![]() |
"مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
18 عاما مرت والذكرى لن تموت مبعدو "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
___________________________________________ http://www.youtube.com/watch?v=CJr2n...eature=related غزة - حازم الحلو لا تزال أدق تفاصيل الإبعاد إلى "مرج الزهور"، عالقةً في ذهن البرلمانيِّ الفلسطينيّ الشيخ حامد البيتاوي، باعتبارها محطةً تاريخية هامّة ساهمت إلى حدٍ بعيد في الأخذ بيد الحركة الإسلامية نحو آفاقٍ عربية ودولية لم تكن ممكنة في ذلك الوقت.. الشيخ "البيتاوي" واحدٌ من 415 شخصاً حُشروا –معصوبي الأعين مقيّدي الأيدي- في حافلاتٍ اصطفّت خلف بعضها عند آخر حاجزٍ عسكريٍّ "إسرائيلي" في أقصى نقطةٍ بشمال "فلسطين المحتلة" عام 1948م.. ها هو ذا يستردُّ "ذكريات" شتاءٍ تراودُهُ في ذات الموعد كلّ عام.. السابع عشر من ديسمبر عام 92م.. يومُ الإبعاد والحكاية التي لن تموت أبداً.. اختبارٌ إلهي.. آثر الشيخُ بدايةً أن يرسم لـ "فلسطين" صورةً لما حدث معه ليلة الاعتقال، والتي كانت من أبرد ليالي شهر كانون الأول/ديسمبر للعام 1992، يقول :"كان الجو ماطراً وعاصفاً، فجأةً.. سمعتُ طرقاً شديداً على باب منزلي، فسارعت أسألُ عن ماهية الطارق، فلم يكن سوى جنود جيش الاحتلال.. أجابوا، وعصبوا عينيّ وقيّدوا يديّ وألقوا بي في سيارة عسكرية وتوجهوا بي إلى مقر الحكم العسكري في نابلس". ولا ينسى أبداً لحظة أمسك أحد ضباط المخابرات بلحيته وشتمه بألفاظٍ بذيئة ثم طرحوه وعشرات ممن كانوا معه في العراء تحت المطر يلتحفون السماء، "وكانت تلك أولى لحظات الامتحان الإلهي"، يتابع :"ولكن عبثاً أتت محاولات البرد يوم ذاك أن تبدد شيئاً من حرارة الأنفاس التي انبعثت من أنوف المعتقلين المؤمنين بأن ما أخذ بالقوة لا تستردُّه إلا القوة". وبين لحظةٍ وأخرى –يكمل البيتاوي- يتناثر شيء من الحديث بالعبرية عبر الأجهزة اللاسلكية التي يحملها جنود إسرائيليون، "والعارفون باللغة العبرية تسارعت دقات قلوبهم، كأنهم سمعوا شيئا يتعلق بقرار إبعادهم إلى لبنان" يضيف. وبحسب البيتاوي، فمنذ تلك اللحظة، دخلت قيادة الصف الأول والثاني في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وقياديون من حركة الجهاد الإسلامي مرحلةً جديدة عنوانها إنهاء وجود المقاومة الفلسطينية بإبعاد قادتها إلى خارج فلسطين وكان الاختيار قد وقع على لبنان لقربها من فلسطين. لكن البيتاوي وبعد تلك الأعوام الطويلة، استطاع استخلاص العديد من العبر والعظات، التي كان أبرزها أن قرار الإبعاد قد أريد له أن يكون نهاية المقاومة الفلسطينية، لكنهم -المبعدون- أحالوه إلى نقطة عز مضيئة في تاريخ فلسطين. سارت الشاحنات نحو مسافة خمسة كيلو مترات في اتجاه الحدود اللبنانية فيما يعرف بالمنطقة المحرمة وعند اقتراب الشاحنات من الحدود اللبنانية خرج الجنود اللبنانيون واعترضوها وطلبوا من المعتقلين عدم النزول والعودة من حيث أتوا حيث لا يوجد قرار من الحكومة اللبنانية بإدخالهم إلى لبنان البيتاوي إصرار "إسرائيلي" ورفضٌ لبناني وتعود خلفيات ذلك القرار الإسرائيلي إلى قيام الجناح العسكري لحركة حماس "كتائب القسام"، بعملية أسر لرقيب أول في الجيش الإسرائيلي يدعى "نسيم توليدانو"، ومطالبة حكومة الاحتلال بإطلاق سراح معتقلين من حماس وعلى رأسهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين قبل الساعة التاسعة من مساء اليوم التالي وإلا فإن كتائب القسام ستقتل الجندي الإسرائيلي. وفي مساء اليوم التالي عثر على جثة توليدانو بعد إعلان "كتائب القسام" عن قتله بسبب عدم انصياع حكومة الاحتلال لمطالب الجهاز العسكري، ليجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي وليخرج المجتمعون بقرار الإبعاد بحق كافة قادة حركة حماس وعدد من قادة الجهاد الإسلامي. لحظاتُ صمت قليلة مرت قبل أن يكمل القيادي في حركة حماس فيقول: "حينما أنزل الجنود الإسرائيليون كافة المعتقلين من الحافلات، بدؤوا بفك قيودهم ورفع الأربطة عن أعينهم وقاموا بتحميلهم على ظهر شاحنات نقل تجارية يملكها أشخاص "دروز" يعملون في النقل بين الحدود اللبنانية والفلسطينية المحتلة". وسارت الشاحنات - كما يروي البيتاوي - نحو مسافة خمسة كيلو مترات في اتجاه الحدود اللبنانية فيما يعرف بالمنطقة المحرمة وعند اقتراب الشاحنات من الحدود اللبنانية خرج الجنود اللبنانيون واعترضوها وطلبوا من المعتقلين عدم النزول والعودة من حيث أتوا حيث لا يوجد قرار من الحكومة اللبنانية بإدخالهم إلى لبنان. ويتابع: "عادت الشاحنات أدراجها إلى "المطلة" ولكن قبل وصولها إلى المنطقة بحوالي 3 أو 4 كيلو مترات قامت القوات الصهيونية بفتح النيران بكثافة شديدة باتجاه الشاحنات والمبعدين الفلسطينيين، الأمر الذي دفع بالسائقين للعودة أدراجهم والطلب من المبعدين النزول حيث لا مفر لهم سوى البقاء بين مطرقة الأسلحة الإسرائيلية وسندان القرار اللبناني بعدم السماح لهم بالدخول". ويستطرد في تفصيل الموقف :"نزل المبعدون جميعاً من الشاحنات وحاولوا الجلوس بالقرب من وطنهم الذي أبُعدوا عنه لكن النيران الإسرائيلية منعتهم من التقدم وكان الفجر قد بدأ في البزوغ، فقرروا أخذ زمام المبادرة حيث باتوا على قناعة تامة الآن بأنه قد تم فعلا إبعادهم إلى جنوب لبنان وأنهم قد أصبحوا خارج الوطن". ظروفٌ صعبة "مختلفة" ويضيف البيتاوي: "على الفور قرروا أن يجلسوا في أقرب منطقة يوجد بها ماء، وبعد لحظات من المسير وجد المبعدون أنفسهم في منطقة مرتفعة بين نهري ماء، فقرروا الجلوس بها ولتسمى فيما بعد بـ"مرج الزهور" لقربها من قرية لبنانية يقطنها سكان لبنانيون سنيون". ويكمل عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس: "إن المبعدين استقروا في ذلك المكان بالرغم من شدة البرد وهطول الثلوج .. لم يكن لدى المبعدين أي ملابس إضافية أو خاصة تقيهم هذا البرد "الثلجي" الذي لم يعتادوا عليه في حياتهم، كان المبعدون قد نقلوا أو رحلوا أو أبعدوا بنفس الملابس التي خرجوا بها من بيوتهم لحظة اعتقالهم ولم تكن تلك الملابس تقيهم برد هذه المنطقة القارس، ثم أين سينامون أو يقيمون بين السماء والثلج؟. المبعدين استقروا في ذلك المكان بالرغم من شدة البرد وهطول الثلوج .. لم يكن لدى المبعدين أي ملابس إضافية أو خاصة تقيهم هذا البرد "الثلجي" الذي لم يعتادوا عليه في حياتهم، كان المبعدون قد نقلوا أو رحلوا أو أبعدوا بنفس الملابس التي خرجوا بها من بيوتهم لحظة اعتقالهم ولم تكن تلك الملابس تقيهم برد هذه المنطقة القارس البيتاوي وكانت اللحظات الأولى للإبعاد –يقول البيتاوي- في غاية القسوة خاصة ما يتعلق بالمسألة النفسية الصعبة جداً وهي تقبل فكرة الإبعاد عن الوطن والأهل هكذا في لحظات قليلة، بدون سوابق إنذار وبدون أمل أو يقين بأن هذا الأمر سيكون لفترة بسيطة، لقد كان الأمر في غاية التعقيد واليأس والتعب. وأردف: "مع بزوغ صباح أول أيام الإبعاد، أصبح العالم على علم بالقرار، فبدأت وسائل الإعلام بالتحرك السريع لتغطية الخبر وتقاطرت إلى مقر المخيّم، كما بدأت المؤسسات الدولية والإنسانية بالتحرك من أجل مساعدة أولئك النفر الذين أقاموا على مرمى حجر من الوطن". ويصف البيتاوي مخيم المبعدين بأنه أشبه بالدولة المصغرة فقد قسم للجان مختلفة منها: اللجنة الإعلامية التي ترأسها د.عبد العزيز الرنتيسي- رحمه الله- المتحدث باسم المبعدين باللغة العربية والدكتور عزيز دويك المتحدث باللغة الإنجليزية، وكانت مهمة هذه اللجنة الحديث مع وسائل الإعلام العربية والعالمية. ويشير البيتاوي إلى باقي اللجان والتي كان منها اللجنة المالية واللجنة الاجتماعية واللجنة الرياضية ولجنة الدعوة وغيرها من اللجان الفاعلة، وقاموا بتأسيس جامعة تضم مختلف العلوم سميت بـ"جامعة ابن تيمية". مردود "عكسيّ" ويتابع: "أرادوها لنا منفى ونكبة، واخترنا أن تكون رحلة وتجربة وعودة حتمية"، مؤكدا أن رحلة الإبعاد عادت على المبعدين بالخير الكبير على عكس ما أراد الاحتلال، إذ أرادت الحكومة (الإسرائيلية) من عملية الإبعاد إيقاف المقاومة وإضعاف الحركة الإسلامية بإبعاد رجالاتها، إلا أن إرادة الله - سبحانه وتعالى – قد أحالت المحنة إلى منحة زادت من رصيد الحركة الإسلامية. بعض زوار المخيم من الصحفيين قد دخلوا في الإسلام بعدما رأوا نماذج الصبر والصمود وحسن التعامل من قبل المبعدين البيتاوي ويلفت البيتاوي النظر إلى أن بعض زوار المخيم من الصحفيين قد دخلوا في الإسلام بعدما رأوا نماذج الصبر والصمود وحسن التعامل من قبل المبعدين، ليؤكد البيتاوي أن الإبعاد قد أوصل صوت الحركة الإسلامية إلى أكثر من 100 دولة من خلال جيش الصحفيين، وعرف العالم حقيقة الحكومة الإسرائيلية التي تدعي حماية حقوق الإنسان. ويتذكر البيتاوي عدداً من رفاق رحلة الإبعاد من الشهداء مثل جمال سليم وجمال منصور وصلاح دروزة والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والعشرات غيرهم. ويذكر البيتاوي موقفا بطوليا خلال عملية الإبعاد، فحينما شعر المعتقلون بوجود قرارٍ بإبعادهم، وقف الشيخ البيتاوي وسأل أحد الضباط إلى أين تذهبون بنا؟