قال لها: الوجدان تحمل في جوفها دفعة واحدة المعاني التالية: الوعي بـ، والبحث عن، والعثور على، والإحساس بـ. لذلك لا أكثر من هذا الجوف تعبيرا (عن، وبـ، وعلى) ما بنا وفينا..
قالت له: كي أكون موجودة وجداناً لا يطاله الشك، يجب أن أجد جوفك الملآن بي، كي أشكل وعيي بأناي. أعثر عليها. أحس بها. فأنا خارج جوفك لا وجود..
قال لها: الواجدان هو أن أجعل منك مرآتي التي أجد ذاتي فيها. ولكي تكوني امرأتي لا بد أن تكوني مرآتي..
قالت له: الوجدان هو كلي مشتعلة بكلك. مرآتك ليست إلا امرأة مشتعلة بوجودك..
قال لها: الوجدان هو اشتعال وجودين في وجود واحد..
قالت له: وجدتُ في كتاب الحب من يقول كيف يُنكَر الحب وما في الوجود إلا هو؟!
قال لها: ووجدت في كتاب الحب من يُنكر ما يقولون، ويقول بما تقولين، ويزيد: أليس الحب وجدان المستحيلات.. أليس الحب وجدان الممكنات.. أليس الحب وجدانك في من تحب!
قالت له: ووجدت في فتوحات معلم الحب الأكبر: أن الحب من أوصافه الضلال والحيرة، والحيرة تنافي العقل، فإن العقل يجمعك، والحيرة تفرقك. لهذا وصفت المحبة بالبث، وهو تفرق هموم المحب في وجوه كثيرة..
قال لها: هل تذكرين حين قلت لك إن كأس الحب العربي يحتاج نفس؟! لم أكن حينها أعرف أن (ابن عربي) يعد الموجودات كلمات الله التي وجدت عن نَفَسه المبثوث في الكون، كما توجد الحروف والكلمات عن النفس الإنساني المبثوث. في العالم ما يشكل كأس الحب هو هذا النفس، هو نفسك ممزوجا بنفسي.
قالت له: كأس الحب هو نَفَسي موجوداً بَنَفسك. ولون كأسي لون أنفاسك المبثوثة فيه..
قال لها: أنت صفوة كأس الحب..