شبكة ومنتديات صدى الحجاج

شبكة ومنتديات صدى الحجاج (https://www.sadaalhajjaj.net/vb/index.php)
-   منتدى الصدى الثقافي (https://www.sadaalhajjaj.net/vb/forumdisplay.php?f=40)
-   -   من أدب الأمثال (https://www.sadaalhajjaj.net/vb/showthread.php?t=10839)

أنيسة 09-08-2009 13:11

من أدب الأمثال
 
http://www.ojqji.net/user_up/hanof/hanof/besm4.gif
الأمثال حكمة الدهور وصدى التجارب وخلاصة الفلسفة وثمرة البلاغة،

تجري على الألسنة الموهوبة، في خلال حديث ،أو في أعقاب حادث ،

فتتناقلها الأفواه وتتوارثها الأجيال ،لوجازتها وحسن صياغتها وصدق

مغزاها ، حتى إذا ماوقع من الأمر مايشبه الحال التي ورد فيها المثل ،

تمثل به القائل ليكون كالبرهان يؤيدُ قوله ويؤكده، أو كالبيان يوضح معناه

ويقرره .

وللمثل ميزة على سائر فنون القول في تقريب المعنى من فهم

المخاطب وتقريره في ذهن السامع ، ولذلك كان من الأساليب المختارة

في الكتب المنزلة،والأحاديث المرسلة ، والمواعظ العامة ،

http://forum.matlaalshams.com/vbup/nudeglit_aljazy.gif

وقد ضرب الله الأمثال في مواضع كثيرة من كتابه فقال تعالى:

(وتلك الأمثال نضربها للناس ومايعقلها إلا العالمون )( ضرب الله مثلاً عبداً

مملوكاً لايقدر على شئ)(وضرب الله مثلاً قرية كانت أمنة مطمئنة يأتيها

رزقها رغداً ..
)

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com59.gif
وقد اشتهر العرب بأمثالهم الكثيرة والمعبرة عن واقع حياتهم في شتى

الأزمان والأماكن ،
وتنقسم الأمثال إلى قسمين: (أمثال واقعية) و (أمثال فرضية)


فالواقعية: ماانتزعت من واقع الحياة وأعمال الناس،كقولهم:

رجع بخفي حنين ، أو أحمق من هبنقة ...........


والأمثال الفرضية: ماافترض الناس وقوعها على ألسنة الحيوان أو النبات

أو الجماد ،كقول الإمام علي ر1ضي الله عنه حين رأى تخاذل الصحابة

واختلاف من اختلف فيه وخروج من خرج عليه :
إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض ــ يريد أنه خذل يوم خذل عثمان
،
( وأصل المثل أن أسدا وثوراًأسود وثورا أحمر عقدوا في بعض الإجتماعات معاهدة صداقة ، فقال الأسد ذات يوم للثورين :
إن هذا الأبيض يكشفنا للناس بلونه فإذا تركتماني أكله ، أمنا الظهور واتقينا الفضيحة ، فأذنا له في أكله ، ثم قال للأحمر : إن هذا الأسود يخالف لوني ولونك ، ولو بقي لظن من يراك أسداً مثلي ، فدعني أكله ،
فسكت عنه فأكله ، ثم قال للثور الأحمر: لم يبقَ إلا أنت وأريد أن أكلك ،
فقال له الثور : إن كنت فاعلا ولا بد فدعني أصعد هذه الهضبة وأصيح ثلاث صيحات .. فقال له : افعل ماتريد ، فصعد الهضبة وصاح ثلاث مرات
يقول :((ألا إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض ))



ومن الأمثال الإجتماعية التي تكشف عن عقلية القائل وطبيعة بيئته قول
عامر بن الطفيل عند موته:
(( أغدّة كغدة البعير وموت في بيت سلولية؟!)) ــ وذلك أنه أصيب بالطاعون تحت ذقنه وهو منصرف من عند رسول الله صلوات الله عليه ، فلجأ إلى بيت امرأة من سلول وهي قبيلة من أضعف القبائل ، فأكرمته ومرّضته ،ولكنه حين حضره الموت غلبت عليه الأرستقراطية القبيحة فلم يحزن على مال ولا ولد ولا جاه ، إنما حزن على أنه مات هذه الميتة القذرة في بيت هذه المرأة الوضيعة .


