و تقول سنية قاسم بشير ما لفظه :
قتل زوجي و ابني في المجزرة ، و كانت أفظع المشاهد التي شاهدتها ، كان منظر جارتنا الجاجة منيرة عمر ، فقد قتلوها من بعد ما ذبحوا طفلها الرضيع أمام عينيها و عمره أربعة شهور
و تروي ممرضة أمريكية تدعى جيلدور عن شاهد عيان قوله :
قام اليهود باعتقال الأطفال و ذبحوهم ذبح الشياه في مخيمي صبرا و شاتيلا ، و صفوا الناس في الملعب الرياضي و شكلوا فرقا لإعدامهم
و يقول علي خليل عفانا و الذي كان طفلا في الثامنة من عمره آنذاك ما نصه :
كانت الساعة الحادية عشر و النصف ، سمعنا صوت انفجار كبير تلا صوت امرأة تصرخ و تبكي ، اقتحموا منزلنا ، و اندفعوا كالذئاب يفتشون الغرف ، صاحت أمي تستنجد فأمطروها بالرصاص ، مد أبي يده يبحث عن شيء يدافع به عن نفسه ، لكن رصاصهم كان أسرع ، لم أقو على الصراخ ، فانهالوا علي طعنا بالسكاكين ، لا أدري ما الذي جرى بعد ذلك ، لكني وجدت نفسي في المستشفى ملفوف ارأس و الساقين ، قال لي رفيق لي في المدرسة ، كان في زيارة أمه في المستشفى ، أن بيتنا تحول إلى أنقاض ، جاءت خالتي أمس لزيارتي فسألتها عن أفراد عائلتي ، لكنها لم تجب ، لقد ماتوا جميعا ، أنا أعرف ذلك ، و انسابت الدموع على خدي
و تروي إمرأة ما جرى في المخيم فتقول :
كنا و زوجي و طفلي نستعد للنوم بعدما انتهينا من ترتيب الأغراض التي خربها القصف اليهودي ، و كنا نعيش حالة من الأمن لأنه كان في ظني أن الجيش اللبناني يطوق المخيم ، لكننا تفاجأنا بعشرات الجنود يدخلون علينا و يطلقون النار ، حاونا الهرب ، لكنهم استوقفونا ، و دفعوا زوجي و أبي و أخي و أداروا ظهورهم إلى الحائط و أجبروهم على رفع أيديهم ، ثم أمطروهم بوابل من الرصاص فسقطوا قتلى ، و لما صرخنا أنا و أمي ، شدونا من شعورنا باتجاه حفرة عميقة أحدثها صاروخ إسرائيلي ، لكن أوامرا صدرت لهم بالحضور إلى مكان آخر فتركونا دون أن يطلقوا علينا النار ، ثم هربنا

و تروي امرأة أخرى أن اليهود دخلوا عليها في بيتها ، و انهالوا على زوجها بالفأس و شقوا رأسه قسمين ، فلما صرخت أوثقوني بحبل كان بحوزتهم ، رموني أرضا و تناوب 3 منهم على اغتصابي ، و تركوني في حالة غيبوة ، لم أستفق إلا في سيارة الدفاع المدني ، و كان بعض رجال الميليشيات يسحقون الفلسطينيين بالسيارات العسكرية ، و كانوا يرسمون الصليب على جثث القتلى ، و قد قام مصور تلفاز دنمركي يدعى بيتر ستون ، بتصوير العديد من الشاحنات المحملة بالنساء و الأطفال و المسنين متجهين إلى جهة مجهولة
و في صبرا و شاتيلا ، تم قتل الناس دون تمييز ، كما تم اغتصاب عدد كبير من النساء ، وكان العديد من النساء رفعن الأعلام البيضاء كناية على الإستسلام غير أنهن كن من أول الضحايا ، بما في ذلك أكثر من 50 امرأة ذهبن للتعبير عن الإستسلام ، و الإخبار أنه لا يوجد مسلحون بالمخيم ، فقتلوهن جميعا ، أما مستشفى عكا ، فقد قتل جميع الأطباء و المرضى فيه ، و كانت فيه ممرضة فلسطينية عمرها 19 عاما ، تم اغتصابها أكثر من 10 مرات ثم قتلت و عثر على جثتها بعد ذلك مشوهة ، و قتل اليهود العديد من المرضى و الجرحى ، و بعض العاملين و السكان الذين لجؤوا إلى المستشفى ، ثم أجبروا 40 مريضا على الصعود في الشاحنات ، و لم يعثر على أي منهم فيما بعد ، و خلال المذبحة قتل اليهود ، الطبيب علي عثمان و الطبيبة سامية الخطيب داخل المستشفى بتهشيم رأسها بالرصاص ، و بعد المجزرة ، قامت آلات الحرب اليهودية بحفر المقابر الجماعية في منتصف النهار في جنوب شاتيلا ، كما و هدموا العديد من المنازل ، و يجدر الإشارة إلى أن المذبحة وقعت متزامنة مع احتفال اليهود بالسنة العبرية الجديدة ، و يروي مراسل جريدة التايم الأمريكية بعد دخوله المخيمات ما رآه قائل :
لم يكن هناك سوى أكوام الخراب و الجثث ، حيث الجثث مكومة فوق بعضها من النساء و الأطفال و الشيوخ و الرجال ، بعضهم قد أصاب الرصاص رأسه ، و بعضهم أيديهم مربوطة إلى الخلف ، و بعضهم أيديهم مربوطة إلى أرجلهم ، بعض أجزاء الرؤوس قد تطايرت ، جثة امرأة تضم طفلها إلى صدرها ، و قد قتلتهما رصاصة واحدة
و في تقرير لمراسل الواشنطن بوسط يقول فيه ما نصه :
بيوت بكاملها هدمتها البولدوزرات اليهودية و حولتها إلى ركام ، جثث مكدسة فوق بعضها أشبه بالدمى ، و فوق الجثث تشير الثقوب التي تظهر في الجدران إلى أنهم أعدموا رميا بالرصاص في شارع مسدود ، هناك عثرنا على فتاتين ، الأولى عمرها حوالي 11 عاما و الثانية بضعة أشهر
و يقول حسين رعد ما لفظه :