![]() |
من سورة آل عمران..محبة الله عز وجل - الآية 31 - .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين . ففي سورة آل عمران أيها الإخوة ، آية تعد مقياساً لكل مؤمن ؛ هذه الآية هي الآية الواحدة والثلاثون وهي قوله تعالى : قال العلماء: لما كثر مدَّعو المحبة لله عز وجل جعل الله سبحانه دليلاً على صدق المحبة أو عدمه ، آية في كتابه الكريم ، فالمحبة شعورٌ داخلي يستطيع أن يدَّعيها كل إنسان ، ولو كان أبعد الناس عن الله عز وجل ، يقول لك : أنا أحب الله ، فالحب يُدَّعى ، لكن الله سبحانه وتعالى طالب المؤمنين بالدليل ، فحبك لله عز وجل له دليل ، ودليله طاعة رسول الله " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم " ، فالإنسان أيها الإخوة لئلا يقع في وهمٍ مهلك ، لئلا يتوهم أنه على حق وهو على باطل ، لئلا يتوهم أنه محب وهو ليس بمحب ، جعل الله هذه الآية دليلاً على محبته للمؤمنين ، قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم . ويبدو أنَّ هذا المرض يصيب أهل الكتاب أيضاً ، " وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه " ( سورة المائدة : 18 ) ( سورة المائدة : 18 ) وهنا محل الإشارة إلى أن حياة المؤمن تمر بأطوار ثلاثة ؛ فتمر في طورٍ يعالجه الله ، ويؤدِّبه إلى أن يحمله على طاعته ، وهذا الطور الأول ، يعالجه ويضيق عليه ويشدد عليه ويؤدبه بشتى الوسائل النفسية والمادية إلى أن يحمله على طاعته . إذًا هذا طور التأديب، فإذا حمله على طاعته دخل في طورٍ آخر ؛ طور الابتلاء "ونبلونكم بالشر والخير فتنة " ( سورة الأنبياء : 35 ) ( سورة المائدة : 18 ) (سورة النور : 55 ) ( سورة النور : 87 ) ( سورة التوبة : 111) ( سورة محمد : 7 ) ( سورة آل عمران : 160 ) ( سورة الحج : 38 ) ( سورة النساء : 141 ) على كلٍ هناك نقطة دقيقة ، الإنسان يحيا ضمن مجتمع ، والمجتمع فاسد منحرف ، يأكل الربا ، يرتكب الفواحش ، يقلد الغربيين ، ولو دخلوا حجر ضبٍ خَرِبٍ لدخلتموه ، فإذا كان الإنسان في بمجتمع منحرف ، في مجتمع الدنيا كلها همُّه ومبلغ علمه ، في مجتمعٍ لا يبالي أأكل حراماً أم حلالاً ، مجتمع لا يبالي أكان على منهج الله أم على منهج الشيطان ، فإذا كان المؤمن في هذا المجتمع ، واصطلح مع الله وحده ، واستقام إلى الله استقامةً تامة ، فهل تظن أن الله يعذبه مع المجموع . قال تعالى : "وكذلك ننجي المؤمنين" ( سورة يونس : 103 ) . ( سورة الأنبياء : 87 ) القصة انتهت ، استمع إلى القانون بعدها ، إنّه القانون الإلهي الثابت أبدًا ، قال :" وكذلك ننجي المؤمنين " .يعني أي مؤمن ، وفي أي مكان ، وزمان ، بعد ألف سنة ، بعد آلاف السنين ، في آسيا أو إفريقيا ، أو أمريكا أو ألاسكا ، بالقطب الشمالي والجنوبي ، في البحر ، والجو ، والبر ، طائرة تحلق على ارتفاع ثلاثةٍ وأربعين ألف قدم فوق جبال الألب ، احترقت وانشطرت وسقطت ، ومات جميع ركابها إلا راكباً واحدًا ، فقد كان مقعد هذا الراكب مكان انشطار الطائرة ، فوقع ، ونزل على غابةٍ من الأرز مغطاةٍ بخمسة أمتار من الثلوج ، هذه الخمسة الأمتار امتصت الصدمة ، كما امتصتها ليونة الأغصان أيضاً ، فنزل واقفًا ، وحيثما كنتَ ؛ في الجو أو البحر أو البر أو برأس جبل ، " وكذلك ننجي المؤمنين" ، وكل إنسان يُحاسب عن عمله ، فإذا تبتَ توبة عامة ، فالفرج عام ، وإذا تبتَ توبة خاصة فالفرج خاص ، والمؤمن له معاملة خاصة ... قال : "ما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قومٍ مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين " ( سورة الذاريات : 31 - 32-33-34 ) ( سورة الذاريات : 35-36 ) (رواه الترمذي عن حذيفة) فهذه الآية مقياس دقيق : "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم " ، وقال تعالى : "وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشرٌ ممن خلق " ، تعامل مع الله مباشرةً ، تعامل مع الله بصدق وإخلاص ، وأقم أمر الله ، يعزك الله : كن مع الله ترَ الله معك و اترك الذل وحاذي طمعك وإذا أعطاك من يمنعـه ثم من يعطي إذا ما منـعك *** أطع أمرنا نرفع لأجلك حـجبنا فإنا منحنا بالرضى من أحبنـا و لذ بحمانا و احتمِ بجنابـــنا نحمك مما فيه أشرار خلقــنا و سلم إلينا الأمر في كل ما يكن فما القرب ولإبعاد إلى بأمـرنا ينادى له بالكون أنا نحبــــه فيسمع من في الكون أمر محبنا *** ( سورة الأحزاب : 71) والحمد لله رب العالمين تفسير القرآن الكريم لفضيلة الدكتور العلامة محمد راتب النابلسي |
رد: من سورة آل عمران..محبة الله عز وجل - الآية 31 - .
بارك الله فيكِ عفراء
|
الساعة الآن 10:39. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Developed By Marco Mamdouh
جميع الحقوق محفوظة لشبكة و منتديات صدى الحجاج