، فأجاب الضابط أنتم مبعدون إلى لبنان بقرار من حكومة (إسرائيل)، فرد عليه الشيخ: بلغ رئيس حكومتكم أننا لسنا مقطوعين من شجرة وسنعود بإذن الله، وأنكم بهذه الخطوة تجرون المنطقة إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار. أغلقت سماعة الهاتف مع الشيخ البيتاوي، لأقلب في ذهني بعض صور المبعدين وكلماتهم التي نقشوها على الثلج الأبيض، سنعود.. حتما سنعود.. وعادوا قبل أن يذوب الثلج، ليقفلوا بذلك باب الإبعاد إلى خارج فلسطين إلى الأبد. |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
في الثالث عشر من كانون أول (ديسمبر) 1992م، اختطف الجهاز العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) كتائب الشهيد عز الدين القسام، جندياً إسرائيليا، وطالبت الكتائب الحكومة الإسرائيلية بإطلاق سراح مجموعة من معتقلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وعلى رأسهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، وعدد من المعتقلين من الفصائل الفلسطينية والأسرى العرب، وإلا فإن الكتائب ستقوم قبل الساعة التاسعة من اليوم التالي بقتل الجندي الأسير، وفعلاً قامت بقتله بسبب عدم التجاوب الإسرائيلي مع مطالب كتائب القسام. اجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي بتاريخ 17 كانون أول (ديسمبر) 1992م، واتخذ قراراً بإبعاد عدد كبير من قادة حماس والجهاد الإسلامي، فتم اعتقال عدد منهم، وفرز عدد آخر من المعتقلين سابقاً، وقامت مصلحة السجون وقوات الجيش بتجميعهم في أماكن محددة، وهم لا يعرفون ما هو مصيرهم، وقد بلغ عدد المعتقلين والمجتمعين من المعتقلات نحو ألف معتقل، وخلال ذلك الوقت كانت المخابرات الإسرائيلية تعد قائمة بالأشخاص الذين سيتم إبعادهم، وقد تم نقل المعتقلين أثناء تجميعهم من المعتقلات بطائرات الهيلوكبتر أو بالحافلات (حسب بعد وقرب مكان المعتقل من مكان تجميع المعتقلين) قرب الحدود الفلسطينية اللبنانية. قررت (إسرائيل) إبعاد (415) شخصاً غالبيتهم من حركة حماس ومنهم حوالي (40) من حركة الجهاد الإسلامي. أنزل الجنود الإسرائيليون المعتقلين من الطائرات والحافلات، وفكوا قيودهم، ورفعوا الأربطة عن عيونهم، وقاموا بتجميعهم بشاحنات نقل تجارية تعود ملكيتها إلى أشخاص دروز، كانوا يعملون في النقل بين الحدود اللبنانية- الفلسطينية، وتحركت الشاحنات مسافة خمسة عشر كيلو متر في المنطقة المحرمة، وعندما وصلت الشاحنات الحدود، اعترضها الجنود اللبنانيون وطلبوا من المعتقلين عدم النزول من الشاحنات، والعودة من حيث جيء بهم، لأنه لا يوجد قرار من الحكومة اللبنانية بإدخالهم إلى لبنان. عادت الشاحنات إلى تجاه المطلة، لكن القوات الإسرائيلية فتحت النار بكثافة باتجاه الشاحنات، الأمر الذي جعل السائقين يعودون للخلف، ويطلبون من المعتقلين النزول من الشاحنات، فهم بين نارين، نار الجيش الإسرائيلي، وعدم السماح اللبناني لهم بالدخول إلى أراضي لبنان. نزل المبعدون من الشاحنات، وجلسوا على الأرض، لا يدرون ما يفعلون ، وقد أدركوا أنه قد تم إبعادهم عن أرضهم، فأقاموا تلة ليقيموا فيها، وعرفت تلك المنطقة فيما بعد باسم (مرج الزهور)، وهي قرية لبنانية، وقد قال لي كثير من المبعدين بعد عودتهم عن تلك المنطقة عند وصولهم إليها:" لو ربطنا فيها قرداً لهرب من سوء ظروفها، وشدة بردها في كانون أول". كانت اللحظات والأيام الأولى من الإبعاد في غاية القسوة، بسبب الإبعاد عن الوطن وشدة البرد، وعدم امتلاك الطعام واللباس والفراش المناسب وعدم توفر الأدوية للمرضى منهم. في صباح اليوم التالي وصلهم الصليب الأحمر الدولي، ونقل إليهم الخيام والأغطية، وبعض المستلزمات الضرورية الأولى للاستقرار، وبدأت وسائل الإعلام تتحرك تجاههم وتنقل صورهم. بدأ المبعدون يقسمون أنفسهم للقيام بالمهمات المطلوبة، لتسيير حياتهم في تلك البقعة المقطوعة، واتفقوا على أن يكون الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الناطق باسم المبعدين، وبعد ثلاثة أشهر من الإبعاد أجرى المبعدون انتخابات داخلية، وتم اختيار عدة لجان هي: لجنة العلاقات الخارجية، ولجنة الإعلام الخارجية والداخلية، ولجنة التموين، ولجنة التعليم والصحة، فتمت الاستفادة من العلماء والأكاديميين والخطباء والوعاظ، فأنشئت جامعة (ابن تيمية) للمبعدين، وتم التنسيق مع الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على احتساب المساقات التي يدرسها الطلبة (المبعدون) في جامعة (ابن تيمية) في تلك الجامعات، كما أقامت الجامعة دورات تدريبية لغير طلبة الجامعات فاستغلوا أوقاتهم، وارتفعت معنوياتهم، وطوّروا قدراتهم. كان الإبعاد إلى (مرج الزهور) رغم قسوته وظروفه الصعبة ذا ايجابيات منها: تعّرف العالم على حركة حماس، لأنها كانت قبل ذلك حركة مقاومة داخل فلسطين ولا يعلم العالم عنها شيئاً، كما برزت قيادات جديدة لحماس بديلاً عن تلك القيادات المبعدة، وظهر للجميع أن أولئك المبعدين يختلفون في سلوكهم وأخلاقياتهم عمن سبقوهم في لبنان، واتضح إصرار أولئك المبعدين على العودة، فظلوا في مكانهم، لا يغادرونه، حتى تمكنوا من العودة إلى غزة والضفة، وبذلك افشلوا مشروع الإبعاد الجماعي. |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
|
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
|
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
|
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
|
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
|
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
|
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
|
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
|
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
|
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
|
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
|
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
|
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
ذكرى مرج الزهور 17 - 12 1992م برومو وثائقي على حدود الوطن http://www.youtube.com/watch?v=O1152VsV8KI&feature=player_embedded http://www.youtube.com/watch?v=O1152...layer_embedded http://www.youtube.com/watch?v=hvPXc...layer_embedded على حدود الوطن ، فيلم وثائقي يروي قصة معاناة اكثر من ٤٠٠ فلسطيني ابعدتهم اسرائيل الى جنوب لبنان في تاريخ ١٧ ديسمبر من العام ١٩٩٢ لمدة تتراوح بين عام وعامين. |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
الفليم الوثائقي بعنوان رحيل الزهور http://www.aqsatv.ps/ar/win_vid_arch.php?vid=113 |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
الدكتور عزيز دويك في مرج الزهور نشيد نحن يا قدس رجعنا ..بصوت مبعدي الخليل إلى مرج الزهور الدكتور عبد العزيز الرنتيسي يحيي أهل مدينة الخليل من مرج الزهور |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
|
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
نبذة بإختصار مبعدي مرج الزهور هم عبارة عن 416 ناشطاً فلسطينياً من حركتي حماس و الجهاد الإسلامي و الذين تم إبعادهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان تم هذا الإبعاد في تاريخ 17 ديسمبر من عام 1992، قام هؤلاء المبعدين بالمرابطة في مخيم العودة لإرغام سلطات الاحتلال على إرجاعهم و قد نجحو في ذلك. برز عبد العزيز الرنتيسي القيادي السابق في حركة حماس و الذي اغتالته القوات الإسرائيلية لاحقاً، برز كمتحدث رسمي باسم مبعدي مرج الزهور . أسماء بعض مبعدي حركة حماس | عبد الله القواسمي عزيز دويك فتيح خلف الله محمود الزهار عبد الفتاح دخان عبد العزيز الرنتيسي جمال سليم صلاح الدين دروزة حسين المصري محمد طه محمد جمال النتشة أحمد علي الحاج علي خالد طافش فتحي القرعاوي نضال القواسمي محمد مطلق أبو جحيشة جمال طلب نصار كمال طلب نصار فلاح محمد طلب نصار محمد طلب نصار الشيخ أبو ناصر الكجك حماد الحسنات أحمد نمر حمدان يوسف ابو هين محمود ابو هين ايمن ابو هين محمد فؤاد أبو زويد الشيخ حامد البيتاوي جمال سليم يوسف السوركجي يوسق قنن أبو احمد جاد الله الدكتور ابراهيم ابو سالم |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
|
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
