عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2010, 19:41   رقم المشاركة : ( 2 )

http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/17.gif



 
لوني المفضل : #360000
رقم العضوية : 1761
تاريخ التسجيل : 16 - 10 - 2009
فترة الأقامة : 5629 يوم
أخر زيارة : 05-02-2025
المشاركات : 2,591 [ + ]
عدد النقاط : 11
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

فلسطين غير متصل

افتراضي رد: ابو فرديـــــــــن!!!



عندما نشر نزار قباني قصيدته “متى يعلنون وفاة العرب؟
!” عام 1996 قامت الدنيا ولم تقعد،
لكني أعتقد أن الرجل وصل لهذه الحقيقة بعد تفكير وكفاح أستغرق عمره كله،
حقيقة أن ليس في الأقوام من يدعى عرب.
العربي والعرب اسطورة لا أصل لها في الواقع،
فمنذ أن نطق إسماعيل بالعربية لم يجمعنا شعور مشترك يجعل منا أمة مميزة
– هذا بأستثناء لحظة ظهور الإسلام والتي كانت فيها الأمة مسلمة وليست عربية
وإن كان أغلب أبناءها من العرب –
بل على العكس سيطرت علينا عقلية القبيلة،
هذه العقلية التي تتشكل من عناصر ثقافية منحطة كالاستعلاء على الآخر والأنكفاء على الذات،
وكان من الطبيعي أن يستهدف الإسلام هذه العقلية القبلية بحربه،
فأحل الأخوة في الدين محل أخوة الدين،
وجعل الكرامة لذي التقوي عوضاً عن ذي الحسب والنسب،
وقوم مبدأ التناصر لتصبح نصرة الأخ الظالم هو رده إلى الحق بدل من الغي والمكابرة.
وهكذا ولدت أمه إسلامية في مواجهة الشراذم القبلية،
وهذا ما تلمحه العين الحصيفة بين سطور كتب السيرة والمغازي
وكيف أن المشركين ينسبون أنفسهم إلى أصل قبلي مشترك فيقولون قريش وهوازن وثقيف بينما يشيرون إلى المسلمين بالمسلمين فحسب،
دلالة على أن القبيلة هي التي في حالة المجابهة مع الأمة،
الجاهلية ضد العقل،
والبربرية ضد الحضارة.
وكان الأنحطاط الحضاري الذي أصابنا مبكراً
هو نتيجة طبيعية على عجز الجماعات الحاكمة
في التأقلم مع مفهوم الأمة الذي صاغه الإسلام،
وهذا مرجعه أن هذا المفهوم يضمن ولاية الأمة على نفسها،
ويؤسس لمحاسبة الأمة لحكامها،
وهو ما عكسه التطبيق السياسي والإجتماعي للإسلام
في عهد الخلفاء الراشدين،
حيث كانت الأمة تتكون من أخوة متساوين في الحقوق والواجبات،
يقف الرجل منهم فيقول للحاكم
“إذا لم تستقم قومناك”،
ومثل هذه المبادئ ما كانت للتوافق مع أهداف أمراء الجور،
ومن ثم أنقلبت الجماعات الحاكمة على مفهوم الأمة
وأرتدت إلى عقلية القبيلة لحماية عروشهم ومصالحهم،
لكن عقلية القبيلة ما كانت لتحمي حضارة أو حتى نظام سياسي،
بل هي الطريق السريع للإنهيار،
والتاريخ شاهد على هذه المتلازمة،
فالأمويين شجعوا الأقتتال بين اليمنيين والقيسية على مبادئ القبلية
ومن ثم قاد هذا النزاع سلطتهم إلى الإنحلال فالسقوط،
وكذا فعل العباسيين فأستعدوا الفرس على العرب
ثم أستعدوا الترك على الفرس
وكلما ازدادات النزاعات تفسخت دولتهم،
وفي العصر الحديث فطن المستعمر لهذه الحقيقة وصاغها في نظرية
“فرق تسد”
واستخدمها لتدمير ما تبقى منا،
وأطعناه نحن في أغلب الحالات طوعاً وحباً
ورغبة في الشقاق القبلي
الذي أصبح يشكل جزء من شخصيتنا،
ورأينا هذا الشقاق يضرب الترك بالأكراد والعرب في الحرب العالمية الأولى،
ونراه اليوم وهو يضرب كل الفرق بكل الفرق
في كل الأقطار التعيسة المنعوتة كذباً بالعربية.
والتجلي الأكبر لعقلية القبلية هو التمايز القبلي الذي ينقلب في كثير من الأحيان إلى عنصرية مقيتة.
أنظر كيف كان عرب الجاهلية على جاهليتهم
وفقرهم المدقع
وتخلفهم المثير للشفقة
أفضل من أمم فارس واليونان.
هذه النظرة العنصرية لم تفارق العرب قط
فهي مكون أساسي من مكونات العقلية والشخصية العربية،
وأنظر كيف يشتجر صحابي جليل
مثل أبي ذر مع صحابي آخر هو بلال الحبشي
فيسبه وينعته بأبن السوداء
فيقول له الرسول إنك إمرؤ فيك جاهلية،
ومرة أخرى يختلف الماهجرين والأنصار
على سبب تافه فيشهرون السيوف في وجوه بعضهم البعض
ولا يكاد الرسول يصدق يومئذ ما يراه فيهتف
أبدعوى الجاهلية تتنادون وأنا بين أيديكم؟؟!!
وعندما غزى العرب المسلمين الأمم الأخرى
لم ينظروا للأمر كمعجزة إلهية
منحت هؤلاء الرعاة العراة النصر على الجيوش العتيدة والخبيرة والمنظمة،
بل حسبوا أن ذلك ميزة للعرب،
ومع تشجيع الجماعات الحاكمة للردة الجاهلية لعقلية القبيلة تعزز هذا الشعور،
وشاهدنا كيف أن العرب عاملوا الفرس أسوء المعاملة
من هذا المنطلق
وهو ما كرس الأنقسام المذهبي الأكبر في تاريخ الإسلام فيما بعد.
في هذا العصر كان العرب يستطيعون توجيه عنصريتهم إلى الآخرين من فرس أو ترك أو بربر،
ولكن اليوم كيف يمكنهم أن يفرغوا الطاقة العدوانية العنصرية.
تصور مجموعة من الذئاب الجوعى حبسوا معاً في قفص واحد
ما الذي سوف يفعلوه؟
هذا ما يفعله العرب اليوم.
فالعربي اليوم أصبح مدرك أنه لا يمتلك من المقومات أي شئ يؤهله لمقارنة نفسه بالأمريكي أو الأوربي أو الياباني، بل حتى الهندي والباكستاني الذي تهدر كرامتهم ليل نهار في بلاد عربية، لا يستطيع أهل تلك البلاد إلا النظر إلى الهند والباكستان بقلق وغيره
وهو يرون الباكستان تجرب سلاحها النووي
والهند ترسل أول مسبار لها إلى القمر
وأقصى ما يتمنونه عندئذ أن يجدوا لأبناءهم فرصة دراسية في جامعة هندية.
ومع ذلك فإن العنصرية جزء من عقله وروحه ولابد لها من مخرج.
ومخرجها لن يكون إلا في بعضنا البعض كما سوف تنهش الذئاب الحبيسة بعضها بعضاً.
وتلعب التعميمات التي تصل لها العقول السطحية دور أكبر في تحويل إنحرافات شخصية إلى وصمات تصم بها شعوب كاملة.
فيصبح الخليجي محدث نعمة محب للشواذ،
والمصري كذاب ونصاب،
والمغربي منحل وعاهر،
والسوري لص ومتكبر.
والفلسطيني متصهين متخاذل على ابناء جلدته ودويلات بارض محتلة واخوانهم بسجونهم يفظعون بهم
حتى ان اليهودي يهدد بسجنه المناضل اما تعترف او نبعثك لسجون عباس ليرغموك على الاعتراف هذا اصبح اكبر تهديد وارغام بالاعترافات
وغيرهم كثير وغير هذا اكثر واكثر
(طبعا هذه صفات الاقلية وليست تعميمية على جميع هذه الجنسيات مع احترامي وتقديري للجميع )
هذه التعميمات التي إذا نظرت لها في مجموعها – كما يفعل الغرب – سوف تصل ذات النتيجة التي توصل لها نزار قباني، وهي التي صاغها مؤلفي قاموس وبستر في طبعته 2008 في شكل مجموعة الصفات المقابلة لكلمة عربي هي شرير – حقود – قاتل بدون رحمة – إرهابي – همجي – منقاد غريزياً.

