الاباء يأكلون الحصرم والإبناء يضرسون
سحنهم لا تخبرك بشيئ , ملا بسهم الرثة ولكنتهم كذلك , أشيائهم الصغيرة والبسيطة التي يحملونها من سوقهم الأسبوعي لن تخبرك بشيئ أخر غير أنهم في قعر الحياة , يسكنون بؤر الهامش و يستظلون بشمس الحاجة والمسغبة , في الليل يتأملون بدر ومحاق وقمر الجهل والسذاجة , يبدون سعداء .. هذا ما يقوله لسانهم , لكن سحنهم ليست لسعداء أبدا ولا ملا بسهم , ربما هم حقا سعداء, لكن ما هي حدود سعادتهم التي يتيهون بها ؟؟؟.
من مقعده في المقهى يتأمل القطة الحبلى ، وهي تنقض على عصفور صغير، تتسلى بتعذيبه ، وهو يتعثر فوق الرصيف .. يحول نظراته هازئا إلى امرأة تتفحص أكياس القمامة ، وهي تدفع عربتها .. يخترق المشهد صبي برفقة المرأة ، يطارد القطة ، تحمل القطة العصفور ، تعبر الشارع ، يفلت العصفور من بين أسنانها ، مرقت سيارة ، فدوت في الأجواء صرخة قوية …
الله يفرجها عليهم وعلينا من الفقر والجوع والحرمان....................... حسبي الله ونعم الوكيل