تعريف بسيط بقرية مرج الزهور http://www.janobiyat.com/imagex/2008/11_4.jpg صورة لجزء من بلدة مرج الزهور عند الطريق الدولي بين المصنع ومرجعيون، وعلى مسافة قريبة من النصب التذكاري للشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، تقوم مرج الزهور، بلدة القصور الفخمة الخالية من سكانها، وبوابة الجنوب من البقاع. توحي للعابرين أن ثمة حياة من نوع آخر تسود هذا المكان، لكن واقع الأمر مختلف كلياً: قصور أنجز بناؤها، هي اليوم بحاجة إلى من يبعث فيها الروح، بدلاً من نسمات تحرك غصناً أمام دار، أو تتسلل عبر فتحات قرميد، لتحاكي أصوات عصافير الدوري في هذه الناحية أو تلك. ويعزو الأهالي هذه الحالة إلى الهجرة الكثيفة التي لم تستثن منزلاً أو عائلة، لعدم الاستقرار وغياب فرص العمل. استضافت البلدة في مطلع التسعينيات 425 فلسطينياً أبعدهم الاحتلال لمدة سنة، بعدما نقلتهم حافلات إلى معبر زمريا سابقاً، ومنه توجهوا سيراً إلى مرج الزهور شمالاً، ثم تراجعوا جنوباً بضعة كيلومترات وأقاموا مخيماً استمر سنة كاملة، وارتبط اسمه بالبلدة لقربه منها. ويقول عضو المجلس البلدي عبد الرحمن الحاج: «إن عدد المقيمين لا يتجاوز 700 نسمة شتاءً، ويرتفع العدد في فصل الصيف إلى الألف. وهذه الحالة سببها الهجرة الكثيفة التي طالت كل العائلات، واختطفت العنصر الشبابي من البلدة. ويعود السبب في ذلك إلى حال عدم الاستقرار وانعدام فرص العمل. كانت البلدة في السابق تقتصر على مساحة ضيقة قريبة من الطريق الدولي، ومع بروز المال الاغترابي اتسعت دائرتها العمرانية وتحولت غالبية منازلها إلى قصور فخمة هي للأسف الشديد خالية من أصحابها. الطابع الاغترابي قضى على كل القطاعات، وخصوصاً القطاع الوظيفي، إذ إن هناك خمسة أو ستة موظفين فقط، فيما يعتمد الباقون في عيشهم على أموال اغترابية، وتبقى الزراعة وسيلة تسلية إضافية. أما مربو المواشي فتناقص عددهم ليصل إلى ثلاثة، بعدما كان جميع الأهالي فلاحين ومزارعين. وهذه الهجمة المتزايدة على الهجرة، بدءاً من سن الرابعة عشرة، قضت على القطاع التربوي وحدت من المستوى التعليمي». وأوضح عبد اللطيف عبد اللطيف (30 عاماً) المولود في أوستراليا أن نحو مئة عائلة من البلدة تقيم وتعمل هناك، يزيد تعدادها على 600 نسمة، منها الرعيل القديم الذي هاجر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وما زال متمسكاً بجذوره، محافظاً على التقاليد والعادات العربية الأصيلة، ويحب العودة والاستقرار في بلده، لكن سوء الأحوال الاقتصادية والسياسية والأمنية يحول دون ذلك. أما الجيل الجديد فيفضل العمل والاستقرار خارج لبنان، حيث ينال كل مواطن حقه بعيداً عن الوساطات والمحسوبيات. ويشير عبد المجيد حسين إلى أن قرية مرج الزهور تتبع الجنوب إدارياً فقط، فالمياه والكهرباء من البقاع، وكذلك الهاتف، وهي البلدة الجنوبية الوحيدة ذات الترميز 08 هاتفياً. وعن الجالية الإغترابية، قال: «أوسع حركة عودة للمغتربين تشهدها البلدة مع حلول الانتخابات البلدية، حيث تؤدي الحساسيات العائلية دوراً كبيراً يدفع في البعض إلى تمويل عودة المئات من بلاد الاغتراب دعماً لهذه اللائحة أو تلك. أما أغلب المقيمين فمن كبار السن، الأمر الذي مثّل حاجزاً أمام تسلل الأحزاب والتيارات السياسية إلى البلدة، فبقيت بمنأى عن التجاذبات السياسية لمصلحة العائلات». تتبع قرية مرج الزهور قضاء حاصبيا، يبلغ تعداد سكانها نحو 2000 نسمة، تنتج سنوياً نحو 5000 صفيحة زيت زيتون. وفيها مدرسة رسمية متوسطة تضم نحو 60 تلميذاً، ومجلس بلدي مؤلف من تسعة أعضاء. |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
بعدان من مرج الزهور يرويان لـ «السبيل» ذكرياتهما مع الشهيد الرنتيسي
فلسطين المحتلة (نابلس) كشف الدكتور عزيز دويك – والذي كان ينام في ذات خيمة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في معسكر مرج الزهور- عن سرٍ قال إن الكثيرين لا يعرفونه وهو محاولة اغتيال تعرض لها الرنتيسي خلال وجوده في مرج الزهور. وقال الدكتور دويك في تصريحات خاصة « كانت أول محاولة لاغتياله في مرج الزهور في خيمة الإعلام في اليوم الأول من شهر رمضان، يومها حضر شخص يتحدث العربية ادعى بأنه مترجم لصحفي ياباني دخل الخيمة وترك حقيبة فيها قنبلة موقوتة». وأضاف: «انفجرت هذه القنبلة مع أذان المغرب بالضبط وأحرقت الخيمة بأكملها، ومن رحمة الله بنا أن الجميع كانوا على مائدة الإفطار، وقد سمع الجميع صوت الانفجار وهبوا لإطفاء الحريق، وحاولوا البحث عن الصحفي ورفيقه فلم يجدوا لهم آثاراً». يقول أحمد الحاج علي -أحد ابرز قيادات حركة حماس في الضفة الغربية وأحد رفقاء الدكتور الرنتيسي في مرج الزهور- سمعت عن أبي محمد قبل مرج الزهور، فتعلقت به وتمنيت من الله أن أقابله، وهذا ما تحقق بالفعل عندما أبعدت قوات الاحتلال قيادات الحركة من الأراضي المحتلة إلى جنوب لبنان فالتقيت به في مخيم «مرج الزهور» وهناك بدت لي شخصيته بشكل أوضح، ورحت اكتشف جوانبها، وكانت قدرته على القيادة ظاهرة للجميع. وأضاف الحاج علي: «اتفق المبعدون على اختيار مجموعة تقود المعسكر وتدير شؤونه، ولأن حماس تؤمن بالشورى فقد أجرينا فيما بيننا انتخابات، لاختيار 25 شخصاً يديرون شؤوننا من كافة النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية حاز فيها الدكتور الرنتيسي على ثقة كاملة من إخوانه، حيث امتاز بمجموعة من الصفات التي تؤهله لذلك. صفات شهيدنا ويستطرد الحاج علي معدداً صفات الشهيد الرنتيسي بالقول: «كان لماحاً وشديد الذكاء، وإذا آمن بفكرة يدافع عنها بكل قوته، ومع هذا فهو يلتزم بما يجمع عليه الآخرون، ولا يتزمت برأيه لكنه يتعصب للحق سواء لرأيه أو رأي إخوانه. وتابع: «إنه ذو عقلية منفتحة، وبديهة حاضرة، لديه عمق في التفكير، يدرك تماماً ما يقال حوله، ويملك القدرة الهائلة على إقناع المستمعين بفكرته، كما أنه بعيد النظر يمتاز بالصبر والهدوء والانضباط، شخصية تتدفق حيوية منقطعة النظير.. مهما ذكرنا من صفات فلن نوفي أبا محمد حقه.. عليه رحمة الله». ومنذ ذلك اليوم بات الرنتيسي مكلفاً بمخاطبة العالم الخارجي ومسئولاً للجنة الإعلامية، فاستحق بجدارة أن يكون الناطق الرسمي باسم حركة حماس. ويشير رفيق الشهيد إلى أن الدكتور عبد العزيز كان يستقبل يومياً في خيمته عشرات الوفود الصحفية من كافة أنحاء العالم ولا يكل أو يمل ولديه القدرة أن يتحدث مع كل وفد بما ينسجم مع أفكاره وآرائه، وكأنه يضع أمامه خريطة العالم الجغرافية والسياسية، وكثيراً ما كنا نذهب للنوم بعد منتصف الليل وتبقى خيمة الرنتيسي عامرة. وأضاف: «لم يكن ينام أكثر من ساعتين أو ثلاث فقط، لكثرة الوفود التي كانت تزور المخيم، ومع هذا فلم يكن يشعر بالتعب أو الإرهاق»، وهذا ما زاد من ثقة إخوانه فيه، ليفوز في الانتخاب الثاني بعد 6 أشهر، ويستمر عطاؤه اللا محدود». علبة البسكويت ويذكر الحاج علي أنه كان مسؤولاً عن التبرعات التي تصل للمعسكر، وفي إحدى الليالي الباردة جداً، وبعد منتصف الليل بقليل سمعتُ صوت أبي محمد ينادي علي «قم يا أبا علي» ، فتوجستُ في بادئ الأمر من السبب الذي يدفع الدكتور للخروج من خيمته والقدوم عندي، وعندما دخل الخيمة فإذا به يحمل بين يديه علبة بسكويت، لم يكن بداخلها أكثر من 10 حبات فقط، وقال لي إن هذا البسكويت جاءه به الصحفيون والإعلاميون الذين زاروه. وعندما سألته ما المطلوب مني، قال أنت مسؤول الصندوق وهذا ليس من حقي بل من حق الإخوان لذلك جئت لأرده إليك لتقوم أنت بتوزيعه عليهم، فقلت له إن الأمر لا يستحق فهم بضع حبات ولك كامل الحق أن تأكلهم خاصة انك مشغول دوماً عنا ولا تتناول الطعام في وقته وتشعر بالإرهاق والتعب، فرفض أن يأخذ ولو حبة واحدة وترك العلبة عندي وخرج». يقول الحاج علي أن ما قام به الرنتيسي يدل على اتصافه بخصلة الإيثار وعدم أنانيته، وحبه لإخوانه والعمل على مصلحتهم، وكل صفاته لازمته حتى ساعة استشهاده فكونه قائداً لحماس لم يغير منه شيئاً، بل على العكس تماما كان حريصا على الحركة أكثر من أي وقت مضى». وختم الحاج علي حديثه عن الرنتيسي واصفاً إياه بـ«أمين هذا الجيل»، واستشهد بكلامه على قول الرسول صلى الله عليه وسلم «الناس كإبل المئة لا تجد فيها الراحلة»، وكذلك ما قاله سيدنا عمر بن الخطاب عندما سألوه ما يتمنى فأجاب بأنه يتمنى أن يكون البيت الذي يتواجد فيه مليء بأشخاص من مثل أبو عبيدة»، ونحن نتمنى وندعو الله أن تمتلئ فلسطين بأمثال الرنتيسي، فنحن بأمس الحاجة لقادة يتصفون بصفاته ويسيرون على دربه ويرفعون شعار الإسلام ويبيعون أنفسهم لله وهذا هو البيع الرابح». أول لقاء في 92 أما الدكتور عزيز دويك فيقول إنه يعجز عن وصف الشهيد فقد كان قائداً مميزاً ومجاهداً فذاً عجزت النساء في هذا الزمان أن يلدن أمثاله». واسترجع دويك اليوم الذي التقى به بالرنتيسي قائلاً: «كان أول لقائي به ليلة الإبعاد في كانون الأول عام 1992 سمعت صوته وهو يصيح رافضاً ان يتفرق المبعدون في ربوع لبنان أو غيرها من البلاد العربية ومصرا على ان يكون المبعدون قبالة ارض فلسطين الغالية.. ومن اليوم الأول للإبعاد كان الرنتيسي قائدا للمخيم وناطقا إعلاميا رسميا باسمه استطاع من خلال آلاف اللقاءات الصحفية والإعلامية ان يجسد قضية فلسطين حية ماثلة في النفوس والأذهان وقد أمكنه ان يجعل قائدا مثل حافظ الأسد يقول لمن حوله: «من أراد ان يتعلم السياسة فليذهب الى مرج الزهور». وبعدها توالت لقاءاته الصحفية