صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده , لو لم تذنبوا , لذهب الله بكم , ولجاء بقوم , يذنبون فيستغفرون الله , فيغفر لهم ).
2- مهما ثبت القلب , فهو معرض للتقلب والنفس معرضة للفتور .
وهذا يتطلب باستمرار تعهد الإيمان وتجديده وتقويته .
( روى الإمام أحمد .قال صلى الله عليه وسلم . إنما سمي القلب من تقلبه , إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهرا لبطن ).
3- الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ).
4- بقاء القلب واستمراره على درجة عالية من الإيمان أمر مستحيل .
فالقلب بين ساعة وساعة .
( روى مسلم . عن حنظلة الأسدي , قال : لقيني أبو بكر , فقال : كيف أنت ياحنظلة ؟ قال قلت : نافق حنظلة , قال : سبحان الله , ماتقول : قال قلت : نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة , حتى كأنا رأي عين , فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا , قال أبو بكر : فوالله إنا لنلقى مثل هذا , فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم , قلت : نافق حنظلة يارسول الله , فقال صلى الله عليه وسلم : وما ذاك ؟قلت : يارسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين , فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ماتكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم , ولكن ياحنظلة , ساعة وساعة , ثلاث مرات ).
5- الله تعالى يفرح فرحا شديدا بتوبة العبد .
( روى البخاري , ففي الحديث القدسي : يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي , وأنا معه إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرمنهم , وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا , وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا, وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ).
6- كل مايصيبنا هو بسبب تقصيرنا وارتكابنا للذنوب والمعاصي .
( أولما أصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شئ قدير ).
وقال تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ).
وقال ايضا ( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا ).
7- العاقل لاتوقفه الذنوب عن التوبة والرجوع لله تعالى .
فلو توقف البعد عند المعصية ولم يتب ويرجع فإن ذلك يزيد من قسوة القلب وضعف الإيمان .
يقول الله تعالى ( لكيلا تأسو على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لايحب كل مختال فخور ).
8- للذنوب والمعاصي آثار تحجب القلب عن الروحانيات .
9- الإنسان في الحياة أمامه طريقين لاثالث لهما , إما طريق الإيمان والإنتماء للإسلام قولا وعملا , أو طريق الضلال والإنحراف .
عزيزتي عفراء كل والاحترام لكي لما قدمتي من طرح رائع وجزاك الله خيرا .
|