مناجاة الخائفين مناجاة رائعة بين العبد و ربه للإمام السجاد (علي بن الحسين ) عليه السلام
اِلهي اَتَراكَ بَعْدَ الاْيمانِ بِكَ تُعَذِّبُني،
اَمْ بَعْدَ حُبّي اِيّاكَ تُبَعِّدُني،
اَمْ مَعَ رَجائي لِرَحْمَتِكَ وَصَفْحِكَ تَحْرِمُني،
اَمْ مَعَ اسْتِجارَتي بِعَفْوِكَ تُسْلِمُني،
حاشا لِوَجْهِكَ الْكَريمِ اَنْ تُخَيِّبَني،
لَيْتَ شِعْري ألِلشَّقاءِ وَلَدَتْني اُمّي،اَمْ لِلْعَناءِ رَبَّتْني،
فَلَيْتَها لَمْ تَلِدْني وَلَمْ تُرَبِّني،
وَلَيْتَني عَلِمْتُ اَمِنْ اَهْلِ السَّعادَةِ جَعَلْتَني
وَبِقُرْبِكَ وَجِوارِكَ خَصَصْتَني،
فَتَقِرَّ بِذلِكَ عَيْني وَتَطْمَئِنَّ لَهُ نَفْسي،
اِلهي هَلْ تُسَوِّدُ وُجُوهاً خَرَّتْ ساجِدةً لِعَظَمَتِكَ،
اَوْ تُخْرِسُ اَلْسِنَةً نَطَقَتْ بِالثَّناءِ عَلى مَجْدِكَ وَجَلالَتِكَ،
اَوْ تَطْبَعُ عَلى قُلُوب انْطَوَتْ عَلى مَحَبَّتِكَ،
اَوْ تُصِمُّ اَسْماعاً تَلَذَّذَتْ بِسَماعِ ذِكْرِكَ في اِرادَتِكَ،
اَوْ تَغُلُّ اَكُفَّاً رَفَعَتْهَا الاْمالُ اِلَيْكَ رَجاءَ رَأفَتِكَ،
اَوْ تُعاقِبُ اَبْداناً عَمِلَتْ بِطاعَتِكَ حَتّى نَحِلَتْ في مُجاهَدَتِكَ،
اَوْ تُعَذِّبُ اَرْجُلاً سَعَتْ في عِبادَتِكَ،
اِلهي لا تُغْلِقْ عَلى مُوَحِّديكَ اَبْوابَ رَحْمَتِكَ،
وَلا تَحْجُبْ مُشْتاقيكَ عَنِ النَّظَرِ اِلى جَميلِ رُؤْيَتِكَ،
اِلهي نَفْسٌ اَعْزَزْتَها بِتَوْحيدِكَ كَيْفَ تُذِلُّها بِمَهانَةِهِجْرانِكَ
،وَضَميرٌ انْعَقَدَ عَلى مَوَدَّتِكَ كَيْفَ تُحْرِقُهُ بِحَرارَةِ نيرانِكَ،
اِلهي اَجِرْني مِنْ أليمِ غَضَبِكَ وَعَظيمِ سَخَطِكَ يا حَنّانُ يا مَنّانُ،
نَجِّني بِرَحْمَتِكَ مَنْ عَذابِ النّارِ وَفَضيحَةِ الْعارِ،
اِذَا امْتازَالاَْخْيارُ مِنَ الاَْشْرارِ،
وَحالَتِ الاَْحْوالُ وَهالَتِ الاَْهْوالُ،
وَقَرُبَ الُْمحْسِنُونَ وَبَعُدَ الْمُسيئُونَ،
وُوفيت كلُ نفسٍ ما كسبت , وهم لا يُظلمون
[/align]