قهوة قلبك خطيئة شفاه غجرية
همسة ارتشاف //
خلعت شال الحنين المنسدل على كتفي ، توضأت بعطر الصمت ، و قرأت تعاويذ الإحتياج بهديل مبحوح ، فتمزق من على جسدي قميص وطن بعيد .. فتعرت أنوثتي إلا من وشم عزيز .. كذاك المعتكف بالشمال أنى بوجهك يا نهر يفضح هدوءه تفاصيل خارطتي ؟؟
مع البدء أغنية :
طاولتي فارغة من الحبر العتيق ، جافة كحلقي الذي لم تطأه جداول الندى .. أعتق البيت القديم ملايين المسافة الشرزاء .. أحتمي خلف جدارات الماضي ، أخربش كثيرا كثيرا على لسان النطق الأبكم فأتمرد ..
أنثى من نار تستعير براكين شوق المدى .. غائر هو شفق المغيب بين كف لا تزاول غير البين ، و بين فم لا يردد غير الرحيل ..
يتضخم عنفوان القلم بين أصابعي الراقدة في خدر السحاب ، كتابة لشيء معين أو توصيل لفحوى الأسطر ، سيان هما على قرفصة الرؤى .. مادام المعتقل رجل يمارس سادية الإقتراب ..
راقصة على وقع خلخال الخطيئة ..
أستوقد من حطب الذاكرة .. نغما ماجنا للغياب .. لولوج ردهات جنون قريب ، لا يحمل غير زخات " المايا " و ترانيم " زولو " ..
أنفخ في كفي قبلة تطير و تطير .. لتلثم شفاه ربيع حالم .. أقصد شتاء قارصا ..
لترتد لي نفحات من آذار يستوطنها الجليد ، و لسعة عقارب أعاصير نزار و بلقيس ، فأشتهي عودة لا تحضرني .. لا تحضرني ..
اقتربي يا أماه ، فهنا كان وطن لنا ذات أعياد .. هنا بيت الجدة الرؤوم .. هنا مسقط الحلم المهدور ..
هنا كان لنا قربان حب ، فمن أضاع الإحساس يا أماه ؟؟
من حمل مضغة وجودي ليسقطها أرصفة غريب .. غريب ..
تمتقع الألوان .. أدنو مرجل كلام لا يهدأ غواره .. أحتسي نبيذ مرارة اللوحات ..
أحمر .. تخيله كما تشاء .. فذاك نشوة ولهي بك ..جسر أحرفي .. منبع هذياني ..
وردي .. يمارس معك و معي أناقة المغيب الضاحك ، و هو متربع بتيجان تفاحة خدودي ..
أسود .. يلتف على صدرك و يزمل عطش الصقيع .. يجتاحك كأساطيل قراصنة سود لا تذر ..متموج كدوار اليم ..يسكن قطبية شعري الغجري ..
رمادي .. غرق يحويه تلو غرق .. لا منقذ من سكر الضياع .. هناك استوطن مقلتي و الخيام جواري أندلسيات الأصل ..
" ساحرة الألوان " قالها و مضى ..
فضاء من فضاء كواكب الثرى .. دعنا نعبث برياح القصيدة ، فمن يا ترى يدري كم من زمن يلزمنا لتفتح أفواهنا المشدوهة نوافذ الحرف فينا ..
و تبكي .. تلك الطفلة الممتزجة التقاليد و الوطن ..
آآه كم بيني و بينك من أعراف و ماضي و بيادر زمن ..
أناغيها بدهدهة المعانق قدمي .. أضرب على الأرض مقطوعة قديمة .. حافية القدمين كغجرية الشموخ ..
و مساء لا يبتديء إلا من عينيك .. و لا ينتهي الفجر إلا بضياء لمساتك ..
و لوحة " الموناليزا " ليست إلا أقصوصة عشق مبتورة الصوت و الحفيف .. كلقاءاتنا المتمرسة أناشيد دواة سمراء ..
يغادرني انكسار الضوء إلى مهدها المزركش دمى .. انشقت من زندك و من كراستي الزرقاء ..
لا تشبهني و لا تشبهك .. ما هي إلا فيض من مناجاة نورانية ..
ما اسمها ؟؟
ما سنها ؟؟
دعك من الأسماء ، فما أحوجنا لتغيير شهادة الميلاد و شهادة السكنى ، فمعظم تعريفات الهوية بعتمة عيونك يدونها قاضي البلاد ..
و الرجال يا سيدي تماثيل مشاعر تعمها الفوضى .. و لست أنثى تقفز من على أبراج دفاتر قصص " سيندريلا " و " الجميلة و الوحش " لتدلي بضفيرتها صوب الفارس الهمام ، لعله يكسر قيود الجني من على يديها الناعمتين ..
كما لست امرأة تستنشق عبير رجل في هدوء ، ليبتسم هو و تخجل هي و تصير الحكاية طي النسيان ..فتتبعثر أوراق الهوى و يصير الزمن الجميل فعل ماض ولى ..
كثيرة هي الإنشغالات التي تقتل رضيع الحب .. و هو لازال يبحث عن من يروي فقده للمسة حنان ..
فيسألونك عني .. قل لهم ..
الإعصار ثوبي المخملي .. و البركان حممه صدري الموبوء بحب همجي .. و الزوابع مشاعري إن هي انتفضت عمت سحب الدخان مواطن أدغال السكينة ..
بريئة قلها .. متمردة يقينا آمن بها .. ثائرة من حليب الوطن كونتها ..
ثلاثية القول و اللاقول تراتيل تنشد على محرابي ..
و بيت القصيد تراب أرض تعج بالألغام .. سد الفرات و نحر النيل .. نهر الأردن غائر كنصل حياة على خاصرتي .. " أنت "
مع النهاية ابتسامة :
أماه ما الرحيل غير وطن لم نك لنحياه كما كان ، و ما خارطتنا غير وديعة لرجل أعرج ، من شدة ما اعتكز عليها صارت محدودبة الجبين ..
أرفع رأسي عاليا و أنا أجوب شوارع مدينتنا الغربية اللكنات ، و بيدي حرفا اشتهاء لمطر بعيد ، و على شفتي ترنيمة غيث دمشقي ، فأحرق قلادة اسمي على أول نار متأججة ، لأبعث من جديد خلف حدود وطن ما انحنى لبساط أبيض من كفن و لحد ..
" التقاء الأرواح أتذكر ؟؟ "
وضعتها _ صغيرتنا _ على صدرك الدافيء ، فأسدلت عبثها عليك و غفت طويلا طويلا ..، ما أجمل منظركما و أنتما نائمين ..
يخترقني ضوء القمر من نافذتك الشبه الموصودة ، لتستحثني براءتها و رجولتك على قص جناحاتي الشفافة ، فأتوسدك لفجر لا يأتي إلا بكما ، لأقذف كلي فيك غير آبهة بعناوين طريق العودة ..
ومضة تسربل //
.. .. و كأنها بي غجرية نوتردام ، تلوح بتباشير الحب بخلخال انتمائها ، فيسقط الطير جريح الوصال على تلابيبها المتوشحة بالبكاء الأخير .. من شهقات " كازيمودو " .. فتنحت لتبصر " فوبيس " متوسدا عتمة النداء الأبكم ..
.. و كأني ذات ليال ترتشف من أحداقي عبير المطر ، على نافذة من بلور ، أعد قهوة قلبك على نار وجدي ، و أحليها بشهد قبلاتي .. لتشربها _ أنت _ خطيئة شفاه غجرية .. ..