رد: لمساء اخير
كعادتي أخط بماء المطر حروف الفرحة
عندما ينهال بزخاته اللؤلئية ..
هذه المرة وددت لو أجمع تلك اللؤلؤات المتناثرة
لأكون عقود لا حصر لها..
ولكن اللؤلؤات سرعان ما تحلق بعيدا
أو تنيخ على سطوح الشرفات لترسم ..
بحسنها أجمل اللوحات وأروعها فأهيم معها متأملة
في جمالها الأخاذ لعلي أخط بذلك التأمل شيء من ذلك الجمال ..
ولكن أنى لي أن أحصي تلك الروعة ببضع حروف أو كلمات
أنه المطر .. يبهرني حقا حد الإعجاز ..
هذه المرة سحرتني قطرة من قطراته دون غيرها
ضللت أراقبها كم كانت تشع متلألئة
وكأنها ماسة لا تقدر بثمن ..
قد اختارت صفيحة من الزجاج مستقر لها
ما أذكاها وكأنها تختبئ بشيء يشبهها لونا حتى لا تتميز !!
ولكني رمقتها لأنها فاقت الزجاج شفافية
وتميزت بالحسن عنه ..
لو تعلمون كم هي جميلة لحد الجنون !!
كانت ترقص مع نغم الهواء
كلما جاء ودغدغ رشاقتها لتهتز مصفقة معه فرحة ..
ولكني يخفق مني القلب
كلما تحركت وأخاف عليها من الانسياب ..
يعود الهواء لها تارة بشيء من النسيم فيعطر منها الأنفاس
وتارة يحمل أثيره نغم الطيور الهائمة ليطربها ..
حكايتها مع الهواء طويلة
وددت لو أنسجها أسطورة بخيوط الخيال
ضللت أرقبها حتى غشيني النعاس
وهمت بوادي الأحلام أرقبها ..
تمنيت لو أن شيء يحتويها لأبقى معها ولكن ..
نبهتني اليقظة لأصحو على ضوء خافت يخبرني
بأن القطرة قد ودعت صفيحة الزجاج
وودعت مني الأنظار كذلك ..
هرعت للبحث عنها خلف ذلك الزجاج
فوجدتها قد انسابات على وردة ياسمينية لتزينها ندية
فواحة تسلب الألباب ..
فتنفست الصعداء وقبلتها من بعيد قائلة
هكذا هي روعة الجمال حين يذهب
ليصنع بالجمال جمال ..
سبحان الله أحسن الخالقين المبدعين
سبحان الله رب العرش العظيم ..
.
|