![]() |
مِنْ التجُاربَ المُتعثّرةَ ! .....
تخُوض تجاربنَا ، نعشّق تلكَ التجاربَ لأننا من عشّناها ! فَ لقد دخلنا بَ ذلك العالم ، لأننا كنّا نشعرَ حقاً بجدارتنا ، فَ أصبحنا منغمسيَن فيّه ، تلك تجارُبنا ، تلك التي أصبَحت كُل مالديّنا وننتظر دوماً نجاح آخر نُحققه من خلالَها ، وما أن يأتيّ ذلكَ اليومْ الذي تتحطمَ فيّه جميعُ الأمنيّات ، ذلك الذي لم يكُن بَ الحُسبان ’ عندمّا ، فشلت تماماً فَ تجربتيّ ، وأصحبتُ أكَره كُل التجاربَ ، وبتّ أخاف من كُل شيءّ ! فَ كَانت تلكَ التجرُبة ، من أسوءَ تجاربيّ المُتعثّرة ‘ تمشي بسرعَة ، متوجَهة لمدرستها ، كل صبَح تروح لمدرستَها وقلبَها ممتلئ خوَف ، هيّ بطبَعها خوّافة ، تخافَ من كلّ شي فَ ما بالكَ ، وهي رايحَة للمدرسُة ولحَالها ومع هالصبَح ، والشارَع فاااضي ، وكأنَ مابه أحد يداوم أبداً ! بقمَة تفكيرها ، كيف توصل للمدرسةَ ومايصير لها شي ؟ استوقفها ، سيارة وقفت جنبَها بالضبّط : ريَم ، وقفي ؟ ارتعبَ قلبَها الصغيّر ، وإختنقَ نفسَها ، وكأن الهواءْ كلَه إختفى :/ أسرعَت بمشيها ، وكأنَها ماسمعتَ شي ! نزلَ من سيارَته ولحقَها : تكفيَن ، وقفيّ ، لي متى بتعذبينيّ كيذا ! صوتَه ، طريقَة كلامَه ، وقفتَ بداخلها شيء ، مو معقولَ رجلّ ممتلئ رجولَه يناديها بَ ترجيّ مثل كيذا ! ، وقفتَ ، ورددتَ بداخلها [ مو مسويّ لك شي يابنتَ ! ] إقتربَ منّها أكثر : وأخيراً ، ضاعَ عمري ، وأنَا أنتظر هاللحظة ، اللي تسمعينَ فيها كل اللي بداخليّ ! جذبتهاَ طريقة كلامَه ، ترجيّه ، والصمتَ كان مغلّفها ، وكأنَها راضية باللي يحصل كله : وأنت ت ت ؟ ، من وينَ تعرفني ، وتعرفَ إسمي ، أنا ما أعرفَك ! مد لها كرَت : أنتظري رقمي على جوالَك ، وتعرفيَن كل شيّ ، بس عطينيَ فرصًه وحدة بس ! مدتَ يدهَا ، وأخذت الكرتَ ، وتغيّرت حياتهَا كلياً ، من بعد ما أخذتَ رقم خالدّ ، البنتَ الخجولّة تجرأت وكلمتَ واحدّ ، البنتَ الخجولَة تخلّت عن كل مبادئها ، ونفذت أكبر غلطة ، ممكنَ الثمنَ عُمرها كله ! مرّت شهور وهي تكلمَه ! ، ولا ملت أبداً ! ، وفي يومَ بوقتَ العصر : دخلَ راكان أخوها ، وبصراخَ ردد : ريم ، ريم ، ياحيوانَة ، يَ الليّ حطيتيَ وجيهنَا بالتراب ! وبصراخ ردد كلّ الألفاظ الليَ مو ممُكن يقولها ، راكانَ ل أختَه اللي تربتَ على يده ، بعدَ ماماتَ أبوّه ، وترك له مسؤوليّة أمَه ، وريمَ ، وريهامَ ! قابلتَه أمّه : بسمَ الله ، وش فيك تصرخَ أنت ؟ ، وش سوت أختَك ! راكان : وينها يمه ؟ ، قوليلي وييييييينَ ؟ ، خلينيَ أدفنها وأرتاحَ منّها ! وبكل ماجاه من سرعّة ، إتجه لغرفتهَا ، وأمه وراه ، فتح البابَ : ماشاءَ الله ! ، كملّي بعد ؟ كملّي ياحقيّرة معه ، كمللللللللللي ! طاح الجوال من يدَها ، وشحبَ وجهها : ها ا ، ر ر ا ك ا ا ن ! قرّب منَها ، ومسَكها من شعرها : أنا ، أنا ، أختيَ تخونني ، وتكلمَ واحد ، حثاله مثل ذاك ؟ أنا ، ياتربيييييية يدي ، أنااااا ! [ وضربَها ، وضربَها ، إلى أن غابتَ عن وعيّها ] شدّها من شعرَها ، وكمّل : تدرين ياغبيّة ، ليه كلمَك ؟ ، تدرين ؟ ، مو لـ سوادَ عيونكَ ترى ! ياغبيييييية ، ذا كان من أعزّ أصحابيَ ، وصارت مشكلَة بينيّ وبينَه ، حلّف ماينساهَا ليّ ، مع إنيَ ماسويتَ له شيّ ، بس هو فهمَ خطأ ، لييييييته سوىَ أيّ شي ، ليته ذبحنيّ وسوى فينيّ الليَ يبيّ ، بس مالعب ف عرضيَ ! وفَ مينّ بعد ؟ ، ف أختيَ ، اللي ربيتَها بَ يديّ ! الليَ ماقصّرت عليَها بَ شي ! ، هااااه ، حسبيّ الله عليَك حسبيّ الله عليَك ، الله ياخذذذذك إن شاء الله ، ليتك متّي بس ماسويتيّ سواتَك ! ، أجل يجيّ واحد مثله ، ويقوليَ ترى أختَك سويتَ وسويتَ فيها ! ، الله حسيبكَ ! [وماوقّف الضرب أبداً يمكن ضربَها يطفي النار اللي بداخله ] بعد ذهوولّ تامَ ، من أمه ، ومن صعوبَة الموقفّ ، قربت منهم ، ودموعَها على خدها : فُكها ، فكها تكفىَ لاتضيّع عُمركَ عشانَها ، ماتستاهلَ ياولدي ، ماتستاهل ! رماها على سريرَها ، ورددَ : عمرك طلبتيّ منيَ شي ، وقلتَ لك لأ ؟ ، جااوبيّ هاااا ، أجل اسمعيّ ، مدرسة ماعاد فيَه ! ، وطلوع من هالغرفة إنسي ، ماعاد لك طلعة أبداً ، واعتبري مالك أهل أبداً ! ، حسبيّ الله عليَك الله ياخذذذك ويريحنيّ منك ، خليتَك عشان أميّ بس ، ولا مو ل شي ثاني ! ، يُمه ، بناتك ماعاد لهمَ طلعه من هالبيتَ ، الظاهر أنا دلعتَهم بزيادّة ، وهالدلع بهالزَمن يضيّع ، إذا وحدة وطت رووسنَا بالترابَ ، وذبحت أبويَ وهو بَ قبرَه ، الثانيَة وش ممكن تسويّ ؟ ، حسبي الله ونعم الوكيل ! ، حسبيَ الله ونعمَ الوكيل ! - بعدَ مرور شهرين : ريهَام : وش إستفدتيَ من اللي سويتيَه ، ضيعتيّ مستقبلكَ ، وضيعتيَ مستقبليَ قبلّك ، عمري ماراح أسامحكَ ، كنت أحلّم بالطّب ، وإنيَ أصير دكتورة ، وأنتِ ضيعتيّ هالحلِم ، عمري ماراحَ أسامحكَ [ وكملت بشهقة ]عُمري ما أسامحكَ ، ليه سويتيَ كيذذذا ، وش نقص راكان عليك : ( عشان تروحين عند غيرَه ؟ ، هاااا ، الله لايسامحك ، لادِنيا ، ولآ أخررررة ! على شرفة النافّذة ، واقفَة ، وبإبتسامَة غموضَ : ههَ ، ليتك تحسيَن بالنار الليّ بصدريَ ، إذا أنتِ ضاع مستقبلّك ممكنَ تعوضيّنه ، وأنا أسفه لأنيّ السببَ ، أما أناَ ، فقدتَ هالدنيَا كُلها [ دمعَه بسيطَة تسللت ل خدَها ] غبيّة أنا ، وش الليّ قاهرنيَ غير غبائي ، حسبته يحبنيّ ، والله ماكنتَ أبيّ أسوي كيذا ، بس ، مدريَ وش أقولك ؟ ريهَام : لاتقولينَ شي ! ، ضيعتينيّ معكَ ، وضيعتيَ أحلامي بعد ! بصوتَ بداخلَها ، رددتَ : وضعتَ أنا كليّ ي ي ي ! همسّة ‘ وضآعتّ مني الأحلامْ ، وثمانَ عشّر عاامْ ! |
رد: مِنْ التجُاربَ المُتعثّرةَ ! .....
