عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2009, 19:31   رقم المشاركة : ( 16 )

http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/17.gif



 
لوني المفضل : #360000
رقم العضوية : 1761
تاريخ التسجيل : 16 - 10 - 2009
فترة الأقامة : 5664 يوم
أخر زيارة : 17-03-2025
المشاركات : 2,517 [ + ]
عدد النقاط : 11
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

فلسطين غير متصل

افتراضي رد: صفحات سوداء في حياة مراهق ......




صمتت أمل للحظات في محاوله لضبط أعصابها.....وشعر مازن بأنه لابد وأنها تمر بوضع صعب وهي تتذكر ما حدث.....فتركها حتى تكمل براحتها ولم يقل شيئاً.....
مسحت أمل الدموع من عينيها وقالت: أخذني معاه وقال انه لقا أبوي وراح يوديني له.....ركبت معه السيارة ووداني لمكان بعيد بالبر وهناك......
بلعت أمل ريقها بصعوبة ثم قالت: أعتدى علي وترجاني ما أقول لأحد عن اللي صار.....رجعني للبيت وفعلاً ما قلت لأحد مو عشانه عشان نفسي.....خططت إني أذبحه وأخلص عليه بس الحيوان من بكرا سافر.....وقعدت أنا أتقلب بقهري.....تعرف وش معنى إن حياتك تنتهك بها الشكل؟؟!!.....تعرف وش معنى إحساس إنك تكون ضعيف ومغلوب على أمرك ولا حتى بيدك ترد الأذى عن نفسك؟؟!!
قال مازن: أعرف......

كان مازن يعرف تماماً شعور أمل......فمنذ عشرين سنه كان مجرد صبي في السادسة عائد من أول يوم في المدرسة عندما انتشله شخص غريب من الشارع وكان ذلك الشخص هو وليد......كان وقتها طفلاً عاجزاً لا يستطيع رد الأذى عن نفسه.....أما وليد فكان في الخامسة والعشرين من العمر......كبر مازن وكبرت الذكرى معه.....أصبح شخصاً منعزلاً عن الناس والحياة.....وجل اهتمامه هو أن لا يستضعفه أحد أبداً.....لذلك أصبحت القوة هوسه......وعندما رأى وليد في أحد العزائم الذي ساق مازن عمه إليها ثار الدم في عروقه......وأكثر ما كان يقهره هو أن وليد لم يتذكره.....فاستغل ذلك حتى يستدرجه حيث قتله وأحرق بجثته وانتقم لكرامته......
ولكن تلك كانت ذكرى قديمه ومع أنها أثرت فيه حتى الصميم.....إلا أنها مجرد ذكرى والتي يراها أمامه هي فتاة لازالت جروحها تنزف......

كانت أمل محطمة كلياً ومليئة بالحقد والغضب.....أرادت أن تصرخ.....أرادت أن تحرق كل شيء حتى نفسها.....لقد استفحل فيها الألم إلى حد لا يطاق......لم تخبر أحداً سوى مازن عما حدث لها.....لأنه الشخص الوحيد الذي أحست بأنها تستطيع الحديث معه.....كانت تعلم في قراره نفسها أن الانتحار ليس حلاً ولكن لم تجد خلاصاً لعذابها سوى الموت.....فأبوها قد ذهب وتخلى عنها من أجل أن يبني له حياة جديدة..... ووقعت تحت رحمه خالها الذي قطعها عن العالم بسبب خلافه مع أبيها فوجد الفرصة لينتقم منه خلالها.....كما أن أمها صفت بجانب أهلها وتركتها لوحدها في مهب الريح.....وماذا ستفعل لنفسها؟؟ لقد أخذ خالها جوازها وقطعه ومنعها من الخروج من المنزل ومن يستطيع منعه والقانون في صفه؟؟!! فقد أصبح هو وليها بعد ذهاب أبيها.....وضاعت هي تحت الأقدام....

وضع مازن يده على يد أمل وقال: لا تخافين ما راح أخلي أحد يتعرض لك....
شعرت أمل ولأول مره با الأمان منذ وطأت قدمها أرض المطار.....فلقد وجدت في مازن الرجل الذي لن يتوانى عن أي شيء في سبيل حمايتها.....

مازن بدوره لم يتوقف عن البحث عن والد أمل.....كان كل يوم يمر تقوى العلاقة بين مازن وأمل......فقد كانت أفكارهم متقاربة ولم يشعر مازن بأن هناك شخص يفهمه في الدنيا مثل أمل.....
وبعد مرور شهر توصل مازن إلى عنوان والد أمل المؤقت فقد كان يقطن في شقه مستأجره وسيسافر عما قريب إلى كزابلانكا حيث يقطن مع عائلته الجديدة فعاد مازن إلى الشقة ليخبر أمل.....
قالت أمل: مازن أنا خايفه.....
قال مازن: من ايش؟؟
قالت أمل: من رده فعل أبوي إذا درا إني كنت عايشه طول المده معك......
قال مازن: والله مشكلة.....
قالت أمل: أحسن حل إني أكلمه.....
اتصلت أمل على والدها وأخبرته بأنها قد وصلت قبل شهر من السفر وبحثت عنه في كل مكان إلى أن وجدته وأن إجازتها قد شارفت على الانتهاء وتريد أن تجدد جوازها.....
أخذها مازن إلى بيت أبيها حيث مكثت مع والدها بعض الوقت إلى أن أنهت إجراءات السفر....
أخبرت والدها بأن خالها من أحضرها ولعلمها بأن أبوها لا يتحدث مع خالها فقد اطمأنت بأنه لن يكلمه.....وفي يوم السفر قاد أبو أمل ابنته إلى المطار حيث ودعها وذهب.....جلست أمل في الصالة الدولية عندما دق جوالها لتسمع صوت مازن....
قالت أمل: مازن!!
قال مازن: هلا أمل.....إنتي بالمطار؟؟
قالت أمل: ايه......انتظر رحلتي....
قال مازن: باين من صوتك انك ما انتي مخططه ترجعين.....

قالت أمل: كلمت المركز وقالو وظيفتك موجودة والحمد لله حجزت لي شقه ورتبت كل أموري.....ولا يا مازن.....مالي رجعه لها المكان......
قال مازن: لا تقولين كذا.....لسى المكان فيه الحلو.....
قالت أمل: إذا تعني نفسك فممكن.....بس غيرك لا....
قال مازن: أوف أوف.....وين كان ها الكلام يوم كنتي عندي؟؟!!
ضحكت أمل ثم قالت: ما راح أنسى معروفك معي أبد......راح توحشني.....
قال مازن: وانتي بعد......
سمعت أمل الصوت قادماً من قريب فالتفتت لتجد مازن واقفاً خلفها......


النهــــــــاية


  رد مع اقتباس