وقد يُساق المثل الرمزي مساق التشبيه لتقرير حال أو تصوير واقع ، كقول أحد الحكماء:
( مثل الدنيا والمغرور بها مثل رجل ألجأه الخوف إلى بئر تدلى فيها وتعلق بغصن نابت على شفيرها ، ونظر إلى أسفل البئر فإذا ثعبان ضخم فاغر فاه نحوه، فرفع بصره إلى الغصن الذي تعلق به ،فإذا في أصله فأران :أبيض ، وأسود ، يقرضان الغصن دائبين ، فبينما هو مغتم لنفسه مهتم لنجاته ،إذ وجد قريباً منه جحر نحل قد وضعت فيه شيئاً من عسل ، فتطاعم منه فشغلته حلاوته عن الفكر في أمره، والتماس النجاة لنفسه ولم يذكر أن الفأرين دائبان في قرض الغصن الذي يتعلق به ، وأنهما متى فرغا منه أوقعاه في فم الثعبان ، ولم يزل لاهياً حتى هلك .

http://s2.rimg.info/0585f5c1985c76b0...f7a68003cc.gif

أراد الحكيم بالئر ـ الدنيا ـ ، وبالغصن ـ الحياة ـ ، وبالفأرين ـالليل والنهار ،

وبالثعبان ـ الموت ـ ، وبالعسل ـ الأمل واللهو والمتاع ـ .

ومن أحاديث سيد البلغاء صلوات الله عليه قوله :(( إن قوماً ركبوا سفينة فاقتسموا ، فصار لكل رجل منهم موضع ، فنقر أحدهم موضعه بفأس ، فقالوا له ماتصنع ؟ قال هو مكاني أصنع فيه ماأشاء ، فإن أخذوا على يده نجا ، وإن تركوه هلك وهلكوا))

أسمعتم قول النبي ، لكأني بالرسول الأعظم كان ينظر من ستر رقيق فرأى بألمعية ذهنه وإشراق نفسه أمته تمزقها الأهواء وتفرقها المطامع فضرب لها هذا المثل .

وأراد بالسفينة الوطن العربي العام ، تقسمه الأخوة والبنون في عهود الضعف والأنحلال ، فصار لكل منهم وطن ودولة ،ولكن هذه الأوطان تجمعها دنيا واحدة كما تجمع السفينة مواضع الركاب ،

فكل وطن وإن استقل بنفسه مرتبط في قوام حياته بغيره ،
فهو حرِيّ ألا يوبق بحريته الوطن الجامع ، وألا يفسد بسياسته الصالح
المشترك ، فإذا نزغ أحدهم من شياطين الأستعمار نزغ فأراد أن يخرق السفينة من موضعه ،وجب على سائر الراكبين أن يأخذوا على يده ويقفوه عند حده ، وإلا هلك وهلكوا
.

المشتاق 09-08-2009 14:28

رد: من أدب الأمثال
 
تسلم ايدك اخت انيسه
موضوع رائع

خالد النورس 09-08-2009 14:31

رد: من أدب الأمثال
 
اللهم نسألك حسن القول وحسن الختام

الف شكر على المعرفة انيسة


أنيسة 09-08-2009 17:42

رد: من أدب الأمثال
 
يعيشك أخي الغالي المشتاق مشكور برشا على روعة مرورك
ربي يخليك و يسعدك

أنيسة 09-08-2009 17:43

رد: من أدب الأمثال
 
يعيشك أخي الغالي خالد على مرورك الرائع و ردك الباهي
ربي يخليك أخي و يسعدك

ابو سلطان 12-08-2009 02:10

رد: من أدب الأمثال
 
كلام كبير كثير
مشكوره انيسه
:067:

أنيسة 12-08-2009 16:42

رد: من أدب الأمثال
 
مشكور أخي أبو سلطان على مرورك الرائع و المتميّز

دانا 12-08-2009 20:08

رد: من أدب الأمثال
 
يسلمو انوسة على روعو اختيارك

أنيسة 13-08-2009 10:56

رد: من أدب الأمثال
 
الله يسلمك و يخليك دنونة الغالية مشكورة حبيبتي على روعة مرورك

حموووده 14-08-2009 10:48

رد: من أدب الأمثال
 
بارك الله فيكي على الكلمات الطيبة:h18:


الساعة الآن 01:54.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Developed By Marco Mamdouh
جميع الحقوق محفوظة لشبكة و منتديات صدى الحجاج