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
|
رد: مِنْ التجُاربَ المُتعثّرةَ ! .....
يركضَ ويركض ، متجهاً لغرفتَها ، ودموعه حفرت مكاناً على خديَه : يُمه ، يمممه ، الحقي ، تكفيَن يُمه ! انصدمتَ لمنظره المُفزع والمؤلم : وش فيكَ ؟ برجفَه علّت جسده الصغيَر ، وبكلماتَ لاتُفهم : قتلَه ، م م ماتَ خلاصّ رااحَ ، دم كثيرَ ، ثوبه صار أحمرَ ! صدمَه هزّتها ، ولم تفهمَ شيء سوى بأنَ أحد الأشخاصً مات ْ : وينه ، منَ ذاا ؟! شدّ طرف قميصَها وبكلماتَ متقطعّة : تعاليَ شوفي ! لم تتحركَ من شدّة صدمتَها ، وأصبحتَ في يدّ إبنها ، وكأنها الإبنة وهو الأم ! وصلتَ عند ذلكّ المشهدَ المروّع ، وجدتَ أحدهم بيّده سكينَ ملوّثة بالدمَاءْ ، والآخرَ على الأرض ينزفَ ، وينزفَ ، وكأنَه يلفظ أنفاسَه الأخيرة : ( ، نقلتَ نظرها بين الإثنينَ ، والدموع أخذت مجراها على خديّها ، عآجززة هيّ الآن ، عن الكلامَ والحركَة ، حتى عن إصدار ردة فعلَ فقط تسمع ، نحيب ياسر ، وترى صدمَة فهدّ ، سمعتَه يتمتمَ بَ كلماتّ ، من أثر صدمتَه ، وكُل خليّة فيَه ، ترجفَ من شدّة صدمتَه : قتلتَه يَ يُمه ، قتلتَ أخويّ ! ، أنا بَ حلم صصصح ؟ ، إلا أكيدَ بَ حلم ! صدمّه بالصميمَ فقطّ ، جلستَ على الأرض واقتربتَ منّه ، لاتدريَ من أين جلبتَ تلك القوّة ! ، كيف هيّ إلى الآن على قاربَ الحيّاة ، ولم تغرَق رُغم تلكَ العواصفّ الشديدة : ( : سامحينيَ ، يَ يُمه ، تكفييين سامحينيَ ! ، لايستطيعَ الإكَمال ، ألم الجسّد الذي يشعر به مؤؤلم كثير ! بَ هذه اللحظة تحركتَ ، وكأنها ماتتَ ، ثم عادتّ للحيّاة مرَة أخُرى ، إقتربت منَه ورددت : منتَ ميّت ، ولدي البكَر مايخلينيّ ، أنا من ليَ من بعدكَ ؟ وبصرخَة ، من شدّة ألمهَا أكملتَ : كلموووا الإسعافَ ! إستجابَ ياسّر الصغير لطلبهَا ، وأسرع للهاتف ، لايرُيد أن يفقدَه هو منّ رباه ، هو من كَان له الأبّ ، وكل شيء : ( ! : حبيبيّ خالد ، أنتَ مافيك شيّ ! ، اللحين بيجون ويعالجّونك ولدي البكر مايموووت قبليّ ، تسمعنيّ ؟! جلسَ على الأرضّ وانكَمش جسدّه ، وكأنه ليسَ الكبير البالغ منّ عُمره العشرينَ بدأ يصرخً ويبكَي ، وكأنه وصلَ إلى حالة الجنوَوَن ! : يُمه ، ترى أنا ماقتلته ، هههههههههه ، مجنونَ أنا أقتله ، ماقتلته والله ترى ماقتلته مدري ، ليش هو اللحين طايح مثل كذا ؟ دقائقّ مرَت ، وكَأنها سنوّات ، وصلّ الإسعافَ : يُمه لا أوصيك على ياسرَ ، تكفون إنتبهوا له ، ذا ولديّ أنا اللي ربيتَه ّ! أغلقتَ فمه بيديها : أشششّ ، ربيتَه من يومهَ طفل ، والحين عُمره 9 سنواتَ ومحد بيزوجَه لاكبر غيرّك ! إقتربَ منها أحد المسعفين : إبعديَ ، يا أخت ! ابتعدت عنه ، ركزتَ على أصبعه السبابَة ، وجدتَه مرفوعاً ، ثم نقلت بصرها إلى شفتيَه ، رأته يتمتمَ بَ كلماتّ ، لاتعلّم لماذا تملّكها إحساس بأنها ستكملّ الحياة بدوَنه ‘ دقائقَ ، لمَ تُكن سوى سنواتَ عليَها ، رأتهم يرددونَ : إنّا لله وإنا إليه راجعون ، الله يعوضكُم خير ، الله يعوضكُم خيرَ : ( ! صدىَ تلك الكلماتَ موجّع ، لم يصدقه لا قلبَها ، ولا عقلهَا ’ لمَ تشأ تصديقَهم ، نقلتَ نظرها لَ خالد وياسرّ ، رأتهمَ يصرخونَ متوجهينّ إليَه ! الآن فقط استوعبتَ ، خالد إبنها البكَر ذهبّ إلى رحمَة الله ‘ لطالمَا مسح لمحّة الحُزن من وجههَا ، وإستبدلها بالفرَح ! : لأ ، لأأأأ ، ولدي مايروح ويخليني لحاليَ ، مايرووووحّ ؟ سقطَت وأُغمي عليَها ، وبعد مرورَ وقت طووويّل ، استيقظتَ صُدمت صدمَة حيّاتها ، لقد مرّ على وفاتَه خمسة أيّام حُرمت منه وحُرمت من أيام عزَاه أيضاً ‘ تذكرتَ مصابّها الأعظَم ، قاتل إبنها البكرَ الأصغر منّه ! تبكيّ على فقدانَ خالدّ ، ، أم ضيّااع فّهد ‘ تذكرتَ ياسرّ ، أين هوّ ، وأين الباقيّ من شتاتَ فهد ؟! تحركَت من سريّرها رُغم ألمهَا ، دافعَ الأمومَة بداخلها أقوى من أي ألمَ ‘ خرجّت من المستشفىَ ، بدونّ علم أحد ! ، ذهبت إلى منزلَها ، لتبحثّ عن أبنائّها : ياسر ، فهد [ وبنسيّان ] خالد ؟ ! وجدت ياسر بَ أحد أركانْ البيت ، ترجف شفتيه والدمع احتل مكاناً على خديّه أسرعت إليه وأخذته إلى حظنها ، وببراءة طفل لم يتعدى التاسعة : يمه خلاص ، خالدّ ماعاد هو فيه ، ليه تنادينّه ؟ ، فهد الحقير ، طعنه بالسكين قتل أبويّ ، انا ما أحبه أكرهه ! صرختَ بداخلها ، خالد لم يعد له وجودُ ، وبأمومة رددت : لأ حبيبيّ ، بالخطأ هو سوى كذا ، وين فهد ؟ نظر إليها بنظرة تقتل من برائتها : فهد حطوا بيده حديد كبير وأخذوه [ وبحيرة ] مدري وين ؟ تذكرت بأنه داخل السجّن ، تريد أن تقابله ، لتسأله عن سؤال إلى الآن لم تجد إجابته ! ذهبت إليه وطلبت مقابلته : ليش قتلت أخوك ؟ عندك جواب يقنعني ؟ حرام عليك ، ضيّعتنا كُلنا : ( ! بصوت ، يحمل الكثير الكثير من الألم : لحظة شيطان حسبتها مَرجلّة قتل الأخوَان ‘ والله ماكنّت قاصد ، الله ياخذني ، خالد راح والسبب أنا ، ليت السكين غدرت وجات فينيّ ، ليتها ! ، والله يَ يُمـه ، لحظة شيطَان ! نظرت إليه بإنكَسار : لحظة شيطان ؟! ، وش السبب الكبير ذا اللي خلاك تقتل أخّوكَ ؟ نظر إليها ، ودمعة واحدة ، تركت الأثر على خدَه : تكفين ، اعفيني عن الإجابَة صعب والله صعب ، أدري مهما كانْ ، أنا الغلطان ، مافي سببّ ، مهما كان حجمه ‘ يخليني أقتل أخوي : ( ! تناثرت دموعها على خديها بشّدة : أبي سبب يقنعني ، يخليني أقول ، أنا خسرت إثنين صح ! بس كان فيه سببَ ، لخسارتيَ لهم ، تكَفى لاتخلينيَ محتّارة : ( تردد صدى همسُه بغرفة زوار السُجناء : لحظة شيطان ، حسبتها مرجلّة قتل الأخوانَ ! - حسبتها مرجّلة قتل الأخوانْ ‘ همسّة ‘ يُمَـه / ماتّ ! كلَ شي كنتْ أحسّه حيَ في هاذي الحياة ! |
رد: مِنْ التجُاربَ المُتعثّرةَ ! .....
