شبكة ومنتديات صدى الحجاج

شبكة ومنتديات صدى الحجاج (https://www.sadaalhajjaj.net/vb/index.php)
-   منتدى ادم الرجل (https://www.sadaalhajjaj.net/vb/forumdisplay.php?f=150)
-   -   زوج ... (https://www.sadaalhajjaj.net/vb/showthread.php?t=9329)

اسرار 28-06-2009 11:01

زوج ...
 
مقالة اعجبتني فاردت ان اشارككم بها للرائعة الدكتورة لانا مامكغ ...
اليك ايها الرجل ...... لتبادل الزوجة .... الانثى..... بما باردت به
واليك ايتها المراة ..... لتاخذي منها الفكرة ... والخطوة ....... ولا تقفي عند لحظة الصمت في حياتك الزوجية

**************************************

زوج ...

كانت تقلب الكتاب بين يديها تبحث عما يشد انتباهها داخل صفحاته، فاستوقفها موضوع يتحدث عن الحب . . هنا اعتدلت في جلستها لتلتهم الأسطر بعينيها، وطالعها رأي المؤلف يحلل مشاعر الحب علميا ليعزوها إلى مواد كيمائية معينة يفرزها الدماغ، مع الشرح والتحليل للكيفية التي تعمل بها خلايا الدماغ والأعصاب في حالة الحب، وأن هناك ما يسمى يكيمياء الأعصاب ترتبط بأعراض العشق، واسم علمي سقيم لمادة تفرز داخل خلايا المخ في حالة الانجذاب العاطفي! لم تستطع مواصلة القراءة، فألقت الكتاب بعصبية وقامت كأنها تهرب منه، ثم وقفت قرب النافذة تحت وطأة شعور ثقيل بالكآبة، كانت تشعر بسخط على المؤلف، ذلك الطبيب العالم الذي أجهد نفسه وكرس أبحاثه وقضى سنين من عمره ليعمل على تقزيم أحلى العواطف، فيدخلها في دوارق الاختبار الباردة ويرمقها بعين العالم الجافة المحايدة التي تغيظ . . تغيظ جدا!

وعادت لتنظر نحو الكتاب شزراً، ثم لتقترب فتتناوله بحنق وتتابع القراءة لتطالعها كلماته من جديد، حيث قال: قد أكون أكثر الناس رومانسية رغم ما أقول، ولم أفقد متعتي في الحب أبداً، إلا أني لا أستطيع أن استهين ببعض العوامل التي تؤثر في الحب وتقصر من عمره وتدفع المواد المسؤولة عن الإثارة العاطفية في الدماغ إلى حالة التبلد التام . .

ويضيف: عليكم بالتجديد . . ابحثوا عن الجديد في كل التفاصيل اليومية، لا تستسلموا للروتين، ولا تسلموا أعناقكم لمشانق الرتابة، فأشهر عشاق التاريخ هم الذين لم يتمكنوا من الزواج، فبقيت كل لحظاتهم تجدداً دائماً وظلت كل نظرة كأول نظرة . . وكل لمسة كأول لمسة! وتنهدت هنا بارتياح لتقول لنفسها: ها أنت عزيزي العالم تعود إلى رحاب الرومانسية دون أن تدري، إذن، لم نصل بعد لمرحلة العشق على طريقة الروبوت...

وقررت أن تسامح المؤلف، ثم قامت لتعيد الكتاب إلى مكانه من جديد، وبرفق شديد كأنها تعتذر منه . .

بقي عليها الآن أن تسعى للتجديد، وأن تعمل كل جهدها لاستثارة كل المواد في دماغ من تحب . . فقضت يومها في وضع برنامج مطول حافل بكل ما هو شائق ومثير وجديد.

وبدأت بالتطبيق . .

في الليلة الأولى، ارتدت أجمل ما لديها ورفعت شعرها في تسريحة أنيقة، ثم وضعت شمعة على المائدة وأطفأت الأنوار وأسدلت الستائر، وجلست في انتظاره . .

