نوادي الروتاري ، هذه الجمعية الماسونية اليهودية ، تضم رجال الأعمال و الأعمال الحرة ، تتظاهر بالعمل الخيري و الإنساني من أجل تحسين العلاقات بين البشر ، و تشجيع المستويات الأخلاقية السامية في الحياة المهنية و تعزيز النية الصادقة و السلام في العالم ، و كلمة روتاري كلمة إنجليزية معناها : الأعضاء بالتناوب ، و لا زالت الرئاسة بالفعل تدور بين الأعضاء بالتناوب إلى الآن
و اختارت نوادي الروتري لها علامة يهودية مميزة و هي العجلة المسننة على شكل ترس ذا 24 سن باللونين الذهبي و الأزرق ، و داخل محيط العجلة تتحد 6 نقاط ذهبية و ذكرنا قبلا أخي الحبيب أن اللونين الذهبي و الأزرق هما من ألوان اليهود المقدسة التي يزينون بها أسقف مراكزهم و قداسهم و هياكلهم و حتى المحافل الماسونية ، و هما اليوم لونا علم السوق الأوروبية المشتركة ، أما التأسيس و أشهر الشخصيات ففي شهر فبراير عام 1950 للميلاد ، أسس المحامي بول هاريس أول نادي للروتاري بمدينة شيغاكو ، و يعتبر سيليفر و هو تاجر فحم و غوستاف إيهلوهر و هو مهندس معادن ، بالإضافة إلى بول هاريس المحامي أوائل مؤسسي الحركة الروتارية اليهودية ، وواضعي الأسس الفكرية لها بعد اجتماعات متعددة ، و قد عقد اجتماعهم الأول في نفس المكان الذي بني عليه فيما بعد مقر نادي الروتاري اليهودي و الذي يحمل اسم شيغاكو 177 ، و بعد 3 سنوات انظم إليه رجل يدعى شيرلي ليفري الذي وسع الحركة بسرعة هائلة و ظل سكرتيرا لها إلى أن استقال منها في عام 1944 لميلاد المسيح عليه الصلاة و السلام ، و توفي بول هاريس المؤسس الأول في عام 1947 للميلاد بعد أن انتشرت أندية الروتاري اليهودية في أكثر من 80 دولة ، و أصبح لها 6800 نادي يظم أكثر من 327000 عضو في جميع أنحاء العالم
و من المعلوم أن مصر و فلسطين هما الدولتان الأوليان في العالم العربي و الإسلامي التان ضمتا في أراضيها أندية للروتاري و ذلك في عام 1929 للميلاد ، فبلغ عدد هذه النوادي في مصر أكثر من 20 ناديا و في أرض فلسطين أكثر من 40 ، و في الثلاثينات تم إنشاء أندية للروتاري في الجزائر العاصمة و مراكش في المغرب الأقصى برعاية الإستعمار الفرنسي آنذاك ، و من الشخصيات المشهورة في نوادي الروتاري اليهودية المدعو : يعقوب بارزيف ، و هو رئيس نادي الروتاري في دولة اليود على أرض فلسطين في عام 1974 للميلاد .
أما عن أفكار و معتقدات نوادي الروتاري فلا يختلف في شيء كثير مع الجمعيات الماسونية ، فهو أيضا يدعو إلى عدم اعتبار الدين مسألة ذات قيمة ، لا في اختيار العضو و لا في العلاقة بين الأعضاء ، و لا يوجد أي اعتبار لمسألة الوطن ، و تزعم نوادي الروتاري أنها لا تشتغل بالمسائل الدينية أو السياسية ، و ليس له أن يبدي رأيا في أي مسألة عامة ، و تلقن نوادي الروتاري أعضاءها بقائمة من الأديان معترف بها على قدم المساواة حسب الترتيب الأبجدي ، مثل البوذية و النصرانية و الخنفوشوسية ، و الهندوسية و اليهودية و المحمدية ، و التي يقصدون بها دين الإسلام قبحهم الله ، وفي آخر القائمة تأتي ديانة الطاويزم و هي الطاوية ، كما تقوم أندية الروتاري بإسقاط عامل الدين لتوفير الحماية لليهود ، و لتسهيل تغلغلهم في الأندية اليومية الدنيوية للبلدان التي تقوم فيها هذه النوادي ، و هذا يستلزم وجود يهودي واحد او اثنين على الأقل في كل نادي ، و لأعضاء نوادي الروتاري اجتماع اسبوعي في كل دولة ، و على العضو تحقيق 60 في المائة من الحضور سنويا على الأقل ، أما باب العضوية كما أسلفنا فهو غير مفتوح لكل الناس ، و على الشخص الذي يرغب في الإنضمام انتظار دعوة النادي له على أساس مبدأ الإختيار المطبق في نوادي الروتاري ، و التصويت يقوم على أساس المهنة الرئيسية ، و تصنيفهم يضم 77 مهنة ، و يحافظون على مستوى أعمار الأعضاء ، و يعملون على تغذية المنظمة بدماء جديدة ، و ذلك بجلب أعضاء جدد في مقتبل العمر
و قد أجرى تشارلز ماركن الذي كان عضوا لمدة 3 سنوات في إحدى نوادي الروتاري دراسة و خرج بهذه النتائج :
أولا : من بين كل 421 عضوا ينتمون للروتاري ينتمي 159 عضوا منهم للماسونية العالمية
ثانيا : نوادي الروتاري تحصل على شعبية كبيرة و يقوى نشاطها حينما تضعف نوادي الماسونية العالمية في بلاد ما ، و ذلك لأن الماسون ينقلون نشاطاتهم إليها حتى تزول فترة الضعف تلك فيعودون إلى سابق عهدهم .
بدأت أندية الروتاري بالإنتشار في أمريكا في عام 1950 للميلاد ، و انتقلت بعد ذلك إلى بريطانيا و عدد من الدول العربية ، وفروعها الرئيسية تنتشر في مدن لندن و زيورخ و باريس ، و ترتب الرئاسة الروتارية في أي مدينة على حدة ارتباطا مباشرا بالمركز العام ، و على العموم انتشرت و غطت أندية الروتاري 157 دولة في العالم إلى الآن ، و لهذه المنظمة في دولة اليهود على أرض فلسطين وحدها أكثر من 40 فرعا متفرقة ، و تبلغ نواديها في المغرب 13 ناديا متفرقة على عدد من المدن الكبرى