كانتَ تجدلّ شعرها ، لم تكن تعلمْ بأنه يراقبَها !
لقد كان معْ كل جديلة ، يزفر زفرّة قويّة ‘ زفرة . . ألمْ ، ندمْ ، جرحْ : ( على مافعلهُ بها ، تمتمَ بهمسّ : والله ماتستاهلين اللي سويته فيك ! الُحزن كان واضح على معالم وجهها ، لم تبلغ العشرين من عمرهّـا وتحمل الكثير من الهمومْ ، بقلبها ، ولكنها بطبعها ، شَـامخْـهَ ‘ لمْ تنكسر مع كل ماحدثّ لهـا ، رددت بداخلها : مرّت سنَة وللحين مو مصدقه الليّ سواه فينيَ ، وشلون أصدق وهو أخويَ ولد أمي وأبوي ؟ الله يرحمك يا أبويَ ، لو كنت موجود مايمدي اللي صارَ صار ! دخلت لغرفتها ، تلك التي عملت الكثير لَ أجلها : هيفاءْ يابنتيّ ، تعالي ، الغـداءَ جاهـزّ (: رفعت نظرها لها ، وإبتسمت : قبل ، مممم علميني موجودَ ؟ تغيّرت ملامحها وبان عليها الضيّق : إيه موجود ، قوليلي ، لَ متى الحال ذا ؟ هو آعتذر منك وعرف خطاه ! : أجل اسمحيَ لي يُمـه ، ما أقدر أنزل ّ ! مسحت على كتفها وابتسمت لها : أعرفك تربيتيّ ، سامحتي أخوك وبتنزلين اللحين ؟ نزلت دموعها : لا يُمـه ، ماسامحتهَ ، وعُمري ما أسامحَه ، يمّـه تعرفين وش إحساسي ؟ أنا أخوي باعنيَ ، وياليتها بيّعة ناجحة ، بيعة خسّرتني حياتيَ كُـلها ! بكَت أمها لُحزنها الشديدّ : بس ، انتهىْ الموضوع ذا ! ، وأخوك متندمَ أشّد الندمْ وأنتِ مالك أخّ ثاني غيرَه ، تكفين يابنتيَ ، ريحـيّ قلبيّ ‘ زفرت زفرّة قوية ورددت : يُمـه أرجووَوك ، لاتضغطينّ عليّ ! مسحت دمعتها ، تمتمتَ لعلّ الله يُريحهآ : الله يهديكَ ، ويحننّ قلبكَ على أخوك ! / : أنا قلتّ لك يُمـه ، ما أبي أتغدى بالبيت ، يعني كفايَة إني الغلطان ، أحرمها من الغداء معك ! ، نظرت إليه : لا أسمعكَ تقول هالكلامْ مرة ثانيّة ‘ / : ليشّ يُمـه جيتيَ ، وزدتي من وجعيَ ليَه ؟ ، أنا ودي أسامحه بس ما أقدرَ والله صعبَ ، هو باعني لَ رجالّ ، عشان الفلوس ، وياليته رجال صاحيَ رجال شايّب ، أخذني لتلبية رغباته بسّ ! ، كان كل يومَ يذلنيّ ، ذوَقـنيّ المـُر ! يبي بعد هذا كله أسامحَه ! ، وكأن اللي سواه شي عاديّ ، صّـعب والله صّـعب ! دمعه وحيده كانت على خده لقد سمع كلماتهآإ ، لم يكمل غدائه مع أمه بل قرر أن يذهب لها لعلها تسامحه وتريّحه ، وجه كلماته ، ودمعته لم تجفّ بل تبعتها دمعآتْ : كل هالألم فيكُ ، لك سنه تعانينُ بسببي ، الله لايوفقنيّ ، بس آحلف لك بإيش إني ماكنت