حضر أخيرا، فتحت له الباب بلهفة لتفاجأ به يسألها قبل أن يلقي تحية المساء: خير . . ماذا حصل . . الكهرباء مقطوعة؟ فأجابت بدلال: لا، أبدا، رغبت في أن نتناول العشاء على ضوء الشموع . . كما في الأفلام! ما رأيك في ذوقي، قل بأمانة . . ما رأيك في هذا الجو الساحر ؟ فقال وهو يخلع سترته: رائع . . رائع، ياللا نوكل، أكاد أموت جوعاً! وفيما ذهب ليغتسل، هرعت هي إلى المرآة لتتأكد من مكياجها، ثم عادت لتجلس معه، وبينما كانت تهم بسؤاله عن تصفيفة شعرها، فوجئت به يرفع أحد الأطباق إلى أنفه ليسأل: هذا متبّل . . ؟ ولاَّ حمص؟ هاتي الشمعة أنا مش شايف! وقررت احتواء الموقف . . ثم قالت وهي تصب كل أنوثتها في صوتها: صنعت لك حلوى فرنسية لنأكلها بعد العشاء . . آمل أن تعجبك! فصاح: ليش . . وين البطيخة اللي اشتريتها امبارح؟ لم تجب، وجدت بعض الصعوبة في بلع الموقف هذه المرة، فأطرقت ساهمة لتصحو على صوته يقول: اشعلي اللمبة، الله يخليك، العتمة بتغط على القلب! فقامت ليبادرها بالقول: شغلي التلفزيون بسرعة . . أنا جاي أشوف الأخبار

لبّت طلباته بصمت وآلية، واتجهت إلى غرفتها لتخلع ما ارتدته وما لم يلحظه أبدا، ولتستبدله بثوبها المنزلي المعتاد، ولتعيد شعرها إلى تهدله وتتجه لترفع أطباق العشاء دون أن تنبس بكلمة.

ولما انتهت وعادت إلى حيث يستلقي، وحين لمحته يتثاءب، فيغلق عيناً ويفتح أخرى في محاولة يائسة لمقاومة النعاس، وقفت مكانها تتأمله بذهول دون أن تدري، هل تبكي أم تطلق ضحكة طويلة !


د. لانا مامكغ


ريما الحندءة 28-06-2009 11:19

رد: زوج ...
 
لقد قرأت العديد من مقالات وافكار الدكتورة لانا مامكنغ وفعلاً انها تشعرك بانها تعيش الواقع بمقالاتها واسلوب طرحها للمشاكل ووضع الحلول

شكراً لك اسرار على هذه المشاركة المبدعة وهذه دعوة لحواء وادم للاستفادة مما ورد

اسرار 28-06-2009 13:46

رد: زوج ...
 
مشكورة كل الشكر ريما على المرور العطر

خالد النورس 28-06-2009 13:53

رد: زوج ...
 

شكرا على ما قدمتي اسرار ننتظرك جديدكِ

اسرار 28-06-2009 14:23

رد: زوج ...
 
مشكور على المرور خالد :067:

المشتاق 28-06-2009 14:27

رد: زوج ...
 
فأشهر عشاق التاريخ هم الذين لم يتمكنوا من الزواج، فبقيت كل لحظاتهم تجدداً دائماً وظلت كل نظرة كأول نظرة . . وكل لمسة كأول لمسة!

من اجمل ما قرأت ... مشكورة يا اسرار على الاختيار المميز
:hh3:

اسرار 28-06-2009 14:39

رد: زوج ...
 
مشكور مشتاق على المرور الذي يسعدني دوما بصدق
بس من كل الموضوع مالفت نظرك غير هاي يا ازعر
ههههههههههههههههههههههههههه

المشتاق 28-06-2009 14:50

رد: زوج ...
 
كله مميز يا اسرار ... مثل تميزك وتألقك

اسرار 29-06-2009 10:11

رد: زوج ...
 
مشكور .... مشتاق
حضورك ولو بدون اي تعليق يسعدني

ميسم الجنوب 29-06-2009 12:18

رد: زوج ...
 
رائعة جدا سلمتي اسرار


الساعة الآن 21:36.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Developed By Marco Mamdouh
جميع الحقوق محفوظة لشبكة و منتديات صدى الحجاج