بحيث أمكنه ان يحول هو وإخوانه محنة الإبعاد الى منحة انعكست باليُمن والخير والبركات على قضية فلسطين وشعبها. نعم اقبل بـ«إسرائيل»! ويتابع دويك وهو يحبس دموعه وقد تحشرج صوته «كان الرنتيسي يؤمن بوحدة ارض فلسطين؛ فقد قابله صحفي يوماً وسأله: «هل تقبلون بدولة إسرائيل؟» فأجابه: «نعم» ثم سأله من أي البلدان أنت، أجاب الصحفي: «من سويسرا» فسأله: «وهل تقبل بدولة إسرائيل داخل دولة سويسرا؟» فرفض الصحفي بشدة قائلاً: «لالالالا» فقال له الرنتيسي: «وأنا مثلك، فكيف تريد لي ان اقبل ما ترفضه أنت؟». وكثيرا ما قال «فلسطين للفلسطينيين كما ان فرنسا للفرنسيين وإيطاليا للإيطاليين». ويضيف: «الحياة بالنسبة للرنتيسي عقيدة وجهاد، قد كان دائم الاعتقاد بأن «المنهج أبقى من الأفراد» لان الأفراد يستشهدون ويموتون، لكن المناهج باقية خالدة لها رحيقها ولها تأثيرها في الأفراد والجماعات وصناعة التاريخ». موقفه من السلطة ويشير دويك إلى أن الشهيد الرنتيسي رفع شعار (لئن بسطتَ إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يديَ إليكَ لأقتلك) خاصة عندما تواردت الأنباء عن مجيء السلطة الى ارض الوطن وأن هذه السلطة ستسجن وتقتل أبناء حماس، وقد كان لهذا الشعار آثاره بالحفاظ على شمل فلسطين موحدا وقد كان لذلك آثاره أيضاً في تحمل أبناء الحركة لحلقات اعتقال مستمرة مارستها السلطة بضغط من «إسرائيل» وأمريكا وضغط من الحكومات العربية المختلفة. رسالة لطفله ويضيف: «أذكر عندما أرسل رسالة الى ولده احمد وقد كان طفلا (11عاماً) يحفزه فيها على ان يلتزم بطاعة والدته واحترام أقربائه ويدعوه فيها ان يبقي قضية فلسطين حية في نفسه وان يحفظ ثار أهله ممن كانوا سببا في معاناتهم ولجوئهم وطردهم من كل فلسطين ومن «يبنا» التي هي مسقط رأسه. ويقول دويك: «لا أنسى موقفه عندما زار أطفال من البوسنة مرج الزهور وقدم الأطفال قليلا من المال تعبيرا من الشعب البوسني لدعم هؤلاء المبعدين وقدر المبلغ بـ 120 دولاراً فقام الرنتيسي وإخوانه المبعدين بتقديم كل ما يملكون من المال تصل يومها الى 4 آلاف دولار أمريكي لأطفال البوسنة كي يحملوها الى شعب البوسنة المسلم تعبيرا منه ومن إخوانه عن عميق الشعور بمأساة هذا الشعب المسلم الذي قتل شر تقتيل وشرد شر تشريد لا ذنب له سوى انه شعب مسلم. ويختم دويك حديثه عن حبيبه الرنتيسي بالقول: «كان صقر فلسطين ولسانها وقلبها النابض إلى آخر لحظة من حياته، ويحمل لها ما وسع من جهد بيقين لم تنفصم عراه موقناً ان طريق رسول الله والجهاد في سبيل الله هو طريق الحل الأقصر لرفع المعاناة عن شعب فلسطين وعودة اللاجئين الى مدنهم وقراهم وإنهاء حالة اللجوء التي كان لأخر لحظة يعتبرها صفعة على جبين ما يعتبره العالم المتحضر، هذا العالم الذي مارس النفاق وما زال». |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
مرج الزهور بين الذكرى والعبرة دولة حماس الأولى / أ.عماد الحديدي الخميس 17/12/1992م يوم عظيم في أجندة الشعب الفلسطيني عظيم بحدثه الكبير الذي أعاد للذاكرة الفلسطينية التشرد القسري عامي 48 ، 67 هروبا من الإرهاب الصهيوني المتمثل بالقتل والإعدام الجماعي والاغتصاب والضرب والحرائق وسلب الاراضي والاعتقالات الهستيرية وغيرها من الأعمال التي تقشعر لها الابدان وتتقزز من ذكرها النفوس أعادت الذاكرة أمام الحدث الحي( ابعاد 417 فردا من عناصر حركة المقاومة الاسلامية "حماس" وحركة الجهاد الاسلامي) أمام شاحنات البهائم المكدسة ببشر سلبوا الحرية أخرجوا عنوة من ديارهم ومن بين أهليهم ليلقى بهم تحت العواصف الثلجية والبرد القارس في جنح الليل المظلم وسط الجبال والهضاب الموحشة هذا الحدث الجلل الذي جسده الارهاب الصهيوني ضد هؤلاء الأبرياء العزل كان أمام ومرأى ومسمع العالم الحر بأسره، الشعوب والحكومات والمؤسسات والجمعيات والتكتلات والاحزاب والجاليات أمام أعين الامم المتحدة وتحت سمع جمعيات حقوق الانسان والصليب الاحمر الدولي دون أن يحرك أحدهم ساكنا. وحتى لا تمر الذكرى دون الوقوف على العبر وتركها تضيع وسط الذكريات المريرة والاليمة التي يكتوي بنارها شعبنا الفلسطيني صباح مساء، وحتى لا نطمس هذه الصفحة المشرقة في تاريخ جهاد ونضال شعبنا الفلسطيني وصفحة مضيئة في ادارة وحكم حركة المقاومة الاسلامية حماس لدولتها الاولى التي أطلق عليها بعض الصحفيين"الدولة الفاضلة" والتي انتصرت فيها انتصارا عظيما وألحقت بالصهيونية شر هزيمة كان حقا علينا أن نقف معتبرين أمام هذه الصفحة المشرقة من زوايا متعددة: -الابعاد والايمان بالله وبقدره: منذ اللحظة الاولي من عمر الابعاد تعلقت القلوب بربها وخالقها مؤمنة بقضائه وقدره وقدرته على قلب الموازين وتغيير القوانين والمسلمات فهو السيد ومادونه عبيد يسخرهم كيف يشاء ومتى يشاء" إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " فالسائر في جنبات مرج الزهور لا يرى الا مصليا قائما أو مسبحا داعيا أو مجتهدا خاشعا أو صائما باكيا "وكان حقا علينا نصر المؤمنين" ، " كذلك حقا علينا ننج المؤمنين". - جاء الابعاد والعمل الاجرامي (ضد مجموعة من أبناء شعبنا) كخطوة لاحقة ضمن مخطط رهيب ومنظم ومعد مسبقا لتفريغ أرضنا من شعبنا وقد استهدف مجموعة متميزة تتحد بقاسم مشترك ألا وهو الاتجاه الاسلامي والذي تصب الصهيونية عليه حمم براكينها وتنفث فيه سمومها مما دفع الكثير من أبناء العرب والغرب بأن يهذى بهذه الافكار المسمومة ويروجها ويسخر لها كل طاقاته وامكانياته وتحت هذا الجو العاصف ضد " أنصار الحركة والصحوة الاسلاميةالفلسطينية" جاء الابعاد ليوحد اللحمة الفلسطينية والعربية والاسلامية الامر الذي قلب السحر على الساحر فتجسدت الوحدة الوطنية في قضية الابعاد لتعطي صورة من أروع الصور البطولية للشعب الفلسطيني الاسطورة، فوحدة المبعدين ووحدة الداخل والخارج وفلسطيني ال(48) وصبر وصمود وكفاح المبعدين جعل الشعب الفلسطيني ينصهر في بوتقة واحدة ليشكل ولأول مرة ورقة ضغط حقيقة على الصهيونية وامريكا تراجعت أمامها متحججة بالمبعدين خطأ مرة وبالمرضى والحالات الانسانية مرة أخرى والصفقة الاسرائيلية والتنازلات عبر الوساطة العربية والاجنبية وهكذا انتهت القضية بالرضوخ واعادة المبعدين. - الابعاد حدث مفاجئ من المفاجآت الصهيونية والتي تنثرها بين الحين والحين الاخر اما لإشغال العالم بحدث جديد للقيام بعمل آخر في اتجاه أخر أو أن يكون خطوة تلحقه خطوات من نفس النوع الامر الذي يتطلب ترويض حتى الادمان( يستمرئها العالم) أو مظهر من مظاهر ابراز العضلات الصهيونية بغرض المهابة والتخويف والارهاب. - الابعاد كغيره من الاحداث المأساوية والتي تستجيش لها العاطفة وتختلج لها الصدور وتهفو لها القلوب في بداية الامر وترجمت كل هذه الامور بالشجب والاستنكار والمطالبة باعادة المبعدين الى وطنهم فورا وبدون اية شروط أو تأخير ومع المماطلة والتسويف والاعذار غير المقبولة تذوب القضية رويدا رويدا ويبدا الرأي العام يتعامل معها كأنها أمر واقعي وتبدأ صلته بها تضعف حتى تموت وتبقى القضية محصورة على عناصرها وأهلها ومن يهمه أمرها كما حدث مع المبعدين من شهر ابريل حتى أوائل سبتمبر لعام 1993م ولكن القضية إذا أرادت أنى تبقى حية في الاذهان والوجدان وتقلق مضاجع الظلام فلابد من اثارة وترتيب الاوراق اثر كل خطوة وتحليل واستقراء واستنتاج بجانب الخبرة والحنكة والمرواغة والتخطيط المسبق المدروس ليأتي التنفيذ السليم كل هذا كان في مرج الزهور فكانت المفاجأة هي ديدن سياستهم وديمومة تواجدهم فتارة المسيرات الاستشهادية (مسرة العودة، الاكفان، الاعتصام على مشارف الوطن) والمسيرات السياسية والتحريضية كمسيرة معبر مرج الزهور، والمسيرات الاعلامية التي يدور راحاها داخل شوارع وأزقة المخيم نفسه في الذكرى الشهرية للابعاد، ثم الاحداث الاعلامية الهامة المثيرة للرأي العالمي ككتابة القرار 799 الصادر من الامم المتحدة بحقهم والقاضي بعودتهم الى أراضيهم بأجسادهم وسط المطر والثلج، أو كتجسيد مصداقية الامم المتحدة بميت ودفنه في قبر وابراز اسمه ( أبكى صحفية أجنبية) بجانب المهرجانات وجامعة مرج الزهور (ابن تيمية) والمتحف والعيادة الطبية بعملياتها الجراحية الصغرى (لأبناء المخيم وأهالي القرى اللبنانية المحيطة بالمخيم) وغيرها من الاحداث الفردية الملفتة للنظر و الاحداث الهامة التي حاربت كل تهميش وتذويب وتعتيم وتضليل عن المبعدين وقضيتهم. - الابعاد والقرارات الحاسمة وهي أصعب ما كان يواجه المبعدين وخاصة عند طرح قضية ما أو مبادرة صهيونية أو حتى أمرا داخليا فكان المبعدون يعيشون في خيام موزعة حسب مناطق سكناهم ويكون أمير كل خيمة أكبرهم سننا فاذا ما طرحت قضية يتم أخذ رأي المبعدين حسب الاغلبية في كل خيمة ويعرض على لجنة المخيم التي انتخبت انتخابا حرا من قبل المبعدين أما في القرارات الحاسمة والتي يراد بها تبيان الفصل في قضية رئيسية فيطلب من المبعدين الخروج من خيامهم والجلوس في صعيد واحد وأخذ رأيهم أمام وسائل الاعلام مباشرة مثل التصويت على (الصفقة الاسرائيلية الامريكية) والتي خرج المبعدون ليصوتوا عليها تحت المطر والثلوج فوق رؤوسهم ضد هذه الصفقة، وكما حدث في المؤتمر العام للمبعدين للتصويت على مسيرة الاكفان والتي اختلف حولها المبعدون فحسمها الاستاذ ( عبد الفتاح دخان "ابو أسامة") بقوله اعدوا لي كفنا حتى ألحق بطارق ابني فبكي المبعدون وكبروا وأجمعوا على الخروج . - الابعاد والعواصف الداخلية وكأي مجتمع من المجتمعات البشرية توجد فيه نقاط قوة ونقاط ضعف فيه أصحاب النفس الطويل وأصحاب النفس القصير الذين يستسلمون أمام المبادرات الخداعة فلا يفكر أحدهم الا بنفسه ناهيك عن عيون الاحتلال والتي لا تهدأ أعين الصهاينة الا بزرعها في كافة المجتمعات مهما صغرت أو كبرت فكيف بمجتمع تعتبره الصهاينة ألد أعدائها !؟ الا أن هؤلاء أمام الكلمة الموحدة أمام الجماعة واليد الواحدة أفل نجمهم وتقيضت حركتهم وتقلمت أظافرهم. - الابعاد والاغراءات البراقة أمام صمود المبعدين الاسطوري وتحديهم ورفضهم المبادرات الصهيونية مرة تلو مرة لانهاء قضية المبعدين التي باتت تؤرق مضاجع القادة أمام شعوبهم لجأ البعض الى عرض مبادرات انسانية لتخفيف المعاناة بحجة تقليل الاصابات بالنزلات المعوية والكسور والانزلاقات الطينية والصخرية التي كانت تضرب المخيم بين الحين والحين الاخر فكانت المبادرات مثل السفر الى الفنادق الاوروبية والعربية وقضاء مناسك الحج ولكن فلسطين بأزقتها وشوارعها هي الام والاهل هي الامل والرجاء فسقطت كل الاغراءات والاوراق النقدية تحت أرجل المبعدين فالوطن هو الوطن فلنموت حتى ولو على مشرف الوطن. - الابعاد والمفاوضات السلمية جاء الابعاد والمفاوضات السلمية في بدايتها اثر مؤتمر مدريد10/1990م ، فكانت قضية المبعدين صفعة في وجوه المفاوضين وصفعة لعملية السلام برمتها ولإظهار القوة الصهيونية ومدى تحكمها في الاوراق التفاوضية فتطرح ما تشاء وتنسف ما تشاء وتهمش ما تشاء أمام الضعف الذي يبديه الطرف الاخر والمدروس تصرفاته مسبقا بالشجب والاستنكار وتفويت الفرصة على من يريد نسف عملية السلام!؟. -الابعاد والسياسة الخارجية هذه السياسة الشائكة والدبلوماسية الحذرة تحتاج الى قلوب مؤمنة بقضيتها مخلصة بعطائها فسرعان ما تشكلت اللجان المختلفة ( لجنة المخاطبة التي أوكل لها صياغة الكتب التي سترسل الى الحكام والرؤوساء والوزراء و...) والتي انتهجت سياسة محايدة موحدة، مثمنة ، شاكرة،متسامحة،مفندة،داعمة،شارحة،مستعطفة، والناطفين الرسميين باسم المخيم الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي ناطقا باللغة العربية والدكتور الاسير رئيس المجلس التشريي عزيز دويك ناطقا باللغة الانجليزية والذي أسر قلوب المشاهدين الامريكين في مناظرة على الهواء مباشرة الساعة الثانية ليلا بتوقيت لبنان وتحت الثلج المتساقط والبرد القارس في العراء مع أحد اعضاء اللوبي الصهيوني في الكونغرس الامريكي, حين بادره مراسل وكالة( س ن ن) الامريكية بعد انتهاء المناظرة بالقول:"لقد تفوقت كثيرا على مناظرك وفق استطلاعات الراي حيث كانت ملامحك وقسمات وجهك تسيطر على المشاهدين" فكان رد الدكتور عزيز دويك:" اني احمل قضية عادلة وادافع عن حق شرعي سلب مني فأنا صاحب القضية وصاحب هذا الحق". - الابعاد وأمريكا التي ضعفت فيه لأول مرة أمام تحدي المبعدين حين قاموا بمسيرة الاكفان يوم الجمعة الموافق 16/4/1993م نحو معبر زمريا احتجاجا على مواصلة المفاوضات السلمية دون التوصل لحل بشأنهم الامر الذي ألهب مشاعر الجماهير الفلسطينية والعربية مما دفع وزراء الخارجية العرب الاربعة الذين اجتمعوا في سوريا في نفس اليوم الى تعليق المفاوضات وعدم الذهاب الى واشنطن في الموعد الذي كان مقررا في 21/4/1993م الامر الذي دفع واشنطن الى تاجيل موعد المفاوضات ، هكذا تكون السياسة وهكذا يكون اللعب بالاوراق الرابحة. - الابعاد واللاجئين دفعة جديدة يقذف بها خارج الوطن لتنضم الى قافلة المهجرين والمشردين والمخرجين عنوة من بلادهم ليتيهوا في شوارع الدول العربية والاوروبية ثم يصبحوا نسيا منسيا الا ان المبعدين فطنوا لهذه اللعبة الخبيثة فآثروا الجبال والوديان والبرد القارس والافاعي والعقارب على ان يذوبوا بين شعوب العالم أو يفرغوا اوطانهم عبر سحب عوائلهم واسرهم ، فرفضوا دخول لبنان وقطعوا عهدا اما العودة أو الاستشهاد على مشارف الوطن فصبروا حتى أذن الله لهم بالعودة فكانت العودة المشرفة المظفرة وكان مخيمهم أول مخيم يهدم بالشتات للفلسطينين ويعود جميع أهله. - الابعاد والعودة : الايمان والوحدة والشورى ورص الصفوف ونبذ الخلافات والتنقية المستمرة للصف ومقاومة الاغراءات وتحجيم الشهوات والاعداد الجيد السليم لكل خطوة سابقة والمتابعة المستمرة والمحاسبة الفردية والجماعية توجب النصر المؤزر المبين ، فكانت العودة المشرفة بشهادة الميجر جنرال "فارس " مسؤول سجن "كيلي شيفع" الذي ضرب السلام العسكري لمجموعة من المبعدين قائلا لهم:" لاولا صمودكم يا أبطال لما حلمتم بالعودة مرة ثانية". ومع دموع الذكريات الاليمة تختلط دموع الفرحة والنصر وتبقى العبر نبراسا يضيئ طريقنا وزاد جهادنا ونضالنا وأنشودة حب لأجيالنا وابنائنا. |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
مقطع من خطبة للشيخ جمال النتشة احد مبعدي مرج الزهور وهو الان اسير منذ بداية الانتفاضة اعتفله الجيش الاسرائلي من احد سجون االسلطة في رام الله وهو الاسير الوحيد مع الشهيد القائد عبد الله القواسمة والذي افرج عنه وبقي القائد جمال و الذي امضى في سجن اريحا التابع للسلطة سنوات طويلة منذ ان عاد من مرج الزهور حتى بدية الانتفاضة الاقصى اعتقل من سجون السلطة وهو محكوم 8 سنين وانتخب نائبا في المجلس التشريعي وهو في السجن http://www.youtube.com/watch?v=iNnih...layer_embedded |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
الرابضون على الجبال البيض في مرج الزهور - 1992 انشودة + فيديو للمبعدين في ايام الثلج الابيض والشتاء القارص وهم بالخيام http://www.youtube.com/watch?v=CJr2n...layer_embedded |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
الشهيد القسامي نادر الجواريش عشق الشهادة والشهداء فحمل رايتهم والتحق بركبهم http://www.palestine-info.com/arabic...hem/nadeer.jpg وفي عام 1991م ابعد إلى مرج الزهور مع 418 من أنصار حركتي حماس والجهاد الإسلامي حيث أمضى هناك عاما كاملا. |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
القائد القسامي الشهيد عبد الله القواسمة
http://www.palestine-info.info/arabi...bd_all/p12.jpg الإبعاد كان أبو أيمن معتقلا قبل الإبعاد بشهرين، حيث كانت هذه الفترة فترة تحقيق، وقد حاولوا الضغط عليه من خلالها، حيث داهموا البيت ليلا"، وحاولوا اعتقالي، وأبلغوا شقيق زوجي أنه يجب أن أذهب لمقابلتهم، ولكن بفضل الله فقد ثبتت وصبرت على ذلك وصرفهم الله عنا، وبعدها مباشرة أُبعد إلى مرج الزهور، فرأيناه على شاشة التلفاز بعد إبعاده، وبعد الإبعاد لم يمر علينا يوم وليلة إلا وكان يتحدث عن هذه الرحلة التي قضاها في سبيل الله، حيث كان متهيئا" لها، فقد كنت أستيقظ في جوف الليل وأجده نائما على الأرض وكان الفصل شتاءا، فأقول له أن الدنيا برد، فيقول لي لا تدري ما هي الأيام القادمة وكأنه كان يعد نفسه لذلك، وكان في الليل يخرج من البيت ولا أدري أين يذهب، وكثيرا ما كان يتهجد ويقوم الليل والناس نيام. |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
المجاهد الشهيد عز الدين صبحي الشيخ خليل http://www.palestine-info.info/arabi...zaldeen/59.jpg وقد حدثني عن تلك اللحظات فقال إنه كلما كان يحاول فك الوثاق يشد على يده حتى تمزقت يده وسالت الدماء فقال للصهيوني فك وثاقي فرفض الصهيوني فقال له إما أن تفك وثاقي أو تطلق النار علي فما كان من الجندي إلا أن فك وثاقه بعد أن رآه عنيدا وجريئا وفور عودة الشاحنات إلى المعبر الصهيوني بدأ الجنود الصهاينة بإطلاق النيران فوق رؤوس المبعدين وحولهم لتحطيم معنوياتهم ونفسياتهم ولكن هيهات هيهات. ومنذ لحظة وصولهم بدأوا بالاهتمام بترتيب أوضاعهم بعد أن تيقنوا بأنهم مبعدون فعلا وقد شكلوا لجنة بينهم لتوجيه أمورهم والاهتمام بها رغم صعوبة المكان والحياة اليومية كانوا يقومون نهارا بمساعدة بعضهم البعض في الغسل والتنظيف والطبخ وترتيب ثيابهم وفي المساء كانوا يجتمعون داخل خيامهم لحفظ وتجويد القرآن الكريم. كانت الثلوج تتساقط على مخيماتهم خلال ليالي الشتاء أما فصل الصيف فكانت تصل درجات الحرارة إلى ما فوق الأربعين في العديد من الأيام مترافقة مع انتشار البعوض والحشرات في أرض جرداء لا شجر فيها ولا ماء وفي فترة إبعاده كانت والدته صابرة محتسبة دائما تدعو الله أن يفرج عنه وعن جميع المبعدين، وعندما تم الاعتراف عليه داخل السجون من بعض الشباب رفض العودة إلى غزة واستقرت معيشته في سوريا وعندها طلب مني السفر إليه. لقد تحمل فراق الوطن من أجل الوطن وعاش بعيدا عن فلسطين لأجل فلسطين كانت فلسطين تعيش فيه. 16/12/1992 صدر القرار الحكومي الصهيوني المتضمن الإبعاد الجماعي لنشيطي حركة حماس والجهاد الإسلامي وكان بينهم عز الدين وفي 17/12/1992 انطلقت الشاحنات إلى معبر زمريا وهو آخر موقع لقوات الاحتلال الصهيوني وعند معبر زمريا تم إنزال المجاهدين من الباصات في ظل أجواء ماطرة وعاصفة تدنت فيها درجة الجرارة إلى خمسة تحت الصفر، معصوبي الأعين ومكبلوا الأرجل وموثوقي الأيدي إلى الخلف بعد رحلة مريرة من الضفة الغربية وقطاع غزة دون مأكل أو مشرب وصلت الشاحنات إلى معبر زمريا بلدة مرج الزهور في ظل ضباب كثيف وعواصف ليس باستطاعة الإنسان العادي أن يتحملها. |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
