في الصباح صحا مازن ولم يجد أمل في الغرفة ففزع ولكنه ارتاح عندما رآها في المطبخ تعد بعض القهوة.....
قال مازن: صباح الخير....
قالت أمل: صباح النور.... شفتك نايم وما حبيت أزعجك.......
نظر مازن إلى الساعة فوجدها تشير إلى السابعة صباحاً.....اتصل على أحد زملائه في الدوام وطلب منه أن يأخذ مكانه.....تلك كانت أول مره يتغيب فيها مازن عن العمل.....دخل ليستحم وعندما خرج جلس يتناول القهوة مع أمل.....
قالت أمل: آسفة على كل البهذله.....
ثم قالت هامسة لنفسها: I'm such a mess.....
قال مازن: لا تعتذرين مني.....أنا اللي المفروض أعتذر....تركتك وانتي بها الحاله....
قالت أمل: ما انت ملزم بي....
قال مازن: أنا ملزم بالوعد اللي عطيتك إياه....
قالت أمل: يعني لساك متمسك بوعدك؟؟!!
قال مازن: و أكثر من أول...
قالت أمل: أبيك تدور على أبوي....
قال مازن: وين؟؟
قالت أمل: كل اللي أقدر أعطيك إياه هو اسمه.....ما ترك لنا لا عنوان ولا رقم.....
قال مازن: طيب أمك يمكن تعرف....
قالت أمل: ما أبي لا أمي ولا أحد يدري إني هنا.....ما أبي أرجع لنفس المكان اللي طلعت منه.....
قال مازن: باين من كلامك إنك تحاولين تهربين منهم.....
ضحكت أمل وقالت بتهكم: توك تكتشف ها الشي!!
ثم اعتذرت عن كلامها وقالت: آسفه.....هذي كانت وقاحة مني....
استغرب مازن من أمل وطريقة كلامها.....فلا يبدوا عليها أنها فتاة قد ربت بالقرى.....بل هي امرأة راقيه ومثقفه.....ولكن كيف انتهى بها المطاف إلى غرفة الطوارئ في تلك الحالة المزرية....
قال مازن: عادي خوذي راحتك.....
قالت أمل: قاعدة بشقتك ولابسه ملابسك ومو ماخذه راحتي.....
ضحك مازن وقال: البيت بيتك.....وأنا أوعدك إني راح أدور على أبوك....
اكتشف مازن أن البحث عن رجل لا يعرف له رقماً ولا عنواناً ليس بالأمر السهل وسيتطلب منه وقتاً أطول مما توقع.....
مرت أيام بقيت فيها أمل في شقه مازن.....لم تحاول الانتحار مجدداً وهذا أمر أراح بال مازن.....كما لاحظ أنها اهدأ من السابق وأكثر حيوية ولكن كان هناك شيء مكسور في نظرتها.....أخذها مازن معه إلى الأسواق حتى يغير من مزاجها بعض الشيء.....
خرجت أمل على مضض وأخذت تمشي معه في أحد المولات.....
دخل بها مازن في أحد محلات الملابس النسائية.....
قالت أمل: وش نسوي هنا؟؟
قال مازن: ماهي معقوله تبين تقعدين تلبسين ملابسي.....
قالت أمل: مازن....ماله داعي تسوي معي كل هذا....يكفي اللي مقعدني عندك....
قال مازن: لا تقولين كذا.....
أصر مازن أن يشتري لها ملابس وأعطاها بعض المال كي تشتري بعض الأشياء الخاصة.....كانت أمل بالفعل في حاجة لبعض الأشياء الخاصة واستحت من أن تأخذ المال من شخص غريب.....ووعدت مازن بأنها سترد له الدين.....
قال مازن: أي دين بس....لا تزعليني منك.....
قالت أمل: والله ما أنت ملزم بي.....أصلاً ما أدري وش اللي خلاني أركب سيارتك من الأساس.....بس لأني حسيت إنك كنت صادق معي بالمستشفى شفت فيك أخر حبل خلاص أتعلق به....
كانوا وقتها جالسين في مقهى ستار بكس يتحدثون.....
قال مازن: خلاص من ايش؟؟
صمتت أمل قليلاً ثم قالت: مازن أنا ما أبيك تظن ولا لحظة إني إنسانه ما عندي كرامة ولا لنفسي قيمه عندي.....بس قالو وش اللي حدك على المر قلت اللي أمر منه.....
قال مازن: أمل انتي إلا الحين ما قلتي لي وش اللي هاربه منه......
قالت أمل: ما أقدر أقولك....
قال مازن بيأس: مثل ما تبين....
عندما عادوا إلى الشقة دخلت أمل الغرفة ووضعت الأكياس على السرير وأخذت ترتبها بينما جلس مازن في الصالة يتصفح بعضاً من المقالات العلمية التي حفظها على الاب توب.......كانت تحوي بحوثاً عن بعض الأمراض النفسية وتشخيصها....
ترك مازن الاب توب وذهب إلى المطبخ كي يحضر بعض الشاي عندما خرجت أمل من الغرفة مرتديه بنطال من الجينز وتي شيرت أبيض اشترتهم مع مازن.....
وقف مازن ينظر إليها.....كانت تمتلك قواماً رائعاً.....لم يلاحظها مازن من قبل لأنها كانت في حاله يرثى لها وكانت ترتدي ملابسه والتي كانت واسعة عليها.....