07-04-2010, 13:27
|
رقم المشاركة : ( 3 )
|
لوني المفضل :
#360000
|
رقم العضوية :
2
|
تاريخ التسجيل :
28 - 9 - 2007
|
فترة الأقامة :
6396 يوم
|
أخر زيارة :
18-09-2023
|
المشاركات :
22,199 [
+ ]
|
عدد النقاط :
11001 |
الدوله ~
|
الجنس ~
|
|
|
رد: كم بهذه الألسنة نزفت دماء..
لنقل خيراً أو لنصمت
عندما نتأمل معظم المشكلات الشخصية والأسرية ومع الجيران أو زملاء العمل سنجد أسبابها تعود غالباً إلى الكلام بما يسيء أو في غير موضعه، فيحدث الشقاق والاتهامات المتبادلة ويتصعد ذلك إلى انقسامات خطيرة قد تؤدي بالأسرة إلى التفكك والانفاصل، حتى على مستوى المجتمع والمستوى الفكري فإننا نرى لغطاً وجدالاً هو من آثام اللسان وعدم حفظه من الأفكار الهدامة والألفاظ الجارحة التي نسمع عن انتشارها في الإنترنت وحتى في برامج بعض القنوات الفضائية مما يقسم الشعب الواحد والأمة الواحدة. وهذا لأن البعض لا يحسن الحوار والجدال بالتي هي أحسن والصمت حين يفيد والكلام حين يكون غير مسيء.
إننا بكل أسف نلاحظ كثرة اللغط وتبادل الغيبة ومجالس النميمة وسوء الظن والخوض في أعراض عباد الله، مع أن الله تعالى نهى عن ذلك: ?أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه?، وقد أمرنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: ?من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت?، وقديماً قالوا: (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب)، والصمت هنا لا يعني الكف عن الكلام وإنما الكف عن مآخذ الكلام وما يؤدي إليه، وأن يكون الصمت مقروناً بذكر الله وتسبيحه وإشغال القلب وتعطيل الجوارح به وليس الصمت المطبق الذي يوقف التفكير والعقل ويترك فرصة لشحن النفوس والغضب أو الاكتئاب والوحدة. لم نسمع عن حكمة الكلام إلا أن يكون طيباً (الكلمة الطيبة صدقة)، وقد قال عز من قائل: ?أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء?. إن معظم الخلافات والخصام والشقاق والضغائن إنما هي من اللسان وفلتاته وانفلاته من عقاله، وعندما ينطق بالباطل ولا ينطق بالحق، وعندما يفتح باباً للضلال وشهادة الزور والتطاول والسباب واللعن وقذف الناس بالباطل وتشويه سمعتهم وأعراضهم والتشكيك في ذممهم وتفسير نواياهم. ترى ماذا لو اغتبت أحداً وخضت في عرضه وسببته وقلت عنه ما لا يحب أن يسمعه، وكان السامع لك يسجل عليك ما قلت بمسجل ثم قال لك سأخبر فلاناً بما قلته عنه والشريط شاهد، فماذا سيكون رد فعلك؟ أكيد أنك ستشعر بالخجل والندم وخشية أن يغضب صديقك الذي اغتبته، فما بالك عندما تغضب الله بالغيبة والنميمة ويلفظ لسانك مساوئ الناس وتنسى مساوئ نفسك، ألا تخشاه سبحانه؟.. وكيف يا أخي وأختي وابني وابنتي وكيف بنا جميعاً عندما يحدث منا ذلك والله شاهد على ما نقول وهو العليم الخبير، فأين نحن إذن من قول الحق تبارك وتعالى: ?مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ?. إن الحصاد الذي يصاحب الإنسان بعد مماته هي أعماله وأقواله، وهي شاهدة له أو عليه بعد كل ما فعل وقال في الدنيا الفانية، فما يزرعه كل منا سيحصده خيراً أو شراً، فلماذا لا يكون الحصاد والميزان ثقيلاً بالخير وبما يدخلنا الجنة بعد رحمة الله وعفوه، ولا يكون ثقيلاً بالقيل والقال وآثام اللسان بما يفرق بين المرء وأخيه والزوج وزوجته والجار وجاره والأبناء ووالدهم وآثام اللسان مع المستضعفين ممن يعملون في بيوتنا وأعمالنا، وقد كان حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الخلق وأحسنهم لأهله، ولجاره، وعطوفاً ورحيماً بخادمه ومولاه زيد بن حارثة، فلم يقل له أفاً قط، ولم يعبس في وجهه، وكان صلى الله عليه وسلم يخفف عنه، فكيف بالبعض يكون عبوساً مع أهله وهاشاً وباشاً مع صحبه، ولا يتعامل مع خدمه إلا بالأوامر والغلظة والتحقير وعدم الرحمة بهم، ويستهين بالفقراء والمستضعفين بينما يبدي المجاملة والابتسامات والتودد للأغنياء والمستكبرين بجاههم وأموالهم، وبعض أغنياء المال يجدون في النفاق والثراء صدى في نفوسهم فيزداد تكبراً وترفعاً عن الضعفاء ولو كانوا من أرحامهم، ولم يكن مجتمعنا هكذا.
جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (دلني على عمل يدخلني الجنة) قال: (أطعم الجائع، واسق الظمآن، وأمر بالمعروف، وأنه عن المنكر، فإن لم تطق فكف لسانك إلا من خير). وقال عطاء بن أبي رباح - رحمه الله -: (فضول الكلام: ما عدا تلاوة القرآن، والقول بالسنة عند الحاجة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن تنطق في أمر لابد لك منه في معيشتك، أما يستحي أحدكم لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره أن يرى أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه، ثم تلا قوله تعالى: ?وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ?.
وقد قال الشاعر:
يموت الفتى من عثرة بلسانه
وليس يموت المرء من عثرة الرجل
سأل رجل عمر بن عبد العزيز قائلاً: متى أتكلم؟ فقال له الخليفة: متى اشتهيت أن تصمت؟ قال الرجل: فمتى أصمت؟ قال عمر: إذا اشتهيت أن تتكلم.
ومن أجمل ما قيل أيضاً في الصمت:
قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: (إذا تم العقل نقص الكلام)، وقال: (بكثرة الصمت تكون الهيبة).
وقال عمرو بن العاص: (الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع وإن أكثرت منه قتل).
وقال لقمان لولده: (يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك).
وللإمام الشافعي: (إذا أراد أحدكم الكلام فعليه أن يفكر في كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم، وإن شك لم يتكلم حتى تظهر). قولوا كلمة طيبة لوالديكم ولإخوانكم ولزوجاتكم وأزواجكم ولجيرانكم ولصغاركم وخدمكم تفوزوا في الدارين. وغير ذلك أذكر نفسي وإياكم بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم). حكمة: لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه. جرح اللسان أقوى من جرح الأبدان.
الأصدقاء جواهر نادرة، هم من يبهجونك ويساندوك.
هم جاهزون لسماعك في أي وقت تحتاجهم.
هم بجانبك فاتحين قلوبهم لك.
لذا أرهم مدى حبك لهم.
(( الشيء الجيد في الصداقة هو معرفة من الذي يمكن أن تستودعه سرك ويقوم بنصحك )).
إذا استلمت مثل هذه الرسالة فهذا لأن هناك من يهتم بك، وأنت أيضا تهتم بالآخرين من حولك.
على أية حال سواء كنت معتقدا بضرورة هذا أم لا، اقرأ الكلمات التالية وتأملها فربما تكون مفيدة لك في حياتك:
أعط الناس أكثر مما يتوقعونه منك.
لا تعاقب أو تصدر حكما على الآخرين وفقا لما تسمعه عنهم فقط .
اذا سألك أحدهم سؤالا لا ترغب في اجابته
ابتسم واسأله : لماذا ترغب في معرفه الإجابة؟
تذكر دائما، الطريق الى النجاح الكبير يتضمنه مخاطر كبيرة.
عندما تخسر لا بد أن تستفيد من خسارتك.
احترم نفسك
احترم الآخرين
احترم تصرفانك وكن مسئولا عنها.
|
|
|
|