بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اربعين يوما على رحيل النور والضياء
ان من اصعب الامور على المرء فقدان الاعزاء الاوفياء
الذين يخطفهم من بيننا الموت في صمته المعهود
وجبروته الذي لا يستطيع احد ان يرده او يصده او يوقفه
«فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون» صدق الله العظيم.
لقد مضى اربعون يوما على فراقك لنا بعد حياة حافلة كلها عطاء
فما اروع ان يكون الانسان معلما مخلصا ينير درب الحياة امام
الاجيال جيلا بعد جيل وكأني بك وبكل المعلمين المخلصين من امثالك
كالشموع التي تذوب تحت وطأة الحرارة التي تبعث
الدفء والنور والضياء لكل من يراها ويتعامل معها لتنير لهذه الاجيال دروب الحياة
المليئة بالالام والامال والمليئة بمفاجئات الزمن الذي لا يرحم.
لقد توقفت هذه الشمعه الصادقه التي ما انارت يوما الا بالحكمة والتفاني

وحب الوطن وتقديسه بعد الله سبحانه وتعالى وكأني اسمع همسك وانت تقولي
«منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى» صدق الله العظيم.
على الرغم من ان الموت قد غيب جسدك عنا فما زالت روحك الطاهرة
المليئة بالحب والوطنية وحب الناس جميعا ومقالاتك البليغة في الصدى
تبعث فينا الامل من خلال عصامية قل مثيلها لتزداد علما على علم
ولتفيض بنبضك على بناتك من الطلبات والراغبات في العلم ليزدادن
«نورا على نور يهدي الله لنوره من يشاء».
ورحم الله الشاعر الذي يقول:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
وفي الختام لا يسعنا الا ان نتقبل مشيئة الله الذي يقول في محكم التنزيل وهو اصدق القائلين:
«يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي»
السلام عليك ايتها النور والضياء وعلى الأرواح التي حلت بفناءك
عليكم مني جميعا سلام الله أبدا مابقيت وبقي الليل و النهار
رحمك: الله ياايتها النور والضياء وتغمدك بواسع رحمته واسكنك فسيح جناته انه سميع قريب مجيب.