هنا سأسرد أسماء شهداء مبعدي مرج الزهور 1- د عبد العزيز الرنتيسي 2- جمال منصور 3- جمال سليم 4- صلاح الدين دروزه -5 الشهيد القائد المبعد ماجد ابو درابي شمال غزة، ارتقى على يد اذناب الاحتلال الصهيوني في ليلة الواحد والعشرين من رمضان !!!!! -6 القائد الشهيد عبد الله القواسمة -7 القاءد الشهيد مالك ناصر الدين -8 القائد المؤسس عز الدين الشيخ خليل -9 الشهيد البطل القائد القسامي يوسف ابوهين -10 الشهيد البطل القائد القسامي ايمن ابوهين -11 الشهيد البطل القائد القسامي الشيخ مصعب ابو الخير -12 الشهيد القائد عبد الرحمن حماد كان من مبعدي مرج الزهور -13 الشيخ الشهيد يوسف السركجي -14 الشهيد زاهر نصار -15 الشهيد محمود ابو هنود -16 الشهيد القسامي نادر الجواريش رحمهم الله جميعا و اسكنهم فسيج جناته |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
ايضا الشهداء القادة الثلاثة الذين استشهدوا في يوم واحد ابناء عائلة ابوهين والذين قيل عنهم ( من مرج الزهور الى مروج الجنة) والذين خاضوا معركة الصمود والتحدي في عام 2003 وصمدوا 16 ساعة حتى استشهدوا جميعا واعترف اليهود عن مقتل 13 واصابة 25 وهم الشهيد القائد:محمود خالد ابوهين والشهيد القائد:يوسف خالد ابوهين والشهيد القائد:ايمن خالد ابوهين وجميعهم من قادة القسام العظام |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
اسماء اخرى لمبعدي الخليل كل باسمه ولقبه
عادل جنيدي طلال سدر -رحمه الله- عامر ناصرالدين عبدالجليل ابوخلف عبدالفتاح العويس عبدالله القاضي-صوريف عدلي طنينة-ترقوميا عدنان مسودة عزام شويكي عزيز المحتسب فايز الخضور-بني نعيم فتحي عمرو-دورا كمال التميمي الشهيد كمال الطيطي-الفوار"استشهد على أيدي أجهزة عباس" ماجد الجعبة محمد ابوشلبك محمد الخروف-الفوار محمد قواسمي محمد ابوريش-بيت كاحل محمد عصافرة-بيت كاحل محمد شروف-نوبا منير مناصرة-بني نعيم موسى غانم-العروب نايف الحروب نبيل النتشة نضال قواسمي نوح موسى-بني نعيم هيثم حلالحله ياسر كتلو-دورا ياسر الرجوب-دورا يوسف الحسني يوسف طبيش-دورا ابراهيم احمد القواسمي ابراهيم فرج الله-اذنا احمد السلامين-السموع اسماعيل العواودة-دورا اشرف ابوسارة اكرم حجازي انور حرب -دورا اياد صلاح باسم السيوري بلال ناصر الدين جميل علقم-بيت امر جواد بحر حازم الهيموني حامد فاخوري حسام الجعبري حسام جمجوم حامد الهور-صوريف حسام الجعبة حسين عواودة-كرمة حسين طه حسين مشارقة-دورا حماد العملة-بيت اولا خالد صلاح رضوان عطوان رستم كسواني زكريا جعبري زوادي الشلالدة-سعير سليمان قواسمي شاهر عبيدو |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
http://www.palestine-info.info/arabi...hman/hamad.jpg قائد القسام في قلقيليه واحد مبعدين مرج الزهور الشهيد عبد الرحمن حماد (ابو العبد) |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
|
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
المنطقة الوسطي في قطاع غزة كان لها النصيب الاكبر في عدد المبعدين الى مرج الزهو ر وهم 0 1 - الاستاذ عبد الفتاح دخان -------------- ( ابو اسامة ) - النصيرات 2- الاستاذ محمد طه------------------- ( ابو ايمن ) - البريج 3- الدكتور سالم سلامة ------------ ( ابو عبد الله ) - المغازي 4- الاستاذ حسن الرفاتي ---------------------------------------- ( ابو بسام ) توفي - المغازي 5- الاستاذ صلاح العايدي ---------------------------------------- ( ابو علي ) - المغازي 6- الاستاذ فضل ابو تيلخ ---------------------------------------- ( ابو عبد الله ) - دير البلح 7- الاستاذ حماد الحسنات ---------------------------------------- ( ابو خالد ) - النصيرات 8- الاستاذ احمد النقلة --------------------------------------------- ( ابو بكر ) - دير البلح 9- الاستاذ علي نصار --------------------------------------------- ( ابو محمد ) - المغازي 10-الاستاذ انور نجم ----------------------------------------------- ( ابو عدنان ) - دير البلح 11- الاستاذ حسن زهد -------------------------------------------- (ابو احمد ) شهيد - النصيرات 12- الاستاذ وحيد موسي ---------------------------------------- ( ابو محمد ) - المغازي 13- الاستاذ ايمن طه ----------------------------------------------- ( ابو محمد ) ناطق بأسم حماس - البريج 14- الاستاذ عامر عيسي ----------------------------------------- ( ابو محمد ) - البريج 15- الاستاذ عماد عيسي ----------------------------------------- ( ابو معاذ ) - البريج 16- الاستاذ علي ابو عجوه -------------------------------------- ( ابو عبد الله )- البريج 17- الاستاذ انور ابو شاويش ------------------------------------ ( ابو البشير ) - المغازي 18- الاستاذ اكرم الطلاع ------------------------------------------ ( ابو الحارث ) - المغازي 19- الاستاذ محمود اعقيلان ------------------------------------- ( ابو محمد ) - دير البلح 20-المهندس عز الدين بشير ------------------------------------ ( ابو مصعب ) - دير البلح 0 |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
نقلا
سألني الصحفي الأمريكي: هل أنت نبي يوحي إليك?! . كنا علي يقين بأن معاناتنا في مرج الزهور لن تضيع سدي . أقمنا عشرات الدورات العلمية في جامعة ابن تيمية . كان أكثر من نصف المبعدين خطباء مساجد! وبعد مسافة تصل إلي عشرة كيلومترات وصلنا إلي أول نقطة للجيش اللبناني وتسمي «مرج الزهور» وهناك توقفت الشاحنات وسمعت جنديًا لبنانيًا يهدد قائلاً: من ينزل من الشاحنات سنطلق عليه النار, قائلاً: ممنوع عبور أحد حدود لبنان, فقلنا له: ونحن أيضًا لا نريد العبور إلي لبنان, وهنا بدأت الشاحنات تعود إلي معبر «زامريا» من جديد وبدأنا ندرك أن هذه المسافة التي عبرناها ثم رجعناها ثانية هي منطقة عازلة لا سيادة لأحد عليها, وما أن وصلنا إلي المعبر حتي أخذ جنود الاحتلال -وكان معهم عناصر من اللحديين «الذين يتبعون العقيد اللبناني المنشق أنطوان لحد»- بإنزالنا من الشاحنات وأخذوا يطلقون الرصاص من فوق رءوسنا فسرنا بعيدًا عن المعبر لا ندري إلي أين, ولكن كنا نسير علي طريق معبدة داخل المنطقة العازلة, وكنت في المقدمة فإذا بأحد الشباب يصرخ: أين الدكتور «عبد العزيز»? فأجبته فقال: إن الشيوخ في المؤخرة تداولوا الأمر فيما بينهم واختاروك وخمسة آخرين من إخوانك -أذكر منهم الشهيد «جمال منصور»- لتقودوا المسيرة حتي يستقر بنا الحال, فإذا بضابط لبناني جاء في سيارة مدنية وأخذ يصرخ علي الشاب فاقتربت منه وقلت له: هون عليك فلن ندخل لبنان, فقال: إذن توقفوا هنا, وفعلاً طلبت من الإخوة أن يتوقفوا في المكان إلي أن ينبلج الصباح, ولقد أحاط بنا بعض الصحافيين اللبنانيين الذين فهمنا منهم بعض الأمور حول المكان الذي نحن فيه, ولقد كان البرد شديدًا والمطر متواصلاً, والأرض موحلة تحت الأقدام. خطبة الجمعة الأولي في الإبعاد وبزع نور صباح اليوم الأول في المنفي في منطقة «مرج الزهور» وكان يوم الجمعة 18/12/1992, ووجدنا أنفسنا في مكان ممهد لقيام الخيام والسبب في ذلك أنه كان موقعًا للجيش, ولم يكن هناك مكان غيره في المنطقة العازلة يصلح لإقامة مخيم, ووجدنا علي بعد أمتار منا شلالاً يفضي إلي نهر ولكن مياهه لم تكن خالية من الشوائب والطين, وأيضًا لم يكن هناك علي الطريق الذي يشق المنطقة العازلة بالقرب من النهر سوي هذا المكان, فتوضأ المبعدون وتهيأوا لصلاة الجمعة, واختارني الإخوة لأن أكون أول خطيب في رحلتنا هذه, واختلفنا في كيفية الصلاة هل نصلي صلاة عادية أي هل نسجد كما نسجد في صلاتنا أم نومئ برءوسنا دون أن نصل إلي الأرض وذلك بسبب السيول والأرض الموحلة, ولكني ناشدتهم أن يسجدوا رغم الرخصة خشية أن تلتقط لنا الكاميرات صورًا يستغربها الناس الذين لا يعرفوننا بعد, ولا يعرفون أننا نصلي فوق الأوحال, وأهم ما ذكرت في خطبة الجمعة شكري للموقف اللبناني الذي أغلق الباب في وجه المبعدين وأثنيت علي الحكومة اللبنانية ثناء عطرًا, وأعلنت أننا لن ندخل لبنان مبعدين, وأننا سنتجذر في هذا المكان الموحش والموحل حتي نعود إلي فلسطين, وناشدت دولنا العربية