واعي ! والله الدنيا كانتُ معميتني ، ورب العزهْ ! لقد فاجأها بكلماته والأكبر دمعاته : أششش ، لآتقول هالكلآم لأنه مايقنعنيّ ! صدمته بما قالت وصرخ بأعلى صوته ، عسانيّ أمووت يارب ! أكملّ بهمس وبإبتسامه من شدة الألم : وتفتكينّ منيّ يا أختيّ ، يمكن وقتهَا تبرد حرتكُ ! خرج مسرعاً من غرفتها ومن المنزل بأكمله ، نادته أمه لقد سمعت آخر ماقال ! : سلطان ، سلطان ، وقف ، تكفى طلبتك وأنا أمكُ ، وأكملت بصوت متقطع ، تكفى ى ى ى ! ضحكتُ بصوتّ واضح ووجهت كلامها له : ههههههههههههههه ، كذابْ سلطان أخويّ مامات ، وش تقول أنت ؟ لم تصدق ماقال صديقُ إبنها منذ الطفوله ولكن دمعتَه التي نزلت عندما سمع ماقال أخت أعز أصدقائه أثبتت لها صدقْه : محمد ، أنت تمزح صح ؟ يكفيه فراق أعز أصدقائه لآيستطيع الإحتمال أكثرً : ياخالهْ ، صدمته سيارة ، أنا كنت معه شفت اللي صار كلّه ، تشهدّ ووصاني أقول لهيفـُاء / سسامحيه ياللي أنتِ نظر عينيه سقطت على الأرض لاتستطيع رجلها أن تحملها ، والدموع من شدة قوتها سقطت وكأنها شلال منهمر على خدْها آآآآهْ ، توه قبل نص ساعه كلمنيّ ، كان يرجيني أسامحه ، خلوه يرجع مسامحته والله مسامحته ، بسّ خلوه يرجع ، تكفين يمّه هو يحبكُ خليه يرجع ! ماهو شعورها لقد فقدت إبنها الوحيَد إبتسمت ، إبتسامة إستهزاء : لافات الفووت يابنتيّ ، ماينفع الصووتّ : ( ! ومرتّ سنه أخرى ولكنّ بدونه لقد رحل ، وترك خلفه الكثير يبكون على فقدانَه : مرت سنه ياسلطان ، بس بدون صوتكُ ياسلطان ، كل شي له ذكرى لكُ ياسلطان ! [ وأكملت بصوت متقطع من البكيّ ] ، تسمعنيّ ياسلطان ، السنه الماضيهُ ، كنت كل يوم تترجاني أسسامحكُ ، كان الحقدُ عاميني ، كنت أقول إنك ماعدت تعنيّ ليّ ، وأبد ما أسامحكُ بس يوم فقدتك سسامحتكُ وعرفت إن الدنيا ، ولآآآشيء ، ولآآآشيء بدوونكْ : ( همسّة ‘ أفتقدكُ ! أفتقدكُ بشّدة ! أشعر بتأنيب الضميرّ الشديد ، لقد كنتّ نادماً على مافعلته بيّ والآن أنا أشعر بالندمّ على مافعلته بكُ ! ليتني عندما كنت موجوداً . تعلقت بيدكُ ولم أتخلىّ عنكُ : ( ! |
رد: مِنْ التجُاربَ المُتعثّرةَ ! .....
مشكوووووووووووره يا ذات القلم الراقي على هذه العبارات
|
الساعة الآن 08:43. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Developed By Marco Mamdouh
جميع الحقوق محفوظة لشبكة و منتديات صدى الحجاج