وربائبكم اللاتي في حجوركم ....***
قد جرت عادة البشر في كلّ زمان ومكان على تقدير بل وتقديس صنف من النساء يعلو و يسمو على كلّ آخر ...
الأمومة التي ميّز الله سبحانه وتعالى بها المرأة عن الرجال ومنّ عليها بها دونهم ...
رحلة عذاب طويلة لا أظنّ أن الكلمات يمكن أن تصفها ...
لا تعدّها الأمهات إلا الرحلة الأكثر متعة وجمالا ...
بكلّ الرحمة التي وضعت في قلوب البشر ... بكل الحب الذي يتملّك العاشقين ...
بكلّ التضحية التي تقلب الموازين .... بكل السّهر بكل التعب ...بكل الألم وبكل الأمل ...
حملت شهوراً ... وأرضعت شهوراً ... تألمت شهوراً وشهورا...
وها هو ذا نور الحياة ... وثمرتها اليانعة يكبر و يبدأ بنقل الخطا ونطق الحروف
ونثر الضحكات و الصرخات في كلّ لمحة من لمحات حياتها ....
في كل حركة ... في كل سكنة ... وفي كل نفَس ...
************************************************** **
وفجأة ... ينشب خلاف بينها وبين زوجها ... يؤدي إلى الطلاق ...
طلاق يئدُ كل ما سبق و يرميه إلى الماضي دون أمل بالمستقبل ...
يأخذون أولادها ... لأنهم لأبيهم ... هذا حقّه ..! أليسوا أولاده ؟ ! ؟ !
.... بلى أولادُه ... لكنها أولى ...
ألم تقرّ الإنسانية جمعاء بأن ما تقدّمه الأم يفوق ما يقدمه الأب ...
ألم يعترف الماضي والحاضر بأن الأمّ هي الإنسان رقم واحد في في حياة كل مبدع ....
لمَ تنهار كل هذه المعايير والقيم عندما يتعلق الأمر بحق امرأة أُم ؟
ستقولون يأخذون الأبناء إذا تجاوزوا سن البلوغ .... أو تقولون : سيأخذونهم إذا تزوجت بآخر ...
وأقول : تبارك العدل الحكيم ما كان ليظلمها وهو من وضع كل هذه العاطفة في قلبها ...
تأملوا معي قوله تعالى :
" حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ
اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ "
وربائبكم اللاتي في حجوركم ....؟؟!!!
الربائب هن بنات الزوجة من زوج سابق ...
هذه الآية تحسم الخلاف في الأمرين السابق ذكرهما :
1 - حرّمت عليكم ... أي حرّم عليكم الزواج بها فهي إذن عاقلة بالغة راشدة صالحة للزواج .
2 - في جحوركم ... أي في بيوتكم .. وأنتم أزواج أمهاتهم .
والسؤال : ما الذي جعل بنت الزوجة البالغة مقيمة مع أمها في بيت زوج أمها ؟؟
كيف تنسفون حقّ امرأة أوجدها الله لتكون أماً وتسلبونها هذا الحق .. بدعوى أن أبيهم أولى بهم ؟
كيف يرضى رجل أن يرى أولاده من دموع أمهم وحرقة قلبها ... ما لم يكن ليتحمله هو لو رآه من أمه ؟
بأي حق يدّعونه ؟
بأي دين ؟ بأي شريعة ؟؟ بأي قانون إنساني ؟
بأي ثقافة ؟؟ بأي حكمة ..؟؟
بأي حجة ؟؟
أم هو العرف ...؟! !!
القاعدة التي تسمو فوق رؤوس الجميع ...........
هل وصلت صورة الظلم الذي نتكلم عنه ....؟؟
أم أنها لا زالت مبهمة لم تصل بعد ؟؟؟