أبو القاسم الشابي, شاعر جدير بأن يُقرأ, ولا غَناء لمكتبة متذوق عن ديوانه؛ إنه يأخذك بخفة إلى عوالمه “الرومنتيكية” المسحورة, ويمر الوقت, وتمضي الرحلة بك إلى نهايتها, ويغادر الحلم, ولكن حواسك لا تستفيق من تلّذذ تلك النكهة التي اقتحمت وجدانك, وأنت معذور؛ فشعره الذي وإن كان يُغْرِب أحيانا في اللفظ أو لا يبالي بوطء (من الإيطاء) القافية إلا أنه بما يتضمنه من حيوية الصورة وتوهج العاطفة … قادر على أن يحدث في نفسك ما يتجاوز ذلك التأثير.
إليك الفضاء ، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر
فميدي كما شئتِ فوق الحقول بِحلو الثمار وغـض الزهـر
وناجي النسيم وناجي الغيـوم وناجي النجوم وناجي القمـر
وناجـي الحيـاة وأشواقـها وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
وشف الدجى عن جمال عميقٍ يشب الخيـال ويذكي الفكر
ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر
وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر
وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر
وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر
وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ
أخ عبدالكريم أحمد الخلايلـــه
احتيار جدا رائع .. تسلم وبارك الله فيك وجزاك كل الخير
الف الف شكر لشخصك الكريم