أن تدعم موقفنا هذا وألا تخذلنا, وطالبت بوقف المفاوضات, وفضحت ممارسات الاحتلال. الثبات علي الموقف وأعتقد كثير من الصحفيين أن موقفنا المعلن هذا فقط من باب المزايدة والمبالغة الفارغة, وأننا بعد أيام قلائل سنتخذ موقفًا آخر, بينما كنا نقول لهم: الأيام وحدها ستبين لكم أننا شيء مختلف عما عهدتم, وأننا نمط آخر لا لشيء إلا لأننا نؤمن بأن الله معنا, وأن ما نقوم به من تحمل للمشاق هو جهاد في سبيل الله, وأن معاناتنا لن تضيع سدي, كما نؤمن بأن الضمانة الوحيدة لعودتنا إلي الوطن هي ثباتنا في هذا الموقع, وإلا فستكون النتيجة كارثة إبعاد 416 من بينهم أكثر من 200 خطيب مسجد, ومن بينهم أساتذة جامعات, وأطباء, ومهندسون, وصيادلة, ومدرسون, وطلاب, ولو تمكن اليهود من إبعادهم فعندئذ ستلحق بهم مضطرة أسرهم ليصبح المبعدون بالآلاف, وسيبقي بعد ذلك باب الإبعاد مشرعًا يفرغ فلسطين من أصحابها الشرعيين, فلا غرابة إذن أن يقول أحد شيوخنا الأستاذ «عبد الفتاح دخان»: علينا أن يعض كل منا علي صخرة في مرج الزهور حتي يرجع إلي وطنه أو يدركه الموت وهو علي ذلك. ولقد بدأنا فورًا بتشكيل اللجان المختلفة وإعادة تشكيل القيادة لتمثل مختلف المناطق الجغرافية لجذور المبعدين, فكانت هناك لجنة إعلامية قامت بانتخابي كناطق إعلامي باسم المبعدين, وكانت لدينا لجنة ثقافية, وهندسية, وطبية, ودعوية, ولجنة للأرشيف, وتموينية, وتنظيمية إدارية, وأقمنا جامعة أطلق عليها جامعة ابن تيمية كانت تدرس الطلاب وتمتحنهم وتعتمد درجاتهم في جامعاتهم داخل الوطن, وأقيمت عشرات الدورات للمبعدين, وأقمنا لجنة أمنية, وأخري للحراسة, وكانت لدينا أيضًا لجنة فنية, وغير ذلك من اللجان, فانتظمت حياتنا واستقرت وقد أقمنا منذ اليوم الأول خيامًا, كما أقمنا مسجدًا, وكان أول من أغاثنا بالخيام الجماعة الإسلامية في لبنان, وبعد ذلك قام الصليب الأحمر بإحضار أعداد كبيرة من الخيام, وتطور حالنا فيما بعد فأحضرت لنا إيران العديد من الوسائل التي قللت من المعاناة, فبالإضافة إلي بعض الخيام, أحضرت لنا مولدًا كهربائيًا أنرنا من خلاله الخيام والطرقات بين الخيام, وتمكنا بواسطته من مشاهدة التلفاز الذي أحضرته إيران, وكذلك زودتنا بسيارتين لنقل المواد التموينية, وساهمت في الإمداد بما نحتاج إليه من مواد تموينية, وفتحت مستشفياتها في لبنان لعلاج الحالات المرضية, كما أحضرت هاتفًا لاسلكيًا ساعدنا في الاتصال بذوينا في الداخل, كما أن الفصائل الفلسطينية علي اختلاف مشاربها ساهمت بدور مشكور في مد يد العون لنا, وكذلك بعض الإخوة الأثرياء في لبنان السيد «نزيه البقاعي» الذي زارنا كثيرًا وأحضر لنا كميات كبيرة من الفواكه والخضار, ولقد شعرنا بأننا بين إخواننا, وأهلنا, وكانت تزورنا وفود من كافة الفصائل الفلسطينية, وكذلك اللبنانية وعلي رأسها الجماعة الإسلامية (حزب الله), ولقد زارنا العديد من الشخصيات من أمثال فضيلة مفتي لبنان, وكذلك فضيلة الأستاذ «فتحي يكن», وكذلك فضيلة الشيخ «فيصل مولوي», وكثيرًا ما زارنا الأستاذ «إبراهيم المصري», وكذلك الحاج «محمد سعيد صالح», ومن أبرز من زارنا من الدول العربية كان فضيلة الدكتور «أحمد الملط» والدكتور «عصام العريان» والأستاذ «سيف الإسلام حسن البنا» ابن الإمام الشهيد رحمه الله, والشيخ «ياسين الإمام» نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية في السودان الشيخ الدكتور «حسن الترابي», كما زارنا وفد نقابة المهندسين من جمهورية مصر العربية, ووفد من الصحفيين الأردنيين, ولقد تردد علي المخيم الإخوة أعضاء المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس), كما زار المخيم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الشهيد «فتحي الشقاقي», وقد زارنا أيضًا وفد من الإخوان المسلمين في الأردن, وهمَّ الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور «عصمت عبد المجيد» بزيارتنا إلا أنه لم يتمكن بسبب التدخل الأمريكي. مختار مرج الزهور عندما أقمنا في هذا الموقع توجس الناس منا خيفة, ومعهم كل العذر في ذلك فقد شاهدوا من الممارسات السيئة لبعض الفلسطينيين في السابق ما رسم صورة سيئة للفلسطيني في أذهانهم, ففي إحدي المسيرات التي قمنا بها باتجاه قرية مرج الزهور حيث الحاجز اللبناني, وكان هدف المسيرة الوصول إلي الحاجز لنسلم رسائل عدة موجهة إلي الرؤساء العرب, وما أن اقتربنا من القرية حتي استقبلنا مختارها السيد «أحمد عبد اللطيف» بطريقة سيئة, وكان رجلاً مسنًا وذا شوارب ضخمة, وكان لا يسمع, وقال لي أمام الصحفيين: عودوا من حيث أتيتم, لا يوجد لدينا خبز نقدمه لكم, وحاولت جهدي أن أشرح له الأمر وأننا لن ندخل القرية ولكن عبثًا, لقد كان ثائرًا وغاضبًا وفشلت في الحديث معه, فما كان مني إلا أن أعطيت الرسائل له علي وجه السرعة ورجوت الصحافة ألا ينقلوا هذه الصورة السلبية التي لا تعبر عن حقيقة الصورة اللبنانية الجميلة, ومضت الأيام وكنت ذات يوم أجلس في الخيمة وإذا برجل يركب حمارًا وقد تقنع بلثام كرجال الطوارق وطرح السلام, ثم قال: أتعلم من أنا? فقلت: لا, فأماط اللثام وإذا به المختار وقد جاء معتذرًا وأحضر معه شيئًا من التين, وجلس معي وكان متهلل الوجه سعيدًا بنا وأكثر من الاعتذار وطلب المسامحة, ويوم عودتنا ذهبت إليه في منزله مودعًا فبكي بكاء مرًا, وقال: لقد كنتم شرفاء, عالجتم مرضانا, (وقد كان أطباؤنا العشرة يستقبلون المرضي من القري المجاورة ويعالجونهم ويعطونهم الدواء مجانًا), وأضاف المختار: وساعدتمونا وحافظتم علي عرضنا, وقد قام الشباب بقطف الزيتون في ساعات قلائل وكذلك بحصد القمح وكنا نفعل ذلك لله ونشترط عليهم أن تعود النساء إلي البيوت حتي لا يختلطن بشباب المخيم, وعلمتمونا (وقد كان علماؤنا يذهبون إلي مسجد القرية ويعطون المواعظ فيه), وحافظتم علي حياتنا (وقد كان بعض الفلسطينيين في السابق قد أزهقوا بعض الأرواح ظلمًا وعدوانا), وأخذ يبكي ويقول: لن ننساكم, لقد غيرتم صورة الفلسطيني المشوهة التي كانت عالقة في أذهاننا, وودعته وكلي حزن لفراقه, قرية «مرج الزهور» تلك كانت هي القرية السنية الوحيدة بين القري المحيطة بنا, ولكن علاقتنا بالناس امتدت لتصل إلي قري شيعية وأخري درزية. مصالحة تاريخية في ضيعة صغيرة مجاورة لنا تسمي «المزرعة» كان يقيم رجل مسن يدعي «أبو علي» وهي ضيعة شيعية, وكان لأبي علي ابنة تزوجت من شاب يمني يعمل ضابطًا في الجبهة الشعبية القيادة العامة, ومنذ زواجهما الذي مضي عليه ثلاثة عشر عامًا لم يستقبل أبو علي ابنته وزوجها, فلم يرها ولم ير زوجها ولم ير أبناءها وبناتها, وكان أبو علي يرفض بشدة استقبالهم, ولقد علم أحد المبعدين الأخ «حمزة كنفوش» بالقصة من الضابط اليمني الذي تعرف عليه عن طريق بعض الزملاء الذين كانوا مع «كنفوش» في المعتقل ثم تم تحريرهم في تبادل جري عام 1985, وشكا الضابط له همّه وهمّ زوجته التي تتمني رؤية والدها ووالدتها وإخوتها, ولقد تدخل من قبل عدد من كبار القيادات في المقاومة الفلسطينية لدي أبو علي ولكن دون جدوي. وتعرف «كنفوش» علي «أبو علي» وأقام علاقة معه, وفاتحه في الأمر فثار «أبو علي» وأزبد وأرعد وأقسم أيمانًا مغلظة أنه لن يصالحهم أبد الدهر, فقال له «كنفوش»: سأخبر الدكتور «عبد العزيز» في الأمر وسأجعله يتدخل لحل هذه الأشكالية, ورفض العجوز إلا أنني توجهت إلي بيته بعد أن أخبرني «كنفوش» بالقصة, فوجدت أن أمها تتمني رؤية ابنتها وأحفادها, وتحدثت مع العجوز «أبو علي» إلا أنه تشنج وبشدة, فقلت له: سأحضر بعد أسبوع ومعي ابنتك وأنجالها وزوجها وما عليك إلا أن تمنعنا من دخول البيت. وبعد أسبوع فعلاً توجهت أنا برفقة الضابط وزوجته وأولاده إلي بيت «أبو علي» وأوصيت الضابط أن يستوعب ويصبر حتي ولو شتم فوعدني خيرًا وكان شابًا طيبًا دمث الخلق, وكان معي أيضًا الأخ «كنفوش» وفوجئ أبو علي بقدومنا, وقد استقبلنا عند البيت بعض رجال الضيعة وهم من أصهاره وأقربائه وذلك بتدبير من الأخ «كنفوش» فلم يستطع العجوز إلا أن يسمح لنا بالدخول, فقلت له: صافح ابنتك وزوجها وأحفادك وقبّلهم فهاج وماج وأزبد وأرعد وأخذ يشتم ابنته وزوجها وأبي أن يصافحهم, ورغم ذلك دخلنا في غرفة الاستقبال وتعمدت أن أجلس بينه وبين صهره بينما ابنته كانت في ضيافة أمها التي تهلل وجهها وفرحت فرحًا شديدًا بها وبأحفادها, وأخذنا نتحدث ولكن العجوز يرتعد وبين لحظة وأخري يثور, واستمر الحال كذلك إلي أن أحضروا لنا العشاء, فرفضت تناول الطعام وهمست في أذن رجال الضيعة أنني سأخرج غاضبًا وعليهم ألا يسمحوا لي بالخروج, وفعلاً نهضت فجأة وقلت له: أنا ذاهب إلي المخيم وأشكرك علي حسن استقبالك وخرجت فخرج رجال الضيعة خلفي وأخذوا يقرعونه بالقول, ويسألونه: كيف تغضب الدكتور بهذه الطريقة? فرجاني أن أعود فأبيت, فقال لي: ماذا تريد? فقلت: أن تقبلهم فرفض وقال: ولكن أصافحهم فقط فوافقت, وفعلاً تمت المصافحة ولم يعد هو متوترًا, وعند تناولنا العشاء فوجئت أن هناك قطعًا من اللحم النيئ غير المطبوخ, وكذلك كبدة لم تمسها