![]() |
من أدب الأمثال
http://www.ojqji.net/user_up/hanof/hanof/besm4.gif
الأمثال حكمة الدهور وصدى التجارب وخلاصة الفلسفة وثمرة البلاغة، تجري على الألسنة الموهوبة، في خلال حديث ،أو في أعقاب حادث ، فتتناقلها الأفواه وتتوارثها الأجيال ،لوجازتها وحسن صياغتها وصدق مغزاها ، حتى إذا ماوقع من الأمر مايشبه الحال التي ورد فيها المثل ، تمثل به القائل ليكون كالبرهان يؤيدُ قوله ويؤكده، أو كالبيان يوضح معناه ويقرره . وللمثل ميزة على سائر فنون القول في تقريب المعنى من فهم المخاطب وتقريره في ذهن السامع ، ولذلك كان من الأساليب المختارة في الكتب المنزلة،والأحاديث المرسلة ، والمواعظ العامة ، http://forum.matlaalshams.com/vbup/nudeglit_aljazy.gif وقد ضرب الله الأمثال في مواضع كثيرة من كتابه فقال تعالى: (وتلك الأمثال نضربها للناس ومايعقلها إلا العالمون )( ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لايقدر على شئ)(وضرب الله مثلاً قرية كانت أمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً ..) http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com59.gif وقد اشتهر العرب بأمثالهم الكثيرة والمعبرة عن واقع حياتهم في شتى الأزمان والأماكن ، وتنقسم الأمثال إلى قسمين: (أمثال واقعية) و (أمثال فرضية) فالواقعية: ماانتزعت من واقع الحياة وأعمال الناس،كقولهم: رجع بخفي حنين ، أو أحمق من هبنقة ........... والأمثال الفرضية: ماافترض الناس وقوعها على ألسنة الحيوان أو النبات أو الجماد ،كقول الإمام علي ر1ضي الله عنه حين رأى تخاذل الصحابة واختلاف من اختلف فيه وخروج من خرج عليه : إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض ــ يريد أنه خذل يوم خذل عثمان ، ( وأصل المثل أن أسدا وثوراًأسود وثورا أحمر عقدوا في بعض الإجتماعات معاهدة صداقة ، فقال الأسد ذات يوم للثورين : إن هذا الأبيض يكشفنا للناس بلونه فإذا تركتماني أكله ، أمنا الظهور واتقينا الفضيحة ، فأذنا له في أكله ، ثم قال للأحمر : إن هذا الأسود يخالف لوني ولونك ، ولو بقي لظن من يراك أسداً مثلي ، فدعني أكله ، فسكت عنه فأكله ، ثم قال للثور الأحمر: لم يبقَ إلا أنت وأريد أن أكلك ، فقال له الثور : إن كنت فاعلا ولا بد فدعني أصعد هذه الهضبة وأصيح ثلاث صيحات .. فقال له : افعل ماتريد ، فصعد الهضبة وصاح ثلاث مرات يقول :((ألا إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض )) ومن الأمثال الإجتماعية التي تكشف عن عقلية القائل وطبيعة بيئته قول عامر بن الطفيل عند موته: (( أغدّة كغدة البعير وموت في بيت سلولية؟!)) ــ وذلك أنه أصيب بالطاعون تحت ذقنه وهو منصرف من عند رسول الله صلوات الله عليه ، فلجأ إلى بيت امرأة من سلول وهي قبيلة من أضعف القبائل ، فأكرمته ومرّضته ،ولكنه حين حضره الموت غلبت عليه الأرستقراطية القبيحة فلم يحزن على مال ولا ولد ولا جاه ، إنما حزن على أنه مات هذه الميتة القذرة في بيت هذه المرأة الوضيعة . وقد يُساق المثل الرمزي مساق التشبيه لتقرير حال أو تصوير واقع ، كقول أحد الحكماء: ( مثل الدنيا والمغرور بها مثل رجل ألجأه الخوف إلى بئر تدلى فيها وتعلق بغصن نابت على شفيرها ، ونظر إلى أسفل البئر فإذا ثعبان ضخم فاغر فاه نحوه، فرفع بصره إلى الغصن الذي تعلق به ،فإذا في أصله فأران :أبيض ، وأسود ، يقرضان الغصن دائبين ، فبينما هو مغتم لنفسه مهتم لنجاته ،إذ وجد قريباً منه جحر نحل قد وضعت فيه شيئاً من عسل ، فتطاعم منه فشغلته حلاوته عن الفكر في أمره، والتماس النجاة لنفسه ولم يذكر أن الفأرين دائبان في قرض الغصن الذي يتعلق به ، وأنهما متى فرغا منه أوقعاه في فم الثعبان ، ولم يزل لاهياً حتى هلك . http://s2.rimg.info/0585f5c1985c76b0...f7a68003cc.gif أراد الحكيم بالئر ـ الدنيا ـ ، وبالغصن ـ الحياة ـ ، وبالفأرين ـالليل والنهار ، وبالثعبان ـ الموت ـ ، وبالعسل ـ الأمل واللهو والمتاع ـ . ومن أحاديث سيد البلغاء صلوات الله عليه قوله :(( إن قوماً ركبوا سفينة فاقتسموا ، فصار لكل رجل منهم موضع ، فنقر أحدهم موضعه بفأس ، فقالوا له ماتصنع ؟ قال هو مكاني أصنع فيه ماأشاء ، فإن أخذوا على يده نجا ، وإن تركوه هلك وهلكوا)) أسمعتم قول النبي ، لكأني بالرسول الأعظم كان ينظر من ستر رقيق فرأى بألمعية ذهنه وإشراق نفسه أمته تمزقها الأهواء وتفرقها المطامع فضرب لها هذا المثل . وأراد بالسفينة الوطن العربي العام ، تقسمه الأخوة والبنون في عهود الضعف والأنحلال ، فصار لكل منهم وطن ودولة ،ولكن هذه الأوطان تجمعها دنيا واحدة كما تجمع السفينة مواضع الركاب ، فكل وطن وإن استقل بنفسه مرتبط في قوام حياته بغيره ، فهو حرِيّ ألا يوبق بحريته الوطن الجامع ، وألا يفسد بسياسته الصالح المشترك ، فإذا نزغ أحدهم من شياطين الأستعمار نزغ فأراد أن يخرق السفينة من موضعه ،وجب على سائر الراكبين أن يأخذوا على يده ويقفوه عند حده ، وإلا هلك وهلكوا . |
رد: من أدب الأمثال
تسلم ايدك اخت انيسه
موضوع رائع |
رد: من أدب الأمثال
اللهم نسألك حسن القول وحسن الختام الف شكر على المعرفة انيسة |
رد: من أدب الأمثال
يعيشك أخي الغالي المشتاق مشكور برشا على روعة مرورك
ربي يخليك و يسعدك |
رد: من أدب الأمثال
يعيشك أخي الغالي خالد على مرورك الرائع و ردك الباهي
ربي يخليك أخي و يسعدك |
رد: من أدب الأمثال
كلام كبير كثير
مشكوره انيسه :067: |
رد: من أدب الأمثال
مشكور أخي أبو سلطان على مرورك الرائع و المتميّز
|
رد: من أدب الأمثال
يسلمو انوسة على روعو اختيارك
|
رد: من أدب الأمثال
الله يسلمك و يخليك دنونة الغالية مشكورة حبيبتي على روعة مرورك
|
رد: من أدب الأمثال
بارك الله فيكي على الكلمات الطيبة:h18:
|
الساعة الآن 01:54. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Developed By Marco Mamdouh
جميع الحقوق محفوظة لشبكة و منتديات صدى الحجاج