وحتى على المستوى القطري تلعب ثنائية العنصرية والتعميمات دورها في تقسيم أبناء البلد الواحد، فتجد القاهري يحتقر السكندري والسكندري يبادله نفس الشعور، والكارهية الأزلية بين الكوفيين والبصريين تنقلها لنا كتاب التاريخ في صورة حكايات مضحكة مبكية.
إن العرب في مجملهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار، لكن واقع حالهم تؤكد أنهم الشعب المحتار
قرأت مقالك عدة مرات،
وقلت أنتظر تعليقات القراء،
وجدت في مقالك اخي تشخيص ممتع للغاية عن مكامن كره كبير ومقيت للعرب بعضهم بعضا
وما يندي له الجبين من العرب واوضاعهم وما وصلوا اليه
ذلك الكره،
ليس للآخر فحسب،وليس للاسف للجنسيات الاغير عربيه
بل كراهية للذات،
وإلا كيف نبرر ما يقوم به شباب الدولة الواحدة تجاه بنات نفس الدولة،
من انتهاك للحرمات،
كيف نبرر ما يحدث في سجوننا من اعتداء بعضنا على بعض،
ننكل بانفسنا بابشع التعذيب
ننتظر عثراتنا لبعضنا البعض
كيف نبرر ما يقوم به الأب من إيداء لفلذة كبده.
الشعور الدائم بالمؤامرة ضدنا،
البحث عن العيب في الآخر.
هل ننتظر نزار قباني آخر يسأل:
متى يعلنون وفاة العرب؟،
أم بعد تشخصيك البديع للداء نبحث عن خطة للدواء.
دعونا نسعى لإعلاء قيم الإنسانية،
سواء مع العربي أم مع البنغالي الذي لا يقل كرامة عن الملوك،
بالسعوديه ينعتوننا بالاجانب ويفرقون بيننا بكل حقوق وواجبات وشؤون
في كل مكان ومجال ابتداءا من مستشفي الولاده وشهادة الميلاد
الي المغتسل والدفن وشهادة الوفاة
كأن امهاتهم ولدتهم فوق كل شي وهم الشعب المختار وهم فقط الاحرار
واني فعلالاراهم الان يحضون اعذب الاغاني واليقاعات والطبول والدفوف وتلميع السيوف لمهرجان الجنادرية وسيطلقون عليه عاصقة الصحراء الجديده
تقبل تحياتي وإعجابي بقلمك


  رد مع اقتباس