النار فأخبروني عندما تساءلت أن قطع اللحم النيئ شهية مع الملح ولكني لم أستطع تناولها, فأكلت مما هو مطبوخ, ولقد تبين لي فيما بعد أن اللبنانيين علي اختلاف طوائفهم يأكلون اللحم غير مطهي دون أن تمسه النار. وبعد العشاء هدأت النفوس فرجوته أن يقبّل صهره ففعل, ثم قبّل ابنته وأحفاده, وهنا أردت أن أخرج فقلت للضابط :أنت تستطيع أن تعود إلي عملك وتترك زوجك وأبناءك في البيت مع والدها ووالدتها فلم يرفض العجوز, ولكن ابنته فورًا همست إليّ بأن يبقي زوجها معها خشية من أن يبطش بها والدها بعد انصراف زوجها, فقلت: للضابط: هل أنت مجاز? قال: نعم, قلت: إذن فابق مع زوجك, فلم يعترض العجوز أيضًا ثم انصرفت. وفي الصباح إذا بالعجوز وصهره يحضران إلي المخيم وهما في منتهي السعادة, وقد ارتسمت علي شفاههما ابتسامة عريضة, فسألتهما: كيف أمضيتما الليلة? فقال العجوز مبتهجًا: كنا نلعب «الورق» أي «الكوتشينة», وقد بيّن لي العجوز أنها كانت أسعد ليلة في حياته, ولقد كتبت الصحف عن المصالحة بإسهاب, حتي الصحف الفلسطينية داخل فلسطين المحتلة تطرقت إلي القصة في حينها. المجتمع الأمريكي العجيب أحد الصحفيين الذين زارونا في المخيم كان شابًا هنديًا مسلمًا يحمل الجنسية الأمريكية واسمه «ياسر», ولكنه كان صاحب فكر ومبدأ, وكان منتميًا لجماعة الإخوان المسلمين, وهذا بالطبع أحدث بيننا وبينه ألفة كبيرة, وقبل أن يحضر إلي لبنان كان يغطي أخبار البوسنة لصالح إذاعة أمريكية, ولما جاء إلينا أحضر معه مبلغًا من المال تجاوز المائة دولار بقليل إن لم تخني الذاكرة, وقال لنا إن هذا المبلغ هدية مقدمة لكم من أطفال البوسنة, ولقد قمنا علي إثرها باستنهاض الهمم لنجمع من المبعدين ما تجود به أنفسهم من أموال لصالح أطفال البوسنة, ولقد تمكنّا من جمع مبلغ بالآلاف إلا أني لا أذكر قيمته الآن, وهذا المبلغ تبرع به المبعدون من مصروفهم الشهري الذي كان يأتيهم من الحركة الإسلامية, وفي خيمتي جلس الصحفي المحبب إلي قلوبنا وعقد معي لقاء صحفيًا, ولقد أذهلني عندما توجه إليّ في نهاية اللقاء متسائلاً: هل أنت نبي? فقلت: لا, فقال: هل يتنزل عليكم وحي من السماء? فقلت: لا, ثم أنهي اللقاء. وتوجهت إليه متسائلاً بعد نهاية اللقاء: لماذا سألتني هذه الأسئلة الغريبة? فقال: أنا أخاطب المجتمع الأمريكي, وهناك خواء روحي عجيب, وكثير منهم يعتقد أن ثباتكم بين الصخور والثلوج لا يمكن أن يكون إلا بوحي, ويعتقدون أنك نبي جديد, ولذا أردت أن أبيّن لهم الحقيقة, وقال لي: لو قلت إنك نبي لوجدت أعدادًا كبيرة دخلوا في هذا الدين الجديد. لقد غادرنا هذا الصحفي المسلم بعد أن مكث معنا عدة أيام, ولقد علمنا بعد ذلك ونحن في مرج الزهو أنه قد استشهد في البوسنة رحمه الله رحمة واسعة. |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
استضافت البلدة في مطلع التسعينيات 425 فلسطينياً أبعدهم الاحتلال لمدة سنة، بعدما نقلتهم حافلات إلى معبر زمريا سابقاً، ومنه توجهوا سيراً إلى مرج الزهور شمالاً، ثم تراجعوا جنوباً بضعة كيلومترات وأقاموا مخيماً استمر سنة كاملة، وارتبط اسمه بالبلدة لقربه منها.
|
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
قصةٌ الاعتقال وإبـعاد الاعتقال والإبعاد جاء بعد أن قامت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، بعملية أسر جندي صهيوني، و طالبت حكومة الاحتلال بإطلاق سراح معتقلين من حركة حماس وعلى رأسهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين قبل الساعة التاسعة من اليوم التالي وإلا فإن كتائب القسام ستقوم بقتل الجندي الإسرائيلي . وفعلا في مساء اليوم التالي أعلنت كتائب عز الدين القسام عن قتل الجندي الصهيوني لعدم انصياع حكومة الاحتلال لمطالب الجهاز العسكري، ثم اجتمع المجلس الوزاري الصهيوني بتاريخ 17-12-1992 واتخذ قراراً بإبعاد كافة قادة حركة حماس وعدد من قادة الجهاد الإسلامي . أُعتقل الدعاة والمجاهدين من حركة حماس والجهاد ، وانتظر المعتقلون ثلاثة أيام وهم لا يعرفون شيئا في مصيرهم ، سوى أن هناك عدد من الاعتقالات طالت عناصر وقيادات حركتهم تتم منذ ثلاثة أيام ، قارب عدد من اعتقل فيها الألف شخص . خلال هذه الأيام كانت المخابرات الصهيونية تعمل على قدم وساق من أجل إعداد قائمة كاملة للمعتقلين الذين سيتم إبعادهم وكانت تحركات وتنقلات المعتقلين التابعين لحركة حماس في السجون الإسرائيلية غاية في الغرابة والتعقيد يحث لم تكن الأمور اعتيادية بل كانت على دفعات، ولم يكن يعلم هؤلاء الذين يتم أخذهم بأنهم سينقلون عبر الطائرات ( الهيلوكبتر ) أو الحافلات إلى منطقة واقعة على الحدود الفلسطينية المحتلة واللبنانية . جُمع كافة الأشخاص الذين أتخذ بحقهم قرار الإبعاد وهم أربعمائة وخمسة عشر ( 415 ) شخصا كان معظمهم من حركة حماس وقلة هم الذين يتبعون لحركة الجهاد الإسلامي قرابة 40 شخصاً ، ورغم كل هذا فلم يصدق المعتقلون الـ 415 بأن (إسرائيل) سوف تقوم بإبعادهم حتى إلى هذه اللحظة إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة . |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
بداية الرحلة أنزل الجنود الصهاينة كافة المعتقلين من الحافلات والطائرات وبدأوا بفك قيودهم ورفع الأربطة عن أعينهم وقاموا بتحميلهم على ظهر شاحنات نقل تجارية وقد وصل عدد الشاحنات الناقلة إلى ستة شاحنات وكان يملكها أشخاص دروز يعملون في النقل بين الحدود اللبنانية والفلسطينية المحتلة ، سارت الشاحنات مسافة خمسة كيلو مترات في اتجاه الحدود اللبنانية فيما يعرف بالمنطقة المحرمة وعند اقتراب الشاحنات من الحدود اللبنانية خرج الجنود اللبنانيون واعترضوا الشاحنات وطلبوا من المعتقلين عدم النزول من الشاحنات والعودة من حيث أتوا حيث لا يوجد قرار من الحكومة اللبنانية بإدخالهم إلى لبنان . عادت الشاحنات أدراجها إلى المطلة ولكن قبل وصول الشاحنات إلى المنطقة بحوالي 3 أو 4 مرات قامت القوات الصهيونية بفتح النيران بكثافة شديد باتجاه الشاحنات والمبعدين الفلسطينيين ، الأمر الذي جعل سائقو الشاحنات يعودون للخلف ويطلبون من المعتقلين النزول من الشاحنات حيث لا مفر لهم سوى البقاء بين مطرقة الأسلحة الإسرائيلية وسندان القرار اللبناني بعدم السماح لهم بالدخول. نزل المبعدون جميعا من الشاحنات وحاولوا الجلوس بالقرب من وطنهم الذي ابُعدوا عنه لكن النيران الإسرائيلية منعتهم من التقدم وكان الفجر قد بدأ في البزوغ . فقرر المبعدون الفلسطينيون البدء بأخذ زمام المبادرة حيث باتوا على قناعة تامة الآن بأنه قد تم فعلا إبعادهم إلى جنوب لبنان وأنهم قد أصبحوا خارج الوطن ، فقرروا أن يجلسوا في اقرب منطقة يوجد بها ماء ، وفعلا وجد المبعدون أنفسهم بعد لحظات من المسير أنهم في منطقة تلّية بين نهرين من الماء ، فقرروا الجلوس بها وأقاموا تلة المبعدين . فيما بعد عرف المبعدون أن هذه المنطقة التلية التي أقاموا بها تسمى ( مرج الزهور ) وهي قرية لبنانية يقطنها سكان لبنانيون سنيون . |
رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
الواقع الصعب إستقر المبعدون في هذا المكان ( مرج الزهور ) والذي إرتبط فيهم فيما بعد بهم حتي هذا الوقت حيث أصبح يطلق على المبعدين مصطلح( مبعدي مرج الزهور ) ، كان البرد شديداً ، بل قارس الشدة ، وإضافة إلى ذلك كان تهطل عليهم الثلوج ، لم يكن لدى المبعدين أي ملابس إضافية أو خاصة تقيهم هذا البرد الثلجي الذي لم يعتادوا عليه في حياتهم ، كان المبعدون قد نقلوا أو رحلّوا أو أبعدوابنفس الملابس التي خرجوا بها من بيوتهم لحظة إعتقالهم ولم تكن تلك الملابس تقيهم برد هذه المنطقة القارس ، ثم أين سينامون أو يقيمون بين السماء والثلج ؟؟ كانت اللحظات الأولى في غاية القسوة هذا إذا ما أضفنا لها المسألة النفسية الصعبة جدا وهي تقبل فكرة الإبعاد عن الوطن والأهل هكذا في لحظات قليلة ، بدون سوابق إنذار وبدون أمل أو يقين بأن هذا الأمر سيكون لفترة بسيطة ، لقد كان الأمر في غاية التعقيد واليأس والتعب . أصبح العالم صباح ذلك اليوم على قرار الاحتلال بإبعاد قادة حماس والجهاد إلى جنوب لبنان فبدأت وسائل الإعلام بالتحرك السريع لتغطية الخبر كما بدأت المؤسسات الدولية والإنسانية بالتحرك من أجل المساعدة في تجاوز محنات هذا القرار الأرعن . كان الصليب الأحمر الدولي أول من وصل إلى المبعدين في مرج الزهور وقد نقل لهم الخيام والأغطية وبعض المستلزمات الأساسية الأولية للاستقرار ، وبدأت وسائل الإعلام بالتحرك لتنقل وقائعهم صورة وصوتاً وحدثا . وقد عرف المبعدون حينها أن القرار اللبناني بعدم دخولهم لبنان كان قرار تم بناء على اتصالات بين قيادات حركة حماس في الخارج وبين الحكومة اللبنانية من أجل خلق ورقة ضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإعادتهم إلى الوطن بدلا من إبعادهم مدى الحياة. |
الساعة الآن 18:57. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Developed By Marco Mamdouh
جميع الحقوق محفوظة لشبكة و منتديات صدى الحجاج